لبنان ليس ملفاً وحيداً على أجندة الاتصالات السعودية ـ الإيرانية… والمطلوب في هذه المرحلة وحدة موقف داخلي ودعم الجيش أميركا أوجدت «داعش» لتبرير تدخلها بشؤون الدول الإسلامية… وإيران لن تسمح المس بمنظومتها الدفاعية
المرحلة تحتاج إلى وحدة الموقف السياسي الداخلي ودعم المؤسسة العسكرية لإنهاء الأزمة، لأنّ أيّ خلل في هذه المؤسّسة وفي دورها وتجهيزها يعرّض البلد للخطر، لكن هناك أهمية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية لأهميته الميثاقية والكيانية. وثمّة أهمية أيضاً لمعالجة الوضع الأمني بدءاً من ملفّ العكسريين وإخراج عرسال من مأزقها والانصراف إلى معالجة باقي الملفات المتعلقة بأمن لبنان واستقراره وسلمه الأهلي.
غير أنّ محاولة الجماعات الإرهابية التمييز بين العسكريين المخطوفين لديها أثارت استياء بعض نواب قوى «14 آذار» الذين أكدوا أن الإرهابيين لن يستطيعوا مصادرة الجيش باتجاه طائفة أو ميلشيا أو حزب معيّن، أما الطلب من البطريرك بشارة الراعي الاعتذار فهو مرفوض أصلاً، لا سيما أنّ تنظيم «داعش» أخذنا إلى ما قبل الجاهلية ويضع نفسه في مصاف إمكانية مخاطبة شخصيات مثل البطريرك الراعي.
أما الحديث عن ارتباط عودة الرئيس سعد الحريري باتصالات سعودية ـ إيرانية متقدمة، فإن لبنان ليس ملفاً وحيداً في المنطقة، ما يقتضي من اللبنانيين العودة إلى مناعتهم الداخلية.
من ناحية ثانية، فإن الولايات المتحدة الأميركية هي التي أوجدت تنظيم «داعش» لإيجاد ذرائع للتدخل في شؤون الدولة الإسلامية، على غرار مجموعة بلاك ووتر الأمنية التي أوجدتها أميركا والتي تقبض أموالاً لقاء قتل الناس، ولهذا فإن أمر «داعش» مريب، وهو مرتبط بالدول الأجنبية ويقبض الأموال من المرجعية الدينية ومدعوم من الغرب الذي يوجّهه بهدف بثّ الفتنة والتفرقة وتشويه صورة الإسلام من خلال ما يقوم به من ارتكابات وحشية.
من هنا، فإن إيران لا يمكنها أن تتشاور مع أميركا حول مواجهة «داعش» لما يحمله الأميركيون من أهداف، لا سيما أنّ وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون أكدت أنّ أميركا أوجدت «داعش».
إلى ذلك، فإن انتصار المقاومة الفلسطينية يشكل أعظم انتصار على الصهاينة، إذ تمكّن الشعب الفلسطيني بالمقاومة والصمود والشجاعة من إدارة حرب على مدى خمسين يوماً وينتصر ويفرض معادلة الردع النار مقابل النار، وهو ما أجبر «إسرائيل» على الإذعان للشروط الفلسطينية.
من ناحية أخرى، فإن إيران لن تسمح في المفاوضات حول برنامجها النووي المسّ بمنظومتها الدفاعية ومعداتها العسكرية تحت أي سبب، فالهدف من المفاوضات الحالية التوصل إلى اتفاقية شاملة. لكن لا مساومة على حقوق الشعب الإيراني.
ولذلك، لن تسمح طهران لأيّ أحد بأن يقيّد حقوقها النووية أو يلغيها، وهي لن تغادر المفاوضات ومستعدّة وجادة للتوصل إلى حلّ سلمي لملفها النووي.