هكذا… تركنا ورحل!
هكذا… تركنا ورحل!
اعتدال صادق شومان
سمير يزبك خانه القدر حين احتبس الصوت داخل الحنجرة، وقد شاء «الخبيث» أن ينال منه الوتر، فصار سمير يزبك «موجوعاً» ولم تشفِه «ملعقة من ريق الحبيب». وعندما أتعبه الداء والدواء في «قلب يسوع»، غنّى مواله الأخير «قلبي انجرح من هالدني وعمري انطوى»، فغاب الصوت قبل أوانه.
مزيّن الشعر الذي سرّح يوماً شعر فيروز بأنامله، لم يكن يدرك أنه سيغدو «خيّال» المسرح الغنائي في بعلبك وبيت الدين والأرز يغنّي المواويل إلى جانب جيل الكبار من وديع الصافي، صباح، نصري شمس الدين، وجوزف عازار… مع الرحابنة أولاً كانت باكورة أعماله «موسم العزّ» و«البعلبكية» و«جسر القمر» ليكمل الرحلة مع الفنان روميو لحود بأربعة أعمال منها «الشلال القلعة»، و«الفرمان»، ولتصبح أغانيه الأكثر طلباً في البرامج الإذاعية والتلفزيونية التي تقدّم إليها بأغنية «لبنان يا قطعة سما» لوديع الصافي، وأولى أغنياته كانت «طوّل غيابك يا حلو»، قبل أن تجتاح الحرب لبنان فغادره الى دمشق التي استقبلته بحفاوة على عادتها مع الفنانين اللبنانيين، ولم تبخل في تكريمه ليعود مع عودة الهدوء إليه. لكن مع الأسف، لم يتأخّر المرض كثيراً فغزاه ونال من عافيته، فَخَضع سمير لأكثر من عملية جراحية قبل أن يختنق الصوت وينقطع وتر الربابة في أغنيته «دقي دقي يا ربابة» التي أحبّها كثيراً .
هكذا تركنا سمير يزبك ورحل، فانقطع الوتر الأخير في الربابة المبحوحة… وتجرّح الموّال.