جميل وبثينة

شوق بنكهة اللوم والعتاب.

بثينة: أمنحك حبّي وهيامي في كلّ لحظة. رسمتك، تأمّلتك، عاشرت قلبك حدّ الثمالة. كتبتك بألوان الحبّ كلّها حتى صارت حروفي لا تُقرأ، وأنين قلبي رغم زحمة ضجيجه لا يُسمع.

مشغولة أنا بجمال عينيك، وكيف ألقاك لأتنشق عطرك وأتنهّدك؟ ولكن أيّ حبّ هذا يحمله قلبك لي، وأنت مع غيري مشغول عقلاً وقلباً؟

جميل: أشعر أنك توضّبين أمتعة سفرك وتنوين الرحيل دائماً عندما تبعثرين حروف شوقك وعشقك. وكأن بوحك المقصود هو لوم وعتاب لا شوقاً وهياماً.

بثينة: وهل تذوّقت يوماً شوقاً بنكهة اللوم والعتاب؟

جميل مستغرباً: لا أعلم صراحة إذا كان قلب العاشق يستطيع أن يجمع بين الاثنين معاً، ولكن هاتي يا معذّبتي حدّثيني عنه.

همهمت بثينة بتململ ثم همست بخجل: هو انتقام لمشاعرك بشغف وجنون. ففي كلّ لحظة عتب غاضبة تولد لحظات حنونة تستسلم لها الروح بهدوء يتحوّل الكلام معها إلى نظرات تائهة. ويصير البوح أنفاساً تلهب القلوب.

جميل: وأنا غاضب منك جدّاً، لا بل إني أشتهي قتلك. ولكن آه من وجع اسمه الحبّ! سرقت قلبي وعقلي، وصرت أتجوّل بين أزقّة ألغازك ودروب أسرارك مثل المجنون. تجعلين من خيالك مسرحاً لشوقك وعشقك، للومك وعتابك فتزيدين من حدّة غضبي وجنوني. أيّ امرأة أنت بحق الآلهة وأيّ قلب تملكين؟ أكذوبة أنت أم جنّية سلّطت عليّ سحرها، أم أنك أنثى لعوب؟

ابتسمت بثينة برقّة وقالت: تعال إليّ بجنونك، لحظة التقيتك المرّة الأولى. تعال إليّ فإني مشتاقة لأعيش معك الحبّ خمرة وسكرة، وبعدئذٍ أجب أنت عن أسئلتك وقل لي مَن أكون أنا!

سناء أسعد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى