خمسة سيناريوات للرئاسة بين تمديد للمجلس وتأجيلها: أين ميشال عون؟
روزانا رمال
تتمحور الأسئلة كلها في لبنان حول الاستحقاق الرئاسي وكيفية إنجازه بأقل الأثمان كلفة في جو توتر حاد وإرهاب يعصف بالمنطقة، وقد دخل العمق اللبناني من بابه العريض باعتدائه مؤخراً على المؤسسة العسكرية والأمنية اللبنانية. كل شيء يبدو ملحاً. كل الاجتماعات واللقاءات الثنائية بين الفرقاء اللبنانيين، خصوصاً الحركة اللافتة لوليد جنبلاط والهادفة للتوحد على مواجهة الإرهاب تشي أن كل هذه اللقاءات تطرقت إلى موضوع الرئيس. من هو الرئيس؟ ما هي الظروف التي ستأتي به إلى سدة الرئاسة؟ من سيوافق؟ من سيعترض؟ ما هي آلية انتخابه؟ ماذا هو المقترح؟ ماذا لديكم؟ ماذا تقدمون وماذا تسحبون من التداول؟
عملياً فإن ترشيح الدكتور سمير جعجع سحب من التداول وهو بات مقتنعاً أن حظوظه صفر، أما الرئيس أمين الجميل فينتظر فرصة يعلم صعوبة مجيئها بلا موافقة عونية لا تبدو متيسرة. وعليه لم يبق مطروحاً سوى ترشيح العماد ميشال عون، فإذا قبل بأي حل وسطي ينتهي ملف الرئاسة برئيس وسطي، لكن الحل الوسطي هذا يعني إعادة إنتاج الدولة على أساس توازنات متعبة للمسيحيين وغير منسجمة سياسياً مع تطلعات المقاومة وحقها بالحماية الكاملة والاطمئنان التام. فكيف يمكن أن تكون السيناريوات بالعلاقة بين فرص تمديد ولاية المجلس أو إجراء الانتخابات أو وقوع الفراغ النيابي في الملف الرئاسي؟
المتغيرات الإقليمية حاكمة وأساسية وواضح أن نضجها متوقف على أحد أمرين لا يبدو أنهما قريبان: إما اعتراف غربي تحت ضغط القلق من داعش بالحاجة للتحدث مع سورية بشار الأسد، أو تفاهم سعودي إيراني شامل يتضمن ملف لبنان المستحيل من دون التفاهم حول سورية بتبني إيراني كامل للأسد وتمنع سعودي عنيد عن التراجع.
وفي ضوء البعد الداخلي وتزاحم استحقاقاته النيابية والرئاسية وتشابكها والبعد الإقليمي ومصاعب ولادة تسويات أو تفاهمات ما هي السيناريوات؟
أولاً: إذا تمت الانتخابات الرئاسية قبل نهاية مدة التمديد لولاية مجلس النواب بدءاً من الآن فالحظوظ الأوفر لمرشح رئاسي وسطي من نوع العماد قهوجي أولاً وجان عبيد ثانياً وغيرهما كثيرون ثالثاً.
ثانياً: إذا تمت الانتخابات النيابية مع نهاية التمديد فالمجلس الجديد سيشبه القديم ويكون المنطقي مع بدء ولايته مطالبته بالانعقاد فوراً لانتخاب رئيس للجمهورية ومعلوم إن تحقق النصاب سيؤدي إلى فوز رئيس وسطي أيضاً لاستحالة تحقيق النصف زائداً واحداً لحساب العماد ميشال عون في ظل الموقف الجنبلاطي المعروف.
ثالثاً: إذا وقع الفراغ النيابي بلا تمديد جديد ولا انتخابات في موعدها سيكون لا مجلس نيابياً لينتخب رئيساً جديداً والحكومة معنية بتنظيم انتخابات نيابية يقوم المجلس المنتخب بنهايتها بانتخاب الرئيس وتتكرر حكاية المجلس المنتخب حديثاً وانعقاده الفوري والحكمي لينتخب رئيساً في ظروف تنتج مرشحاً وسطياً.
رابعاً: وحده تمديد ولاية مجلس النواب لستة أشهر أو أكثر يعني قراراً سياسياً خارجياً كبيراً بإبقاء الحظوظ الرئاسية للعماد ميشال عون مفتوحة.
خامساً: سؤال بدأ تداوله أخيراً يفتح نافذة تسوية مضمونه تسهيل وصول النائب سليمان فرنجية للرئاسة بقبول جنبلاطي ورضا عوني إذا تسارعت تسويات المنطقة كما تقول مصادر ديبلوماسية غربية في مجالس ضيقة.