عبد اللهيان لـ«سبوتنيك»: التعاون الإقليمي وسيلة مؤكّدة لتحقيق الاستقرار
كشف مستشار رئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان ما قاله لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال لقائه في جدة، وقال: «المملكة العربية السعودية لا تنسجم في أفعالها في السنوات الأخيرة مع الإطار السياسي المعروف، إذ لا تتحلّى بالعقلانيّة والحكمة والحسّ السليم. وكان الغزو العسكري لليمن قراراً خاطئاً، ويُعتبر حماقة واضحة.»
وتابع: «لا تزال البُنى التحتيّة العسكريّة والمعدّات في اليمن تتعرّض للهجوم، ولا زال المدنيّون والنساء والأطفال يُقتلون. المملكة العربيّة السعوديّة هي الأخرى تعرّضت لخسائر بشريّة وماليّة، كما عانت البلدان التي دعمتها من خسائر بشريّة وماديّة، ومع كل ذلك لم نرَ أنّ الهجمات العسكريّة ساعدت في حلّ المشكلة بين السعودية واليمن، مع أنّه كان يمكن لها أن تحلّ الأمور بالوسائل السياسيّة منذ البداية. المملكة السعودية لا تقبل النصح لن أنسى أبداً أنّني التقيت مع وزير الخارجيّة السعودي عادل الجبير بعد شهر واحد من تولّيه المنصب، وتحدّثت معه لمدّة 15 دقيقة كاملة في مدينة جدة على هامش اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، ولم يمضِ على هذا الحديث سوى 3 أسابيع فقط، إلّا وكانت المملكة قد بدأت هجومها الكاسح على اليمن. وقد قلت له آنذاك: «كونوا على يقين بأنّ الطريقة العسكريّة لن تحقّق شيئاً، علاوة على ذلك فإنّها ستقوّض أمن المنطقة».
وأشار عبد اللهيان إلى أنّ «نتيجة سوء التصرّف، والحلول التي تفتقد للعقل، كانت من أشخاص فرادى من النخبة الحاكمة في المملكة العربية السعودية، وهي زعزعة الاستقرار وانخفاض مستوى الأمن في المنطقة. لماذا حدث كل هذا؟ إخفاء المشاكل الداخليّة وإلقاء اللوم على الآخرين». وأعرب عن اعتقاده بأنّ «الخلافات الحادّة بين أعضاء أسرة آل سعود قد أدّت إلى عدد من المشاكل الداخليّة داخل المملكة نفسها. ويبدو أنّ محمد بن سلمان قد بدأ الحرب في اليمن لخلق صورة معيّنة من الولاء والوحدة والإجماع، وبالنسبة له كان من المهم جدّاً كسب الحرب في اليمن».
وأوضح عبد اللهيان، أنّ «التعاون الإقليمي وسيلة مؤكّدة لتحقيق الاستقرار. ورغم كل ما سبق، فإنّ المملكة العربية السعوديّة تُعتبر دولة مهمّة ولها قدرة كبيرة في المنطقة، ونحن نعتقد أنّ التعاون بين طهران والرياض حول القضايا الإقليميّة يمكن أن يساعد كثيراً على إيجاد حلول سياسيّة للمشكلات في المنطقة، وهذه الرسالة الإيرانيّة قد تمّ تمريرها عبر العديد من الرسل على كثير من المستويات، وقد أعلنت اجتماعات البرلمان الإيراني مراراً وتكراراً أنّه ينبغي على السلطات السعودية التركيز على الحكمة والعقلانية واغتنام الفرص، للتخلّي عن سياسة تدمير المنطقة وإيران، واختيار مسار التسوية».