تلفزيون لبنان

شكا لبنان إلى الحكومة التركية أنّ شركة في إنطاليا أرسلت طائرة عليها اسم شركة لبنانيّة إلى مطار «بن غوريون» «الإسرائيلي»، وفهم من وزير النقل والطيران المدني وشركة أجنحة لبنان أنّ هذه الشركة كانت استأجرت من شركة تيلونيد التركية طائرة بوينع 737، وبعد فترة أرسلتها إلى إنطاليا للصيانة، غير أنّ الشركة التركيّة استخدمتها في رحلة إلى المطار «الإسرائيلي» دون أن تزيل شعار أجنحة لبنان، الأمر الذي استفاد منه العدو «الإسرائيلي» ونشر صورة للطائرة كما هي باسم أجنحة الأرز في مطار اللدّ.

سياسيّاً، قراءات مواقف الرئيس نبيه برّي التقت على أنّ جولة الحوار الوطني الاثنين المقبل مهمّة للغاية، وسترسم الخط البياني لمسار الأمور، فإمّا توافق على قانون الانتخاب النيابي والحكومة المطلوبة وفي إثره انتخاب رئيس للجمهوريّة، وإمّا استمرار العربة قبل الحصان في النفق الطويل.

وهناك بداية المشكلة في الشارع الذي سيكون للحراك المدني والنقابات. وما يزيد الطين بلّة هو الإعلان الأميركي أنّ واشنطن لا تقدّم الحلول للقضايا اللبنانيّة الداخليّة، وأنّ على اللبنانيين الاتفاق على إنهاء الشغور الرئاسي. هذا الموقف الواضح أعلنه وكيل وزارة الخارجية الأميركيّة للشؤون السياسية «توماس شانون».

«المنار»

في منطقةِ الانقلاباتِ صورٌ جديرةٌ بالقراءات، جديدُها الكلامُ العبريُّ عن حربٍ أهليّة باتت تهدّدُ المجتمعاتِ الصهيونية، معَ حدّةِ الخلافاتِ الداخليةِ التي تأخذُ الكيانَ نحوَ خطرٍ وجودي، بحسبِ رئيسِ جهازِ الموسادِ السابق تامير باردو.

وقديمُها الميادينُ المتقلبةُ من سورية إلىاليمنِ فالعراق، الموضوعةُ على سكّةِ التسويات.

أمّا الصورةُ اللبنانية فمتوقّفةٌ عندَ النفاياتِ التي تَطمرُ كلَ الملفات، لكنَّ البعضَ المؤسّسَ لجلِّ الأزماتِ الرئاسيّةِ والاقتصاديّةِ والاجتماعيّة طالعَ اللبنانيّينَ ببشرى معادلاتِه الدوليّة.

فوفقَ سقطةِ رئيسِ كتلةِ المستقبل النيابيّة، وتحليلاتِه المعبّرةِ عن حجمِ معلوماتِه وأدوارِه، لا رئيسَ للبلادِ قبلَ الانتخاباتِ الرئاسيّةِ الأميركيّة.

فهل يحتاجُ الكلامُ الجديدُ إلى الكثيرِ لمعرفةِ من يعرقلُ الانتخابات، ويربطُها بعِصِيِّ المعادلات؟ ومن يرفضُ المبادراتِ الوطنيّةَ لصالحِ الأجنداتِ الخارجيّة؟ ومن يُجهضُ على الدوامِ جسورَ التقاربِ بين الأطيافِ السياسيّةِ لمصالحَ ومآربَ ذاتيّةٍ أو إقليميّةٍ أو دوليّة؟

وهل هي صُدفةٌ أن يأتيَ الكلامُ المستقبلي معَ ذاك الذي حملَه اليومَ أمس إلى لبنانَ مساعدُ وزيرِ الخارجيةِ الأميركي توماس شانون، من أنَّ بلادَه لا يمكنُها تقديمُ حلولٍ للقضايا الداخليّةِ اللبنانية، مثلَ الفراغِ الرئاسيّ؟

وهل هي صدفةٌ أن يأتيَ الكلامُ المستقبليُ بعدَ كلامِ الرئيس نبيه برّي بالأمسِ أمس الأول ، عن السلّةِ المتكاملةِ من رئاسةٍ وحكومةٍ وقانونِ انتخاب؟ ويبقى السؤالُ، ماذا أرادَ أن يصيبَ فؤاد السنيورة أوّلاً من سلّةِ برّي المتكاملة؟ والمعنى في قلب الفؤاد.

«أن بي أن»

تفرّغ اللبنانيّون لقراءة مشهد صور أمس أمس الأول ، وإذا كان حجم المشاركة الجماهيريّة الحاشدة واضحاً لا يحتاج لتحليل ولا تأويل، فإنّ ما قاله الرئيس نبيه برّي شرحت مضمونه القوى السياسيّة والتقطت شيفراته، لكن كل فريق رمى الكرة في ملعب الآخر لا التيار الوطني الحر اعتبر نفسه معنيّاً بكلام رئيس المجلس، ولا تيّار المستقبل رأى في حديث الرئيس برّي حول الدلع السياسي أنّه المقصود، فيما ذهب مراقبون إلى توصيف خطاب صور بأنّه أصاب أكثر من تيار.

في كلّ الحالات، وضع رئيس المجلس القوى السياسيّة أمام مسؤوليّاتها على مسافة أيامٍ قليلة من جلسة الحوار الوطني في الخامس من أيلول، مستنداً إلى ضرورة وقف تعطيل المؤسّسات.

واقعيّة الرئيس برّي في مقاربة الأزمة الداخليّة فرضت مطالبته بالحلّ الشامل أو ما يُعرف بالسلّة الكاملة، فهل هناك قدرة لأحد على اجتراح حلول بالمفرّق؟ فلنفترض، لماذا إذن نفشل بانتخاب رئاسة الجمهوريّة؟ ولماذا تتأخّر ولادة القانون الانتخابي؟ فالبلد لا قدرة له على تحمّل المزيد من التعطيل ولا رهن مساراته المؤسّساتيّة بالتسويات الإقليميّة، كما يحاول الرئيس فؤاد السنيورة الذي ينتظر الطيار على متن الإدارة الأميركيّة الجديدة، متذرّعاً بمفاوضات إيرانيّة أميركيّة مرتقَبة بعد الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة.

السنيورة، الذي اعتبر بعد خطاب صور أنّ المسلّة لم تنعره، كان أوّل من ردّ على رئيس المجلس برفضه أي اقتراح لتسوية شاملة، وإصراره البدء برئاسة الجمهوريّة حصراً.

البرازيل انتخبت رئيساً لها من أصل لبناني، واللبنانيّون عاجزون عن انتخاب رئيس لجمهوريّتهم في بلدهم. ميشال تامر حلّ رسميّاً في سدّة الرئاسة البرازيليّة لمواجهة أزمة اقتصاديّة تعيشها أهم دول أميركا اللاتينيّة.

«او تي في»

ستة وتسعون عاماً على لبنان الكبير … مثل اليوم بالذات، سنة 1920، وقف ذلك الجنرال الفرنسي على درج قصر الصنوبر في بيروت، ومن حوله بطريرك ومفتٍ وبضعة سياسيّين وأعطانا دولة، كان كثيرون يناضلون لانتزاعها طيلة قرون، بعدها أمضينا نصف قرن نتقاتل حول تلك الدولة لأنّنا لم ننسَ أنّ بعضنا كان يريد أصغر منها … أي لبنان الصغير أو لبنان المسيحي، وبعضنا الآخر كان يريد أكبر منها … أي لبنان المتّحد مع سورية أو لبنان المسلم. قبل نحو ربع قرن، وبعد مئة ألف قتيل ومثلهم من جرحى ومُقعَدين، ومليون مهجَّر ومهاجر، قيل لنا أنّنا اتّفقنا في الطائف، وأنّنا كرّسنا بشكل لا عودة عنه أنّنا لا نريد لبنان أصغر ولا أكبر … نريده كما هو، وطناً نهائياً لجميع أبنائه، بشرط المناصفة والاستقلال والانفتاح والحرية. هي هذه ما مجموعها هو الميثاق، وهو الميثاق الذي لا شرعيّة لأيّ سلطة تناقضه. اليوم أمس ، بعد 96 سنة على إعلان دولة لبنان الكبير، تكاد تطير الكلمات الثلاث: لا دولة ولا حتى مزرعة بعدما بلغنا المزبلة، ولا لبنان … بل مخيّم لملايين من نازحي الأرض ومساكينها والباحثين عن أرض بديلة، ولا كبير في مزبلتنا ومخيّم نازحينا إلّا الجمل. كلّ ذلك، لأنّ هناك من لا يزال يتشاطر على الميثاق، إمّا بالتحاق بالخارج، وإمّا بالنفاق في الداخل من أجل حفنة من مال أو رجال. مفارقة الذكرى السادسة والتسعين لولادة لبنان الكبير، أنّها تأتي اليوم أمس ، في ظلّ مشهد ساخر: لبنانيّ يصير رئيساً لنحو 850 ضعف مساحة لبنان، ولبنان ممسوح ضعيف بلا رئيس … لماذا؟ لأنّ في البرازيل، رغم المافيات والسرقات والفافيللات، لا يزال هناك قضاء يحاسب وشعب يلاحق، فقبل أن نسمع ماذا يقول الذين كانوا ضدّ لبنان الكبير، في ذكراه السادسة والتسعين، فلنتعلّم أولاً من درس البرازيل، حتى لا تصير الذكرى عندنا، «ستين سنة وسبعين يوم» علينا وعلى لبنان!!!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى