بغداد: دعوات سياسية وشعبية لطرد السفير السعودي
تصاعدت وتيرة المطالبات السياسية والشعبية العراقية بطرد السفير السعودي في العراق ثامر السبهان من البلاد، واستبداله بسفير آخر. فبعد أن كانت المطالبات بطرد السبهان تنطلق طيلة أشهرٍ عدة من أوساط سياسية وشعبية غير رسمية، أعلنت الحكومة العراقية موقفها الرسمي يوم أمس عبر وزارة الخارجية، المتمثل بالطلب من الحكومة السعودية باستبدال سفيرها الحالي في بغداد، لأنَّ السبهان تجاوز منذ تعيينه سفيرًا لبلاده في العراق السياقات والأعراف الدبلوماسية، وتدخل عبر تصريحات وتحركات مختلفة بالشأن الداخلي العراقي.
وقال المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد جمال «إنَّ طلب استبدال السفير السعودي جاء إثر سلسلة تصريحات وتغريدات اعتبرتها بغداد تدخلاً سافرًا في الشأن العراقي وتأجيجًا للصراعات الطائفية والمذهبية، حيث أنها أثارت جدلاً وغضبًا واسعًا لدى العراقيين، كذلك تهجّم السفير السعودي في أكثر من موضع على شخصيات عراقية بارزة، وصدرت عنه تعلقيات طائفية ضد القوات الأمنية العراقية في حربها ضد الارهاب»، مشيراً إلى أنَّ «العراق رفض تصريحات السبهان مراراً وتكراراً وذلك عبر استدعاءات ومذكرات احتجاجية، لكن دون جدوى».
ويعد الموقف الرسمي العراقي من السفير السعودي تطوراً ينطوي على دلالات ومؤشرات مهمة تعزز التصور القائل باستبعاد إمكانية تحسن العلاقات بين بغداد والرياض في ظل التعاطي السلبي السعودي حيال العراق، رغم أن الرياض حاولت عبر إعادة فتح سفارتها في بغداد وتعيين سفير مقيم لها فيها منتصف العام الماضي، الإيحاء برغبتها في تصحيح مسار علاقاتها المتأزمة مع بغداد، بيد أنَّ ما حصل بعد مجيء السفير ثامر السبهان كان عكس ذلك تمامًا.
وفي تصريحات إعلاميَّة وتغريدات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، تهجّم السبهان على الحشد الشعبي وعلى شخصيات ورموز سياسية ودينية عراقية، ليدعي مؤخرًا تعرضه لمحاولة اغتيال من جهات تابعة للحشد الشعبي ومدعومة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث اعتبرت الخارجية العراقية ما إدعاه السبهان لا يتعدى كونه فبركة إعلامية ومحاولة للإساءة لسمعة العراق.
ورأى ساسة من قوى وأحزاب مختلفة في طرد السبهان واستبداله بسفير آخر، نتيجة طبيعية ومنطقية لتجاوزاته واساءاته المتكررة للعراق ورموزه وتدخلاته السافرة بالشأن العراقي.
كما تجدر الإشارة إلى أنَّ السبهان لا يمتلك أيَّة خلفية دبلوماسية، فقد كان ضابطًا برتبة عميد وتقلّد مناصب أمنية واستخباراتية عدة في مؤسسات سعودية من بينها وزارة الدفاع السعودية، وجهاز المخابرات، والديوان الملكي، ولم يسبق له أن تقلد أي منصب دبلوماسي قبل تعيينه سفيرًا في العراق.
ميدانياً، استشهد 18 شخصاً وأصيب 16 آخرون في هجوم «لداعش» استهدف حفل زفاف في بلدة عين تمر في كربلاء. وفي التفاصيل أنَّ القوات الأمنية العراقية أحبطت هجوماً واسعاً «لداعش» على حي الحسين بعد أن تمكن مقاتلوه من التسلل من صحراء محافظة الأنبار عبر ثغرة أمنية بين المحافظتين.
وأفاد مصدر بأنَّ أحد الانتحاريين الخمسة الذين نفذوا الهجوم فجّر في وقت متأخر من الليلة الماضية نفسه بحزام ناسف، فيما قاموا برمي رمانات يدوية وأطلقوا الرصاص من بندقية كلاشنكوف.
وجرت اشتباكات بين «سرايا السلام» والجيش العراقي من جهة ومقاتلي «داعش» من جهة ثانية لقرابة الساعة حيث قتل الانتحاريون الأربعة الباقون.
كما فرضت القوات الأمنية إجراءات مشددة تحسباً لأي طارئ وبإشراف مباشر من قبل قائد العمليات ومحافظ كربلاء المقدسة وسط تواجد مكثف لجميع الأجهزة الأمنية من الجيش والشرطة والأجهزة الاستخبارية. وقال مصدر إنَّ «الموقف مسيطر عليه تماماً الآن».