سوء التنظيم آفة بطولاتنا
إبراهيم وزنه
كثيرة هي التمنّيات التي نسمعها من حين إلى آخر في خطابات القيّمين على لعبة كرة القدم في لبنان، وما أكثر تلك التحذيرات والملاحظات التي يطلقها هؤلاء في كل مناسبة تسمح لهم بإيصال صوتهم وصورتهم، وللحديث عن الاجتماعات التي غالباً ما تنعقد بين إدارات وروابط الأندية تحت عنوان «تعالوا لنتعاون على نظم أمورنا»، وبرعاية أهل الحل والربط حدّث ولا حرج، لا بل قد نحتاج إلى جرائد ومجلات، ناهيكم عن صفحات التواصل الاجتماعي، والتي باتت في الفترة الأخيرة ترسم في تعليقات وتوجيهات أبطالها خطط المواكبة وطرق التشجيع وسُبُل الفوز، وفي خِضمّ هذا السِّجال أيضاً، تطلّ علينا البرامج الرياضيّة المتخصّصة أملاً برفع منسوب التشجيع والمواكبة وبثّ الروح الحماسيّة بين الجماهير.
حيال هذه المشهد المتعدّد المآرب والمشارب، ونظراً للفوارق الشاسعة في فهم طريقة التعاطي مع الأحداث الرياضيّة، مع تدخّل العقليّات المختلفة علماً وعملاً، ومن بينها المتحجّرة والاستبدادية والكيدية، لا بُدّ أن يأتي الحصاد … خيبات وفوضى موصوفة! خروج عن المألوف! ووقوع جرحى! اعتداءات على الحكام! واعتقال جماهير! صراخ في معظم الأرجاء! وبكاء أطفال! واقتحام الجماهير للملعب! وشتائم من كل العيارات! وتدافع يؤذي الصغار!
نعم، فهذه المشاهد باتت مألوفة في ملاعبنا، صدقاً لم نعدْ نسأل عن نتيجة المباراة الحسّاسة أو النهائيّة، لأنّ الحصيلة الأوليّة بعد كل نهائي أو «دربي» غالباً ما تكون جرحى وإسعافات أوليّة مع قلق في البيوت، وتوقيفات أمنيّة وحواجز طيارة، وغرامات لا تقدر عليها خزائن الأندية، واتصالات حتى منتصف الليل. سؤال صريح، من المسؤول عن كل ما أسلفناه؟ وأيّة جهة رسميّة مستعدّة لتحمّل المسؤوليّة في مواجهة هذه المستجدّات؟ وكيف السبيل لتعافي رياضتنا، وخصوصاً لعبة كرة القدم وملاعبها، من تلك الأمراض المزمنة؟ في الواقع، ومن دون لفّ ودوران، سوء التنظيم مرض عُضال في مسيرتنا الكرويّة، لأنّه النتيجة الحتمية لسوء فهم المعنى الحقيقي للروح الرياضيّة، وسوء تدبير في مواجهة مثل هذه المطبّات، والمؤسف تعمّد سياسة «التنقير» بين القيّمين وعلى بعضهم البعض… لن أزيد أكثر، ففي القلب الكثير من الحزن على واقعنا المرير … فلا تطلبوا من القوى الأمنيّة فرض الأمن وحفظ النظام وأنتم المقصّرون في مهامّكم، وفي تشجيعكم، وفي نظم أموركم. كرتنا تبتعد عن جادة الأصول، والكل مسؤول، والسلام عليكم.