ألمانيا تحثُّ مواطنيها على تخزين الطعام تحسباً للطوارئ

طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، دول الاتحاد الأوروبي بتحسين الأمن الداخلي والخارجي للاتحاد. ودعت إلى توسيع نطاق التعاون الأوروبي في مجال الدفاع، معربة عن تأييدها لمزيد من تبادل المعلومات بين أجهزة الاستخبارات الأوروبية.

وقالت ميركل في أعقاب محادثات ثلاثية مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، عقدوها على متن سفينة حربية إيطالية، قبالة جزيرة فينتوتوني الإيطالية: «نظرا لتهديد تنظيم «داعش» والحرب الأهلية الدائرة في سوريا، فإننا نشعر أن علينا فعل المزيد من أجل أمننا الداخلي والخارجي».

يذكر أن الزعماء الثلاثة سبق أن عقدوا لقاء من هذا النوع، في نهاية حزيران الماضي، بعد ظهور نتيجة استفتاء «البريكست»، الذي أجراه البريطانيون على مستقبل عضوية بلادهم في الاتحاد الأوروبي.

من جهة ثانية، أكد رئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رينزي، أن أوروبا لم تنته بعد «البريكست»، وقال: «كثيرون اعتقدوا بعد «البريكست» أن أوروبا انتهت، هذا الأمر غير صحيح»، في حين اعتبر الرئيس الفرنسي أن «الخطر في أوروبا اليوم يكمن في التفتت والتقسيم».

في غضون ذلك، أعلن وزير الداخلية الفرنسية بيرنار كازنوف، أن قوات الأمن أوقفت خلال الـستة أشهر الأخيرة، متورطين في الإرهاب، ما يعادل جميع من تم توقيفهم خلال عام 2015 بأكمله.

وأشار كازنوف، في تصريحات له عقب نهاية مباحثاته مع نظيره الألماني، توماس دي مايتسيري، إلى أن إدارة الأمن الداخلي أوقفت خلال شهر آب الحالي سبعة أشخاص على علاقة بخلايا إرهابية، وقبض على ثلاثة أشخاص كانوا يحضرون للقيام بعمل إرهابي في البلاد.

هذا وتشهد فرنسا حالة من عدم الاستقرار الأمني والعمليات الإرهابية، التي كان أبرزها هجوم نيس الأخير، الذي أسفر عن مقتل 84 شخصاً وإصابة العشرات، إثر دهس إرهابي حشداً من الناس بشاحنته.

وفي سياق متصل، حثت الحكومة الألمانية مواطنيها على تخزين كميات من الطعام والمياه تحسبا للطوارئ التي قد تتعرض لها البلاد، وهو ما لم يحدث منذ الحرب الباردة.

وتضمنت توصيات الحكومة، تخزين كمية من الطعام والمياه تكفي لعشرة أيام، كاستعداد مبدئي لأي طوارئ قد تمر بها البلاد. كما نصحت بتخزين لترين من الماء للاستهلاك اليومي لكل فرد، على مدار الأيام العشرة.

وذكر موقع صحيفة «فرانكفورت ألغماينه» أن المفهوم الجديد للدفاع المدني وضع في 69 صفحة أعدتها وزارة الداخلية الألمانية، في وثيقة للعرض على الحكومة.

وجاء في الوثيقة أنه «ليس من المتوقع أن تتعرض الأراضي الألمانية لهجوم يحتاج إلى دفاع تقليدي». وأضافت: «لكننا لا نستبعد أن نتعرض لتهديدات أمنية جسيمة في المستقبل، لذا نرى أن هناك ضرورة لتطبيق إجراءات الأمن المدني».

وقال توماس دي ميزير، وزير الداخلية الألماني، في حديث لبعض أطفال المدارس، أن ألمانيا لابد أن تكون مستعدة لأي عملية لتسميم مستودعات الطعام والمياه، أو انقطاع إمدادات الزيت والغاز.

وبدأ الألمانيون على الفور، في كتابة تعليقاتهم على الوثيقة التي تتضمن المفهوم الجديد للدفاع المدني، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» من خلال التفاعل على هاشتاغ Hamsterkaeufe .

من جهتهم، وصف أعضاء برلمان محسوبون على المعارضة مفهوم الدفاع المدني الجديد، الذي من المفترض أن يُعرض على الوزارة اليوم الأربعاء، بأنه «مثير للذعر».

وانتقد ديتمار بارتش، نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب اليساري الألماني، هذا التحرك، قائلا «لا يمكن إثارة الفوضى بين الناس بجولة أخرى من المقترحات، من بينها تكديس إمدادات الطعام».

بدوره، قال قنسطنطين فون نوتس، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب «الخضر»، أن «من المنطقي أن تُحدّث توصيات الدفاع المدني، التي لم تُمس منذ عام 1995». لكنه حذر من الخلط بين هذا التحديث وبين أي سيناريو عسكري أو إرهابي، قائلا «لا أرى في الاُفق أي سيناريو لهجوم يبرر تخزين المواطنين للإمدادات».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى