مشاغبات أميركية على القاذفات الروسية… وجنوب حلب عيونه خضراء قريباً المقداد لـ «البناء»: حلف الشرق والشرف أقرب للنصر من أي وقت مضى
كتب المحرّر السياسي
يوم أمس، الذي كان بامتياز يوم القاذفات الروسية التي نجحت بتدمير الكثير من تحصينات ومستودعات تنظيمي جبهة النصرة وداعش، في شمال وشمال شرق سورية، شهد مشاغبات أميركية تستهدف المعنى الأبعد الذي حملته عاصفة الـ «تي 22»، لجهة الانتقال الروسي للمرة الأولى منذ تفكك الاتحاد السوفياتي ونهاية حلف وارصو، لتشكيل أحلاف عسكرية، وتوضيع وحدات استراتيجية قتالية خارج الأراضي الروسية، وما يعنيه للأميركين حلف روسي إيراني سوري، مفتوح الحدود على أوروبا براً عبر روسيا وبحراً عبر المتوسط من سورية، وموجود في قلب الخليج وقلب عمق آسيا وصولاً لحدود الصين عبر موقع إيران، المتجذّر في العمق الآسيوي، بحجم تجذّره في قلب سوق الطاقة العالمي.
على إيقاع عاصفة التوبوليف، اعترف جيش فتح الشام المسمّى الجديد لجبهة النصرة بنجاح الجيش السوري باسترداد مواقع ومباني الكلية الفنية الجوية ونصف كلية المدفعية، تمهيداً لدخول كلية التسليح، وإعلان جنوب حلب مجدداً تحت سيطرة الجيش السوري بعيون خضراء.
نائب وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد، عكس أجواء الارتياح والثقة اللتين تعيشهما دمشق، سواء لجهة سير المعارك، أو لجهة طبيعة العلاقة مع الحليفين الروسي والإيراني، مستخدماً في تسمية الحلف الروسي الإيراني السوري وصفه بـ «حلف الشرق والشرف» رداً على الاستعمال الأميركي التقليدي لمصطلح حلف الشر.
قال المقداد إن حلف الشرق والشرف أقرب للنصر من أي وقت مضى، وأن علاقات الثقة والصدق دخلت علم السياسة كمكوّن إلى جانب المصالح لصياغة التحالفات الناجحة، وأن منظومة القيم التي يلتقي الحلف للدفاع عنها تبدأ من رد الاعتبار لمفهوم دولة الاستقلال الوطني وتنتهي بالسعي لعالم اكثر توازناً، وهذا ما يجعل للحلف وخطواته أبعاداً تتخطى حدود التلاقي في مواجهة الحرب على سورية والتشارك في خوض الحرب على الإرهاب. وأكد المقداد أن التقدم في الحرب على الإرهاب يزيد فرص الحل السياسي ولا يعقدها كما يروّج البعض، فالانتصار على الإرهاب يسقط الأوهام حول حلول عسكرية لدى بعض مفردات تحمل لواء المعارضة وتعلم أن القوة العسكرية التي تقف بوجه الدولة السورية هي التنظيمات الإرهابية، مضيفاً أن سورية رغم قناعتها بما قدّمته تجارب الحرب وآخرها ما يجري في حلب قد أسقط مقولة معارضة مسلحة معتدلة، فهي مستعدة للمشاركة في أي جولة مقبلة تدعى إليها في جنيف دون شروط مسبقة، داعياً القيادة التركية إلى الإصغاء بصدق لنصائح روسيا وإيران والانتقال من ضفة الرهان على الحرب وتشغيل الإرهاب، إلى ضفة الاستثمار على حسن الجوار والعلاقات التاريخية وضمان الاستقرار والأمن ومكافحة الإرهاب، لافتاً إلى أن الزمن المتسارع لا يعطي الكثير من الفرص، فواشنطن ستكون أمام امتحان مصداقيتها بموقفها من تصنيف جبهة النصرة بعد تغيير اسمها على لوائح الإرهاب لدى مجلس الأمن الدولي، وفقاً للطلب الذي تقدمت به روسيا.
لبنانياً، لا تزال زيارة وزير الخارجية المصرية سامح شكري عنوان الاهتمام، خصوصاً مع حسم الاتجاه لتمديد بقاء العماد جان قهوجي في قيادة الجيش، وفرضيات أن يبقيه ذلك عضواً في نادي كبار مرشحي الرئاسة، مع ما نقل عن شكري من دعوة لتوسيع الخيارات بين المرشحين الكبار، بالحديث عن لائحة تضمّ المرشحين الحاليين الرئيسيين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، وإضافة اسمين آخرين، من خارج نادي الزعامات السياسية، وترك الفرصة لكل الأطراف بوضع خيارين رئاسيين أول وثان، ومحاولة صياغة مشروع توافقي تتبناه قوى وسطية في مجلس النواب، يشارك فيها مؤيدون للمرشحين الرئيسيين، تحاول الوصول لصيغة توافقية على اسم واحد من ضمن سلة موازية لكل اسم تتضمن اسما وصيغة مناسبين لرئاسة الحكومة والحكومة ومقاربة لما سيكون عليه وضع المرشح الرئيسي الذي لا انتخابات لسواه دون موافقته وهو العماد ميشال عون، وتحديد مكانته في الدولة في حال عدم حصوله على كرسي الرئاسة، لأن لا حاجة لبحث موازٍ في حال تم التوافق عليه للرئاسة.
بري: المواقف المتشدّدة تدفع نحو الفراغ
جدّد رئيس المجلس النيابي نبيه بري تأكيده أمس، أن الملفات العالقة ستتحلحل من اليوم الى رأس السنة، وبدا متفائلاً حيال ملفي الرئاسة وقانون الانتخاب العمود الفقري للحل. ولفت بحسب ما نقل عنه زواره لـ «البناء» إلى «أن عدم الاتفاق سيضع البلاد على مفترق طرق خطيرة مع تأكيده الرفض المطلق للتمديد مجدداً مهما كلف الأمر».
وأبدى مخاوفه من أن البعض من خلال مواقفه المتشددة وعدم الاستجابة للحلول يدفع الأمور باتجاه الفراغ والمؤتمر التأسيسي. وشدّد على «أن معالجة أي ملف من الملفات بما فيها ملف الرئاسة سيؤدي تلقائياً الى ربط الملفات ببعضها البعض، وبالتالي يطرح معالجة القضايا الأخرى ومنها، تشكيل الحكومة.
وإذ حذر من مخاطر الوضع الاقتصادي الذي يتفاقم يوماً بعد يوم، أعرب عن انزعاجه من أداء حزب الكتائب في ما يتعلق بمكب برج حمود، سائلاً ما هي البدائل، مبدياً خشيته من ان تعيد هذه التحركات فتح ملف المكبات من جديد وتعقيد حل الأزمة وإعادة النفايات الى شوارع بيروت.
مقبل: أعمل حسب مسؤولياتي الدستورية
إلى ذلك، عاد ملف التعيينات العسكرية إلى واجهة الأحداث الداخلية، وعلم أن الرئيس المجلس النيابي الذي التقى امس، وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، عشية جلسة مجلس الوزراء، كان بحث التداعيات السلبية على لبنان في حال الشغور في القيادات العسكرية، إذا لم يتم التوافق على خلف لقائد الجيش.
وأكد مقبل أنه لن يعمل إلا حسب مسؤولياته الدستورية وحسب القوانين، مشددا على أنه لا يقبل بأي شغور في المجلس العسكري أو في قيادة الجيش.
واشار من عين التينة، الى أنه سيطرح اليوم في مجلس الوزراء 3 أسماء للتعيين في منصب الأمين العام لمجلس الاعلى للدفاع، موضحاً أنه اذا لم يتم التوافق على اسم فهو سيتصرف وفق مسؤولياته.
ملف الاتصالات يغيب مجدداً
يبحث مجلس الوزراء في جدول أعمال عادي من 85 بنداً أبرزها تقرير اللجنة الوزارية المكلفة دراسة تلوّث مجرى نهر الليطاني، وتعيين أساتذة في التعليم الثانوي في الملاك من المتعاقدين الذين أجريت لهم امتحانات في مجلس الخدمة المدنية. وفيما يغيب ملف الاتصالات عن الجلسة لغياب وزير الاتصالات بطرس حرب لظروف عائلية تقبّل التعازي بوفاة شقيقته فإن ملف التعيينات الامنية سيطرح من خارج جدول الاعمال.
تأجيل تسريح خير يمهّد لقهوجي وملاك خلفاً لسلمان
وأكدت مصادر وزارية لـ «البناء» «أن الجلسة ستشهد خلافاً بين المكونات الحكومية حيال الأسماء المطروحة ما من شأنه أن يضع وزير الدفاع سمير مقبل تحت فرضية الأمر الواقع بضرورة إصدار قرار ليل الأحد ـ الإثنين بتأجيل تسريح اللواء خير لمدة سنة، مشيرة إلى أن هذا القرار سيكون مقدمة للتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، لمدة سنة للمرة الأخيرة إذا ينهي في إيلول 42 عاماً من الخدمة». ولفتت المصادر إلى «أن مصير رئاسة الأركان سيكون مختلفاً، فهناك شبه شبه اتفاق على تعيين العميد حاتم ملاك خلفاً للعميد وليد سلمان الذي ينهي في أيلول 43 عاماً في الخدمة العسكرية».
وأكد وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي لـ «البناء» أنه مع التعيين وضخ دم جديد في قيادة المراكز العسكرية وعدم حرمان عمداء كفوئين هذا المنصب. لكن السؤال هل بإمكان مجلس الوزراء التعيين في ظل الانقسامات السياسية؟
وأشار حناوي إلى أن من الأسماء التي ستطرح اليوم خلفاً للواء محمد خير، العمداء مروان الشدياق، بسام العبد، صادق طليس، باسم الخالد، كلهم يتمتعون بأهلية تخولهم تبوّء هذا المنصب، لكن المشكلة مردها أن الكثير من المرشحين ليسوا محسوبين على أفرقاء سياسيين، وهذا ما يقف حاجزاً أمام وصول الكثيرين من الذين يستحقون»، معتبراً أن «التعاطي السياسي مع الجيش يجعل من الضباط أسرى لهؤلاء».
ورأى وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ «البناء» أنه إذا حصل اتفاق بين الوزراء على اسم من الأسماء التي ستطرح كان به وإذا تعذّر الاتفاق، فإن قرار التمديد للواء خير، سيكون سيّد الموقف عند الوزير مقبل.
الدور المصري غير منتج
إلى ذلك، أنهى وزير الخارجية المصري زيارته الى بيروت، بعدما استكمل أمس، جولته على المسؤولين اللبنانيين والتقى رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون ورئيس حزب القوات سمير جعجع ورئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة. وأشار شكري إلى أنه طرح الأفكار التي قد تحلحل بعض المواقف واهمية السير قدماً لتحقيق الاستقرار والخروج من المعادلة الراهنة. وقال «لدينا رؤية للحل ونطرحها على جميع القيادات وهناك اهتمام دولي وإقليمي بالوضع في لبنان».
وعلّق مصدر مطلع لـ «البناء» على استثناء وزير الخارجية المصري حزب الله من جولته على المسؤولين اللبنانيين، مشيراً الى أن هذا الأداء يؤكد أن مصر لا تستطيع أن تؤدي دوراً إيجابياً منتجاً وبناء في أي حل، بغض النظر عن أن الزيارة لا تحمل اية مبادرة.
لا علاقة لشقيْقَي بلال بدر بالتنظيمات الإرهابية
أمنياً، سلّم الفلسطينيان أحمد وشراع بدر شقيقَي بلال بدر نفسيهما الى مخابرات الجيش في صيدا، ليرتفع عدد الذين سلّموا أنفسهم أمس الى أربعة. وقالت مصادر في اللجنة الأمنية العليا في المخيم لـ «البناء» «إن حملة التسليم جاءت نتيجة عمل أشهر بين اللجنة الأمنية العليا والأجهزة الأمنية اللبنانية وفي مقدمتها الأمن العام ورئيسه اللواء عباس ابراهيم لتسوية ملفات عدد كبير من المطلوبين بمذكرات توقيف بإطلاق نار وذلك لتخفيف العبء الأمني على المخيمات الفلسطينية وتحديداً عين الحلوة».
وأضافت المصادر أن «اجتماعاً حصل أول من أمس بين اللجنة الأمنية ورئيس فرع المخابرات في الجنوب العميد خضر حمود، وتمّ البحث خلاله بسجلات عدد كبير من المطلوبين وبصحة التقارير المرفوعة لتسوية أوضاعهم وبناء عليه يسلم هؤلاء أنفسهم على مراحل».
ونفت المصادر «أن يكون لشقيقَي بلال بدر أي علاقة بالتنظيمات الإرهابية، ولفتت الى أن بدر لا يزال في مخيم عين الحلوة وهناك جهود لتسوية وضعه، لكن عقبات عدة تحول دون ذلك، إذ لا يمكن للأجهزة الأمنية تسوية الدعوات الشخصية المرفوعة ضده في القضاء اللبناني». وشددت على أن «الوضع في المخيم تحت السيطرة وهناك بعض الأشخاص يحملون أفكاراً متطرفة، لكن لا يوجد تنظيم مسلح إرهابي».
وأشارت المصادر إلى «أن لقاءً حصل في الاسبوع الماضي بين اللجنة الأمنية العليا ووفد من حركة أمل تم خلاله بحث ملفات المطلوبين في المخيمات. وتم الإتفاق على ألا يبحث وضع المخيمات من زاوية أمنية فقط بل الاهتمام بالحقوق المدنية والاجتماعية للفلسطينيين وكان هناك تجاوب من الوفد وسيوضع برنامج مع القيادة السياسية اللبنانية ويعرض على الحكومة للبحث في كيفية إعطاء هذه الحقوق الى الفلسطينيين».
كذلك، ضبطت قوى الجيش على طريق رأس السرج في منطقة عرسال، عبوة ناسفة زنة 400 غرام موصولة بصاعق عادي وفتيل صاعق ومعدّة للتفجير.