جميل وبثينة
بين الحبّ واللاحبّ… غيرة مجنونة!
بثينة: لماذا تحاول الهروب منّي دائماً؟ تتجاهل بوحي المجنون الصاخب، ومناداتي بحروفي الملتهبة من عطش شوقي إليك؟ قل لي، هل أنا متوهّمة في حبّك؟ أم أنّك تعاني من صراع في داخلك تتقلّب به مشاعرك وعواطفك، وتتأرجح بين الحبّ واللاحبّ والشوق واللاشوق؟
جميل: وكيف أحبّك ولا أحبك، .واشتاق إليك ولا أشتاق؟
بثينة: وكيف أكون ملكة على عرش قلبك، ثمّ متسوّلة تتجوّل على أرصفة حبّك تلملم فتات الذكريات، حيث كنتَ تراقصها هناك على أنغام غزلك؟ أذكر كيف كانت نظرات عينيك حينذاك تلاحقني خطوة خطوة.
ضحك جميل بقوّة وقال: تقصدين كيف كنتُ مبهوراً أترقّب جسدك وهو يتمايل أمامي؟ لقد كنتِ أشبه بحورية بحر، أو نجمة ليل برّاقة تتلألأ من حولي بأنوثتها المفرطة وشدّة جمالها!
نظر جميل إلى بثينة، فوجدها تتأمّله بصمتٍ. اقترب منها وأمسك يديها، ولامس خدّيها قائلاً: ما بالك يا صغيرتي؟ ألم يَرُق لكِ بوحي؟
بثينة: لا يا حبيبي، بل إنّي أتساءل عن سرّ تغيّرك بعد تلك اللحظة، إذا كنت مغرماً بي لهذه الدرجة. فلَمْ تعد جميل الذي أحبّني بجنون، وصار حضنك بارداً وقلبك قاسياً، وأنا لم أعهدك إلّا رجلاً عاشقاً يأسرني بعطفه وحنانه.
جميل متنهّداً بحسرة: اُعذريني يا حبيبتي، لأنّني حينذاك شعرت بغيرة مجنونة قاتلة، عندما رأيت الحضور يلاحقونك بنظراتهم، رغبت أن أتخلّص من حبّي لك ومن عذاباتي، وقلقي أن تصبحي مُلك غيري ذات يوم.
بثينة: سأقول لك سرّاً يا حبيبي.
جميل: قولي يا ملاكي.
بثينة: أشعر بالسعادة لأنّ سبب حبّك ولاحبّك، غيرة مجنونة معجونة بنار عذابك ولهيب ضياعك من قلق فقداني. ولكن، لك وعد منّي ألّا أكون لغيرك وإلا فالموت هو قراري.
جميل: ووعدٌ منّي أن أكون فارس أحلامك الذي تحبّينه. ولكن، بعدما أحجزك أسيرةً في مملكتي وأحجبك عن العالم كلّه، فلا يحاول مَلِكٌ التقرّب منك ولا ينظر عابر سبيل إليك!
سناء أسعد