هل اقتربت فعلاً معركة الموصل؟
حميدي العبدالله
صرّح أكثر من مسؤول في الولايات المتحدة مؤكداً اقتراب موعد معركة تحرير الموصل من داعش.
لكن هل التصريحات الأميركية مجرد حملة علاقات عامة للإيحاء بجدية إدارة أوباما بمحاربة داعش والقضاء عليها في ثاني أكبر معاقلها بعد الرقة السورية، أم أنّ سياسة التواطؤ العملي مع داعش واستغلاله لابتزاز الحكومة العراقية والحصول منها على تنازلات تلبّي تطلعات الأميركيين في بلاد الرافدين لا تزال قائمة، وبالتالي لن تقع معركة الموصل؟
إعلامياًن وربما سياسياً أيضاً، يبدو أنّ للولايات المتحدة، وتحديداً إدارة أوباما الديمقراطية، مصلحة في تحرير الموصل من تنظيم داعش، على الرغم من أنّ هذه العملية إذا تمّت بنجاح قد تقود إلى استغناء الحكومة العراقية عن خدمات الولايات المتحدة، وزيادة المطالبين، برحيل القوات التي أدخلتها بذريعة المساعدة على محاربة داعش.
وستقود أيضاً إلى نتائج أخرى تخشاها الولايات المتحدة، مثل إضعاف داعش في سورية، وخلق ظروف تساعد قوى عراقية لإرسال قوات إلى سورية للقتال إلى جانب الجيش السوري للقضاء على داعش لمنع عودته من جديد إلى العراق.
مصلحة الولايات المتحدة في تحرير الموصل تتجسّد في الحصول على انتصار مدوّ على داعش كان للولايات المتحدة دور كبير في تحقيق هذا الانتصار، أولاً من أجل دعم حملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، وثانياً لبعث رسالة تقول إنّ الولايات المتحدة جادة في مكافحة الإرهاب ولا سيما داعش الذي بات خطره يتهدّد العالم.
لكن لا تزال العقبات والعقد التي حالت في السابق عن الشروع في تحرير مدينة الموصل قائمة، وأهمّ هذه العقبات مشاركة الحشد الشعبي إلى جانب القوات الحكومية في تحرير الموصل، ولو بصيغة تشبه الصيغة التي وضعت لتحرير الرمادي والفلوجة، إذ أنّ الولايات المتحدة وحلفائها العراقيين لا زالوا يعارضون هذا الخيار. كما أنّ ثمة عقبة أخرى تتمثل بمشاركة الأكراد وحدود هذه المشاركة ومصير الأرض التي يتمّ تحريرها في محافظة نينوى، أيّ هل تعود إلى الحكومة المركزية في بغداد أم تخضع لسيطرة إقليم كردستان العراق.
هذه مشكلات حقيقة تعيق انطلاق معركة تحرير الموصل، فضلاً عن أنّ الموصل معقل رئيسي لداعش، وربما هو المعقل الأخير، وبالتالي قد يدافع بقوة عنه، الأمر الذي يفرض الاستعانة بالحشد الشعبي على نحو أكبر وأوسع مما حدث في الرمادي والفلوجة.