فلحة ممثلاً جريج: نعوِّل على دور الإعلام في تقريب المسافات بين اللبنانيين
نظّم «موقع بنت جبيل» الإلكتروني احتفالاً لمناسبة مرور 13 عاماً على تأسيسه وحلوله في المرتبة الأولى في لبنان ولتكريم نخبة من الإعلاميين والشخصيات التي تركت بصماتها في المجتمعين اللبناني والعربي، في باحة الحديقة العامة لمدينة بنت جبيل، في حضور وزير الإعلام رمزي جريج ممثلاً بالمدير العام للوزارة الدكتور حسان فلحة، رئيس تحرير جريدة «السفير» الأستاذ طلال سلمان، وشخصيات إعلامية، ثقافية، فنية، نقابية، رياضية.
بعد النشيد الوطني وإطلاق نشيد «موقع بنت جبيل» وتقديم من الإعلامية ريما حمدان ألقى فلحة كلمة وزير الإعلام، فقال: «مما لا شك فيه أنّ الإعلام الجديد وارتباطه بشبكات التواصل الاجتماعي بدأ منذ فترة يحتل مكانة متقدمة على الساحة الإعلامية، وهو بات الأقرب إلى الناس بما يوفره لهم من معلومات تجعلهم لصيقين بالحدث، لحظة بلحظة، وهو أمر أدخل التنافس الإيجابي إلى هذا الميدان من أجل تقديم ما هو أفضل. إلا أنّ لهذه التنافسية بعض السلبيات، وأهمها التسرع في نقل المعلومة من دون التدقيق في مضمونها وفي صحتها، بسبب تسجيل سبق صحافي، مما يوقع بعض المواقع الالكترونية في بعض الأخطاء غير المقصودة، مما يؤثر على صدقيتها، مع ما تسببه من التباسات وتناقضات لا تصب في خانة الرسالة الإعلامية، المفترض بها توخّي الدقة والموضوعية والشفافية في التعاطي مع المعلومات غير الدقيقة وغير الصحيحة».
ونوّه «بالدور الذي يقوم به الإعلام اللبناني بما يتمتع به من حسّ بالمسؤولية الوطنية، حفاظاً على الاستقرار العام، على الرغم مما يقع فيه بعض هذا الإعلام من أخطاء، وهو دور نعول عليه كثيراً للإسهام في تقريب المسافات بين اللبنانيين، وفي تسليطه الضوء على المواضيع الاقتصادية والاجتماعية، والتي تساعد كثيراً في معالجة الخلل من قبل الحكومة، على الرغم مما يواجهها من صعوبات تحتم حداً أدنى من التضامن الحكومي، لأنّ البلاد لا تحتمل مزيداً من الخضات في ظلّ الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية. فانتخاب رئيس جديد هو المعبر الإلزامي لسلسلة حلول مترابطة بعضها ببعض، وهو المفتاح الرئيسي للولوج إلى مرحلة جديدة عبر البوابة الرئاسية، وما دون ذلك سراب في واحة أنصاف الحلول».
وكانت كلمة لسلمان قال فيها: «ها نحن، مرة أخرى، في بنت جبيل التي ما زالت تتردّد في جنباتها أصداء خطاب «السيد»، في الذكرى العاشرة للانتصار على الحرب الإسرائيلية، يغمرنا شرف الانتساب إلى الأرض التي باتت مقدسة بدماء الشهداء الأبرار الذين ثبتوا للعدو الذي كان جباراً لا يهزم فانكشف هنا عجزه، وغطت صرخات جنوده بطلب النجدة على دوي المدافع ورصاص القتل الذي رده المجاهدون على مطلقيه، فكان الانسحاب المخزي من كامل الأرض التي احتلها في الهجمة الأولى، وكانت المطاردة التي جعلته ينسى بعض جنوده يعولون ليعود بطائراتهم فيحملهم بحواماته بسرعة الرصاص المنهمر عليه».
وأكد أنّ «إطلاق الموقع من بنت جبيل ونجاحه الباهر خلال فترة زمنية محدودة يجسد في جانب منه إرادة أهل هذه الأرض وجدارتهم ليس فقط في رد كيد المعتدي إلى نحره، بل في تأكيد قدراتهم على دخول العصر بالتقدم العلمي وتأمين خدمة إعلامية مميّزة بين أهدافها ربط الأهل المنتشرين في المغتربات».
وختم: «مع أننا كصحافة مكتوبة نعاني مرارة العجز عن دخول السباق مع هذا الفتح العلمي الباهر والذي تعدّد نسله في اشتقاقات واستكمالات وإبداعات جديدة تغطي الاهتمامات كافة، سياسية واجتماعية وثقافية، وصولاً إلى المخاصمات والهجمات، مبررة أو مغرضة وطائشة تستهدف التهجير، فإننا مجبرون على الانحناء أمام التقدم الإنساني وحق أبنائنا في امتلاك أسباب المعرفة والتواصل حتى لو كانت على حساب آبائهم والأجداد الذين قد يعجزون عن اختراق منجزات هذا العلم الجديد الذي يكاد يجبّ ما قبله في عالم التواصل، بما في ذلك الصحافة المكتوبة. ونحن بين الضحايا، مثل الغالبية الساحقة من جيلي من أهل الورق ممن يضحك منا وعلينا أحفادنا الأطفال».
وأعلن مدير الموقع حسن بيضون أنه «سيتم الانطلاق بالموقع بلغات عدة منها الإنكليزية والفرنسية، وفتح مكاتب عدة في بلاد الانتشار، بالإضافة إلى إنشاء تلفزيون إلكتروني يكون الأول من نوعه في لبنان والمنطقة، وكما سنوثق بالصوت والصورة مأساة الناس لنصبح بالفعل مؤسسة إنسانية تسعى إلى تحسين عيش الآخرين. ونعلن أنّ موقع بنت جبيل أصبح مصدر ثقة للعديد من الجهات السياسية والأمنية والإعلامية وعامة الناس، وهذا يحفز على ألا نكون منحازين إلى أي جهة معنية».
وتخللت الاحتفال قصائد للشاعر طليع حمدان وفقرات كوميدية للفنان أبو سليم وفرقته وللفنان محمد وهبي ونشيد لأطفال العرب أنشدته الطفلة ريم بيضون ودبكة شعبية لفرقة عيناتا التراثية وريبورتاج وشهادات من إعلاميين وفنانين، بالإضافة إلى كلمات للشخصيات المكرّمة تحدثوا فيها عن إنجازات الموقع وتألقه في أصعب الظروف والمراحل.
واختُتم الاحتفال بتسليم الدروع التكريمية إلى الإعلاميين.