صدق النيات التركية!
تحاول تركيا الأردوغانية أن تصوّر للعالم أنّها تدخلت برّياً في شمال سورية، لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، بينما هي في الحقيقة تحاول القضاء على التنظيمات الكردية.
وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية تقريراً تطرّقت فيه إلى العملية التركية في سورية، مشيرة إلى أن تركيا تسعى بواسطتها لدفن حلم الأكراد بحكم ذاتي في سورية. وقالت الصحيفة: تكبّدت تركيا في إطار عملية «درع الفرات» أولى الخسائر في سورية، لا على يد مسلّحي «داعش»، بل على يد المقاتلين الأكراد. ومن الواضح أن الحملة العسكرية التركية في سورية ستؤدّي إلى تعقيد الأمور أكثر، وتدفن بصورة نهائية أمل الأكراد بإقامة كانتون لهم ذي حكم ذاتي.
وعلى رغم إعلان رئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم أن هدف العملية ضمان أمن سكان تركيا وحدودها، وأن العملية موجّهة ضدّ «داعش»، فإن مسؤولين آخرين مثل وزير الدفاع التركي فكري عشق أعلن بصريح العبارة أن أنقرة تهدف أيضاً إلى منع توسّع الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد في البلد المجاور.
ونقلت الصحيفة عن الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط، مستشارة مدير المركز الروسي للدراسات الاستراتيجية، يلينا سوبونينا قولها إن للحملة العسكرية التركية هدفين: محاربة الإرهابيين وإضعاف الحركة القومية الكردية. وتركيا لن تتوقف، إلا بعد أن تتأكد من تقويض طموحات أكراد سورية، الذين لا هدف لديهم سوى الحصول على منطقة ذاتية الحكم، ولكن خصماً قوياً الآن يقطع عليهم الطريق.
وفي الشأن التركي أيضاً، نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية تقريراً لمراسلتها كونستانز ليتش جاء فيه أنّ أنقرة كثّفت حملتها على وسائل الإعلام منذ محاولة الانقلاب الفاشلة الشهر الماضي، وهو ما دفع ناشطين في مجال حقوق الإنسان إلى انتقاد الإجراءات الحكومية ضدّ الصحافيين. وأضاف التقرير أنه منذ الإعلان عن حالة الطوارئ في تركيا، أقدمت الحكومة على إغلاق أكثر من مئة مؤسّسة إعلامية، من بينها 45 صحيفة و16 قناة تلفزيونية و23 محطة إذاعية و12 مجلة و29 دار نشر و3 وكالات أخبار. كما صدرت قرارات اعتقال بحق أكثر من 100 صحافي، بحسب ما نقلته «غارديان».
«نيزافيسيمايا غازيتا»: العملية التركية ضدّ «داعش» تحوّلت حرباً ضدّ الأكراد
تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى العملية التركية في سورية، مشيرة إلى أن تركيا تسعى بواسطتها لدفن حلم الأكراد بحكم ذاتي في سورية.
وجاء في المقال الذي نشرته الصحيفة أمس: تكبّدت تركيا في إطار عملية «درع الفرات» أولى الخسائر في سورية، لا على يد مسلّحي «داعش»، بل على يد المقاتلين الأكراد. ومن الواضح أن الحملة العسكرية التركية في سورية ستؤدّي إلى تعقيد الأمور أكثر، وتدفن بصورة نهائية أمل الأكراد بإقامة كانتون لهم ذي حكم ذاتي.
وتشير صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إلى أن الحملة العسكرية التركية، التي بدأت يوم 24 آب الجاري، أدّت إلى تعميق التناقضات بين مجموعتين مدعومتين من جانب الولايات المتحدة، الأكراد من جانب، و«المتمرّدين» وتركمان سورية من جانب آخر. وهذا بطبيعة الحال سيخلق أرضية لنشوء نزاعات جديدة قد تؤدي إلى تقويض جهود واشنطن لتصفية «داعش».
وتعترف الصحيفة بأن «المعارضة السورية» والأكراد يقاتلان بعضهما بصورة منتظمة في مختلف أنحاء سورية، وفي الوقت نفسه يحاربان ضدّ «داعش» على جبهات مختلفة. ولكن الصدامات المسلحة الآن قد تندلع في مناطق تعدُّ هادئة نسبياً.
وفعلاً، هذا ما يحصل، حيث يؤكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن العملية التركية تسببت في مقتل 20 مدنياً في قرية جب الكوسا الواقعة شمال سورية، والتي تسيطر عليها «قوات سورية الديمقراطية» التي تدعم الأكراد بحسب «رويترز».
أما صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، فتشير إلى أن الصراع على الحدود التركية ـ السورية يشتد، حيث يوجد لتركيا حالياً في سورية ما لا يقل عن 380 عسكرياً و40 دبابة مدعومة بألف مسلّح من «المعارضة السورية». والقوات البرّية مدعومة بالقوات الجوية. وقد هاجمت طائرتان تركيتان «إف 16» مواقع الأكراد و«داعش» خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وعلى رغم إعلان رئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم أن هدف العملية ضمان أمن سكان تركيا وحدودها، وأن العملية موجّهة ضدّ «داعش»، فإن مسؤولين آخرين مثل وزير الدفاع التركي فكري عشق أعلن بصريح العبارة أن أنقرة تهدف أيضاً إلى منع توسّع الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد في البلد المجاور.
هذا، ويشتد التوتر حول مدينتَي منبج وجرابلس، المدينة الاستراتيجية المهمة، التي كانت ستربط الأراضي الواقعة تحت سيطرة الأكراد في جيب واحد. وقد تمكن الأكراد من تدمير دبابة تركية وقتل أحد الجنود وإصابة ثلاثة آخرين بحسب «سي إن إن تورك» .
من جانبها، أشارت وكالة «أناضول» التركية إلى أن مقتل هذا الجندي قد يؤدي إلى تصعيد الحرب.
كذلك، تعرضت مواقع داخل تركيا إلى هجمات، بما في ذلك مطار ديار بكر، الذي هوجم بالصواريخ بحسب وكالة «دوغان» ، من دون أن يصاب أحد بأذى. وبحسب اعتقاد السلطات التركية، فإن الأكراد يقفون وراء هذا الهجوم.
ويتفق الخبراء على أن عملية «درع الفرات» موجّهة ضدّ الأكراد أكثر مما هي ضدّ «داعش».
تقول الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط، مستشارة مدير المركز الروسي للدراسات الاستراتيجية، يلينا سوبونينا إن للحملة العسكرية التركية هدفين: محاربة الإرهابيين وإضعاف الحركة القومية الكردية. وتركيا لن تتوقف، إلا بعد أن تتأكد من تقويض طموحات أكراد سورية، الذين لا هدف لديهم سوى الحصول على منطقة ذاتية الحكم، ولكن خصماً قوياً الآن يقطع عليهم الطريق.
ويذكر أن مباحثات جنيف بين وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري في شأن الأزمة السورية، استمرت 12 ساعة، من دون أن يتمكنا من تجاوز نقاط الاختلاف بينهما كافة لأن روسيا تصرّ كما في السابق على وضع حدود واضحة فاصلة بين «المعارضة» والإرهابيين، وقد أعلن كيري بأن الوضع يستحق ذلك.
المسألة الثانية هي تجاوز التناقضات في شأن انتهاكات الهدنة في سورية، حيث لم يتفق الطرفان عند توقيع اتفاق الهدنة على العقوبات التي ستفرض على من ينتهكها، وحالما يتوصل الطرفان إلى اتفاق في شأن نقاط الخلاف سوف يعلنان ذلك.
والموضوع الرئيس الآخر يتمثل بحلب المحاصرة والمهدّدة بكارثة إنسانية. ومن المنتظر أن ينشر الطرفان خلال أسبوع الإجراءات المتفق عليها لتجنب الكارثة وإنقاذ مئات الألوف من سكانها من الموت جوعاً أو نتيجة القصف.
وقد علّق لافروف على العملية التركية في سورية بقوله إن دمشق مستعدّة للتعاون مع كل من يحارب الإرهاب. ولكن، على كل من توغل في سورية عاجلاً أو آجلاً أن يعلن أهدافه وأولوياته، وتركيا ليست استثناء.
«غارديان»: حرّية الصحافة في تركيا من سيّئ إلى أسوأ بعد الانقلاب
نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية تقريراً لمراسلتها كونستانز ليتش جاء فيه أنّ أنقرة كثّفت من حملتها على وسائل الإعلام منذ محاولة الانقلاب الفاشلة الشهر الماضي، وهو ما دفع ناشطين في مجال حقوق الإنسان إلى انتقاد الإجراءات الحكومية ضدّ الصحافيين.
وأضاف التقرير أنه منذ الإعلان عن حالة الطوارئ في تركيا، أقدمت الحكومة على إغلاق أكثر من مئة مؤسّسة إعلامية، من بينها 45 صحيفة و16 قناة تلفزيونية و23 محطة إذاعية و12 مجلة و29 دار نشر و3 وكالات أخبار.
كما صدرت قرارات اعتقال بحق أكثر من 100 صحافي، بحسب ما نقلته «غارديان».
وتقول المراسلة إن الثقة في المنظومة القضائية تراجعت إلى درجة أنّ رئيس التحرير السابق لصحيفة «جمهوريت» جان دوندار استقال من منصبه، عازياً ذلك إلى عدم ثقته في المحاكم.
وقال دوندار، الذي يعيش في الخارج، إنه لن يسلّم نفسه على الأقل حتى تنتهي حالة الطوارئ، بحسب الصحيفة.
وأشار التقرير إلى أنه مع زيادة الضغوط على المؤسسات الإعلامية في تركيا، أعلنت مجموعة صغيرة من الصحافيين البارزين عن تأسيس صحيفة إلكترونية، «غازيت دوفير»، على أمل مواجهة حالة الاستقطاب السياسي.
«تلغراف»: بريطانيا تعتزم إرسال سفينة حربية للمشاركة في الحرب ضدّ «داعش»
نشرت صحيفة «تلغراف» البريطانية مقالاً حول عزم بريطانيا إرسال سفينة حربية للمشاركة في الحرب على تنظيم «داعش». وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إنّ المدمرة «HMS DARING» ستتجه إلى منطقة الخليج للمشاركة في الحرب ضدّ تنظيم «داعش».
وتقول الصحيفة إن بريطانيا سترسل سفينة تبلغ قيمتها مليار جنيه إسترليني إلى منطقة الخليج لدعم الجهود العسكرية ضدّ تنظيم «داعش».
وقال فالون إن المدمّرة سيُدفع بها الأسبوع الحالي لحماية حاملات أميركية تستخدم تنفيذ غارات على مواقع التنظيم في العراق وسورية، بحسب الصحيفة. وأشارت إلى فالون أعلن في وقت سابق من الشهر الحالي عن خطط لإرسال جنود بريطانيين إضافيين إلى العراق لدعم العمليات العسكرية ضدّ التنظيم.
«روسيسكايا غازيتا»: لماذا عدل أمين عام الناتو عن تهديد روسيا؟
تطرّقت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية إلى التحوّلات التي تطرأ في الآونة الأخيرة على أمين عام حلف الناتو، مذكّرة بأنه كان من أشدّ المتحمّسين لمعاقبة روسيا.
وجاء في المقال: تطرأ في الآونة الأخيرة على أمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتينبيرغ تحوّلات هائلة. فمن أحد أكثر المتحمّسين لفكرة معاقبة روسيا بسبب «عقوقها»، بدأ يتحوّل إلى أمين عام محبّ للسلام، يناقش علناً ضرورة إقامة تعاون بناء مع موسكو. ولهذا التطوّر الحثيث تفسير منطقي.
ففي يوم 22 آب الجاري، أثار رئيس وزراء تشيكيا بوغوسلاف سوبوتكا ضجة كبيرة بين النخبة السياسية في أوروبا، عندما أعلن خلال اجتماع سفراء ورؤساء الممثليات الدبلوماسية في براغ عن ضرورة إنشاء قوات مسلحة أوروبية لحماية الحدود الخارجية للاتحاد، «لأننا على المدى البعيد لن نتمكن من الاستغناء عن الجيش الأوروبي» مشيراً بصورة خاصة إلى توقعه تقدّماً ملموساً في هذا المجال خلال الخريف المقبل، بما في ذلك اتخاذ دول الاتحاد قراراً مناسباً في هذا الشأن.
ويعدّ سوبوتكا أول زعيم أوروبي يدعم رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، الذي سبق أن أعلن عن ضرورة إنشاء جيش أوروبي لا لغرض الهجوم، بل لمساعدة الاتحاد الأوروبي في تنفيذ مهماته العالمية، حين قال: «نحن بحاجة إلى سياسة خارجية أوروبية عامة، سياسة أمنية ودفاعية عامة لأوروبا بهدف إنشاء جيش أوروبي موحد، لنتمكن من القيام بدورنا في العالم».
وهنا تجدر الإشارة إلى أن ستولتينبيرغ بالذات انتقد مراراً الأفكار المماثلة لساسة أوروبا، حيث أعلن بوضوح أن الناتو يعارض ازدواجية البنى الدفاعية للاتحاد الأوروبي والحلف. وإن انزعاج ستولتينبيرغ من فكرة إنشاء جيش أوروبي موحد ليس عفوياً. لأنه إذا ما تم فعلاً إنشاء هذا الجيش فسيطرح السؤال نفسه، ما حاجة أوروبا إلى الناتو؟
وثمة أمر آخر: تزداد شعبية فكرة إنشاء جيش أوروبي موحد في العواصم الأوروبية. والحديث يدور ليس فقط عن الرغبة في الاحتفاظ بالمليارات المخصصة للنفقات الدفاعية. إذ لم يعد بإمكان الأوروبيين كتم غضبهم من أن الولايات المتحدة تستخدم الناتو على المكشوف كقيود لأوروبا. فما أن يبادر أحد في أوروبا إلى الحديث عن أي شيء لا يعجب البيت الأبيض، حتى تبدأ واشنطن بتذكير الأوروبيين بمن هو السيد الفعلي في أوروبا، لافتة إلى قواعد الناتو المنتشرة فيها، التي هي عملياً قواعد عسكرية أميركية. كما تذكرهم بالأسلحة النووية الأميركية المنتشرة في بلدان الاتحاد الأوروبي لحماية «الحلفاء في الناتو».
ولكن، هل أوروبا بحاجة إلى هذه المظلة النووية الأميركية؟ إن الحديث عن إنشاء جيش أوروبي موحّد، يشير إلى أن الأوروبيين يجيبون على هذا السؤال سلباً. وهذا ما تدركه واشنطن، ويدركونه كذلك في مقر الناتو في بروكسل.
كما يجب ألا ننسى التصريحات العدوانية للناتو ضدّ روسيا. ولكنّ قلة قليلة من الناس في أوروبا ترغب في محاربة روسيا، لأن عدداً من الأوروبيين يتذكّرون جيداً من تاريخهم إلامَ تؤدي هذه الحروب في كلّ مرة. أما الأميركيون فقد تعودوا على استخدام أراضي الغير كمسرح للعمليات الحربية، وما عليهم سوى قصفها والعودة إلى ديارهم، وعلى أوروبا تحمل النفقات.
ويبدو أن ستولتينبيرغ ليس سياسياً غبياً، فقد أثبت مرات عدّة أن باستطاعته تحوير تصريحاته بسرعة. ومن الواضح أن الوقت قد حان له لكي يثبت من جديد مهارته في التحوّل من ذئب هائج إلى حمل وديع.
فقد صرّح لموقع «Onet» الإلكتروني البولندي أنّ «هدف استراتيجيتنا الدفاعية ليس إثارة النزاع مع روسيا. ونحن سنبذل الجهود لاحقا من أجل إقامة علاقات تعاون بناءة معها». وبحسب رأيه، ليس بين الدفاع القوي والحوار السياسي أي تعارض، لأنهما يكملان بعضهما.
أما بالنسبة إلى مجلس روسيا ـ الناتو، فقال: «نحن منفتحون لحوار محدّد مع روسيا على مراحل، لتجنّب عدم الفهم وزيادة الشفافية والقدرة على توقع الإجراءات. كما أن هناك خط الاتصال العسكري، وهذه القنوات سوف نستخدمها لطرح المسائل الملحّة بالنسبة إلينا كافة».
ولكن هل سيثقون في العواصم الأوروبية بصدق أمين عام الناتو، خصوصاً أنهم لا يعانون من فقدان الذاكرة ويذكرون جيداً كيف هدّد ستولتينبيرغ بِاسم الناتو قبل بضعة أشهر بمعاقبة روسيا؟ بمعنى آخر، ليست أوروبا بحاجة إلى مثل هذا الأمين العام العدواني. ولا يستبعد أن يكون ستولتينبيرغ قد أدرك ولو بصورة متأخرة جداً أن الولايات المتحدة ليست كلّ الناتو.