في ذكرى الانتصار.. طوبى للمقاومة التي هزمت العدو وزرعت أرض الوطن عزة وكرامة
ميسم حمزة
تحلّ ذكرى انتصار تموز عام 2006، المكلل بأكاليل الغار وأشجار زيتون الحرية، التي تظلِّلُ أغصانها أرض الجنوب، والتي رفضت أن يسرق حلمها محتل صهيوني، فقاتلت مع رجال الله، لتحقيق انتصار الوطن، لتشكل أغصان الزيتون ورياحين الانتصار حكايات العشق للأرض والإنسان، ولتضحيات هي أكبر من محتلّ أو عميل هلَّل لغزو المحتلّ ظنًّا منه أنّ المقاومة ستنكسر.
فبقيت المقاومة الحقيقة الوحيدة التي تنحني لها الهامات، وترفع شارات النصر لها، لأنها امتلكت إرادة صلبة لا تلين أمام المعتدي، ولا تستضعف في ساحات الوغى، فأنبت قمح الجنوب سنابل الحرية، فحاكى تموز آب عن رجالات صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدَّلوا تبديلا، رجال أعادوا للأمة العزة بعدما استضعفها المحتلّ بحروب غير متكافئة.
فهزم لبنان بثالوثه المقدس، الشعب والجيش والمقاومة، أعتى قوة عسكرية غاشمة حاولت اغتصاب كرامة الأرض والإنسان في ظلّ الصمت العربي، والتواطؤ الغربي، فهزمها رجال المقاومة وأفشلوا مخططها لتحقيق «شرق أوسط جديد» يكون نسخة جديدة من مشروع أيزنهاور – حلف بغداد الذي هزمته القوى العروبية والناصرية عام 1958.
في ذكرى الانتصار نجدّد كناصريين، التزامنا الثابت، بنهج المقاومة وانخراطنا المؤكد في هذه المسيرة التي أطلق شرارتها منذ الخمسينيات من القرن الماضي الرئيس جمال عبد الناصر في مواجهة العدوان الثلاثي عام 1956، ومشروع أيزنهاور عام 1958، وما زال كبار من أمتنا يتابعون مسيرة هذا النهج التحرّري الذي تجسّده اليوم المقاومة التي لقنت العدو دروساً في البطولة والفداء وسيسجلّ التاريخ لهذه البطولات أنها كانت بفعل إيمان صادق بحرية الوطن واستقلاله، وهي التي صنعت انتصاراً أهدته إلى كلّ اللبنانيين والأمتين العربية والإسلامية.
فطوبى للتضحيات التي زرعت أرض الوطن عزة وكرامة وتحية للسواعد الأبية التي أطلقت نيرانها إلى ما بعد بعد حيفا معلنة أنّ زمن الهوان قد ولى، وأنّ قدرات المقاومة الردعية أصبحت ترسم السياسات وتحدّد طبيعة كيان مصطنع جعلته المقاومة أوهن من بيت عنكبوت لا جذور ولا أحلام صهيونية زائفة بـ«إسرائيل كبرى» يمكن أن تنسج لها قواعد على أرض الوطن.