فلسطين… فلسطين… كيف ننسى؟
بلال شرارة
في آخر تطوّر يتصل بالخطط «الإسرائيلية» الهادفة لاستباحة المسجد الأقصى الشريف وتمهيده لعملية وضع اليد، شهد المسجد نهاية الأسبوع الماضي هجمة عنيفة من المستوطنين بحماية الشرطة «الإسرائيلية» تحت عنوان ذكرى خراب الهيكل وكذلك قيام الشرطة منذ ما قبل ذلك بيوم على الأقل بفرض قيود على المصلّين الفلسطينيين، ثم وفي يوم الأحد بدأ 306 من المستوطنين باقتحام باحات الحرم القدسي الشريف على شكل مجموعات وقاموا بجولات استفزازية وأداء شعائر وطقوس يهودية.
وقد وقعت مواجهات عدة بين الفلسطينيين والمستوطنين أسفرت عن إصابة عدد من الفلسطينيين بجراح بينهم مدير نادي الأسير بالقدس.
وكانت سلطات الاحتلال «الإسرائيلية» قد واصلت مؤخراً خطتها الرامية للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، والتي تمهّد لتهويد الحرم والقدس بصفة خاصة. وهو الأمر الذي ألهب مشاعر الشعب الفلسطيني وأشعل قيامته الراهنة والمستمرة منذ تشرين الأول اكتوبر 2015، وقد أطلت سلطات الاحتلال بإجراءات جديدة عبر سلطة الآثار «الإسرائيلية» التي فرضت قيوداً على أعمال الترميم والصيانة في مباني المسجد والمصليات الواقعة في باحاته، فقد اقتحم موظفو سلطة الآثار «الإسرائيلية» الأسبوع الفائت مسجد قبة الصخرة وقاموا بتصوير أعمال الترميم والصيانة، وجاء هذا الأمر عقب اعتقال المهندس بسام الحلاق رئيس لجنة إعمار المسجد الأقصى في دائرة الأوقاف الإسلامية وثلاثة من موظفي اللجنة وإبلاغهم بمنع أيّ عمليات ترميم وصيانة من دون إذن مسبق من الشرطة وسلطة الآثار «الإسرائيلية».
وفي إطار استمرار سلطات الاحتلال «الإسرائيلية» في ممارساتها الهادفة الى تضييق سبل العيش امام الفلسطينيين هدمت جرافات قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع المنصرم خمسة منازل جاهزة الصنع في الضفة الغربية المحتلة، ثلاثة منها كان الاتحاد الأوروبي قد موّل إعمارها مما إدّى الى تشريد 27 فلسطينياً نصفهم من الأطفال.
وفي سياق المخططات الاحتلالية التوسّعية أوردت صحيفة هآرتس «الإسرائيلية» الأسبوع المنصرم أنّ بلدية القدس تخطط مع مموّلين لمشروع استيطاني كبير لبناء آلاف الشقق الاستيطانية خلف الخط الأخضر تشمل بناء أكثر من 2500 وحدة سكنية في المنطقة الممتدة من مستوطنة جيلو جنوب القدس وشارع 60، أو ما يُعرَف بشارع الأنفاق بين القدس ومنطقة بيت لحم جنوب الضفة، عطاءات إضافة لمشاريع بناء 42 وحدة استيطانية في مستوطنة كريات أربع ومخطط لبناء 90 وحدة سكنية في مستوطنة جيلو ، وما تقدّم هو غيض من فيض المساعي «الإسرائيلية» لحصار المناطق الفلسطينية.
وفي السياق الاحتلالي المستمرّ قامت سلطات الاحتلال بعزل مدينة بيت لحم بواسطة مستوطنة جديدة إضافة إلى محاولتها المستمرّة ضرب معنويات الشعب الفلسطيني وإحباط أمانيه الوطنية، حيث واصلت سلطات الاحتلال سياسة التضييق على الأطفال – وفق ما كشفته القائمة بالأعمال بالإنابة لبعثة المراقبة الدائمة لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة نادية رشيد، حيث أشارت إلى أنّ أطفال فلسطين يعانون لما يقرب من نصف قرن تحت الاحتلال من انتهاك حقوقهم من قبل «إسرائيل»، حيث إنّ قواتها لجأت إلى الاستخدام المفرط للقوة والقتل غير القانوني، رغم أنه لا توجد مؤشرات أنّ الأطفال الذين قتلوا شكلوا خطراً أو تهديداً، كما أصيب أكثر من 2600 طفل جراء استخدام «إسرائيل» للذخيرة الحية ضدّ الأطفال العزل.
في السياق نفسه يُذكَر أنه تمّ اعتقال واحتجاز عدد كبير من الأطفال من قبل قوات الاحتلال «الإسرائيلية» حيث اعتقلت في القدس الشرقية وحدها 860 طفلاً بينهم 136 تتراوح أعمارهم بين 7 – 11 عاماً، دون سنّ المسؤولية الجنائية، ويتعرّض هؤلاء الأطفال في مراكز الشرطة والمعتقلات لأشكال مختلفة من التعذيب النفسي والجسدي، واستناداً الى تقارير الأمين العام للأمم المتحدة فإنّ هناك 20 حالة من اعتداءات المستوطنين التي أسفرت عن اصابة الأطفال الفلسطينيين، وهذا يشمل الهجوم الإرهابي يوم 31 تموز 2015 عندما أحرق مستوطنون إرهابيون منزل عائلة دوابشة في قرية دوما بالضفة الغربية، مما أسفر عن مقتل الطفل الرضيع علي 18 شهراً ووالديه ريهام وسعد وإصابة شقيقه احمد بحروق.
في السياق نفسه يشار الى وجود 44 ألف طفل فلسطيني في قطاع غزة ما زالوا مشرّدين نتيجة تدمير قوات الاحتلال منازلهم في عدوانها على غزة عام 2014، وكانت قوات الاحتلال في السياق نفسه قد فرضت غرامات بحق 34 طفلاً قاصراً في سجن عوفر وصل مجموعها الى 33 الف شيكل. وفي سياق عدوانيتها ومحاولات التستر على جرائمها، جدّدت ما يسمّى بمحكمة الصلح «الإسرائيلية» وللمرة الثالثة، الأمر يمنع نشر الأفلام التي توثق لجريمة قتل الشابة مرام إسماعيل 23 عاماً وشقيقها صالح 15 عاماً .
حال أطفال فلسطين هو من حال الأسر الفلسطينية تحت الاحتلال أو التي تعاني جراء الاحتلال، حيث تتواصل معاناة الأسرى الذين أعلنوا أكثر من انتفاضة بعنوان: الأمعاء الخالية التقرير الشهري لمنظمة التحرير الفلسطينية حول مجموع جرائم الاحتلال في شهر تموز الذي أظهر وقوع 9 شهداء و 173 مصاباً و 539 معتقلاً، أما حصيلة الشهداء منذ القيامة الفلسطينية تشرين الأول أكتوبر 2015 فقد سجلت وقوع 233 شهيداً بينهم 62 طفلا ًو16 امرأة.