إرشادات أخصائيي الأمن الالكتروني

ما سيتبع عبارة عن ملخص إرشادات قدّمها خبراء واخصائيون في هذا المجال لمركز الدراسات وننشرها طمعاً في تعميم الفائدة والوعي بأساليب مقاومة لتحصين الفرد من التغوّل الاستخباراتي والتجسّس الأمني.

بداية، ينبغي وعي خاصية تشغيل جهاز الهاتف المحمول اذ انّ إغلاقه بالكامل لا يعني انه أصبح آمناً، بل بداخله جهاز تحديد وجهة التحرك، جايروسكوب، يتعقب التحركات وإحداثياتها، ووجهة تصفحها أفقياً او عمودياً.

كما ينبغي على المستخدم إدراك إمكانية اختراق تلك الأجهزة الدقيقة وتحويل نبضات اهتزاز الهاتف الى موجات صوتية.

يشار الى انّ جامعة ستانفورد الأميركية العريقة بالشراكة مع «مؤسسة رفائيل الإسرائيلية» طوّرت برنامج خاص بأجهزة اندرويد من شأنه التحكم بنبضات الاهتزاز، أطلق عليه جايروفون، يسخر موجات الضغط الصادرة عن «الجايروسكوب» وتحويلها لموجات صوتية التي تستخدم للتحكم بالجهاز المحمول الذي سيصبح ميكروفونا متنقلاً حينئذ. كما انّ من شأن جهاز الهاتف «المقرصن» اختراق جهاز الحاسوب الخاص ايضاً، عبر تسجيل النقر على لوحة المفاتيح كي بورد.

يذكر انّ معهد جورجيا تك و معهد ماساتشوستس التقني ام آي تي اشتركا في اختراع آلية للتجسّس على نشاطات جهاز الكمبيوتر باستخدام الهاتف النقال، في توجه مشابه.

وأضاف الأخصائيون انّ «أجهزة الهاتف المحمول تضمّ بداخلها نسق أجهزة استشعار متطورة»، التي لا يوجد قيود علمية على كيفية استخدامها البعض قام بتسخيرها لتطبيقات ضارّة، منها تنسيق نبضات الاهتزاز والنقر على المفاتيح.

الأجهزة والتقنية التجارية المتاحة الآن تقتصر على «فك شفرة» النقر على لوحة المفاتيح في حال وضع الهاتف المحمول بجوار اللوحة. بيد انّ التطورات التقنية المتسارعة قد لا تتيح مجالاً واسعاً من الهدوء والسكينة بالاطمئنان.

ويحث الإخصائيون أصحاب الهاتف النقال على مقاومة الوسائل والتطبيقات المعادية عبر اقتناء غطاء للهاتف يعمل بتقنية تدريع التردّدات اللاسلكية، والتي تعزل محطات الهواتف النقال عن تتبّع الحركة. بيد انّ تلك التقنية تحول من استقبال المكالمات الهاتفية والتي بالإمكان التغلب عليها عبر فحص المكالمات غير المكتملة.

وينوّه الاخصائيون ايضاً الى الثغرة الكامنة في الصور المحتفظ بها داخل الجهاز، والتي يمكن استغلالها لأغراض التجسّس على الفرد المعني، اذ تحدّد التقنية بيانات تتعلق بالفتحة والبعد البؤري لايّ صورة، فضلاً عن بيانات تحديد المواقع الملحقة بالصور. بعبارة أخرى، باستطاعة هيئة حكومية تصفح الصور المخزنة وتحديد مكان الفرد عند التقاطها.

كما انّ بعص المصوّرين الحرفيين يستغلّ وفرة تلك البيانات لإضافة معلومات تجارية خاصة بهم وحقوق الطبع وما شابه.

سنودن معلقاً

أجرى ادوارد سنودن مقابلة مع شبكة «بي بي سي» البريطانية منذ زمن ليس ببعيد، أوضح فيه السهولة الفائقة المتوفرة لدى الأجهزة الحكومية لاختراق الهاتف النقال ببرنامج تجسّسي عبر «رسالة نصية واحدة»، أطلق عليه «سميرفس»، تيمّناً بشخصية كارتونية زرقاء اللون.

واضاف انّ البرنامج يدعى «الاستغلال»، يعمل بإرسال رسالة نصية الى رقم هاتف محدّد لكنها لا تظهر على شاشة الهاتف او تترك أثراً لاستضافتها وليس بوسع المستخدم عمل الكثير للتغلب على تلك الثغرة الأمنية بامتياز.

ومضى سنودن بالقول انّ بوسع الجهاز الأمني تحديد هوية كلّ من تلقى مكالمة هاتفية أو رسالة نصية من الجهاز المقرصن، فضلاً عن تحديد المواقع التي قام المستخدم بتصفحها على شبكة الانترنت، وتصفح قائمة الأصدقاء بالكامل، وشبكات اللاسلكي التي استخدمها الجهاز خلال فترة زمنية معينة.

وحذر قائلا انّ الأجهزة الرسمية «باستطاعتها التقاط صور» لحامل الجهاز.

تشمل «سميرفس» مجموعة من التطبيقات الخاصة، منها:

دريمي سميرف: أداة مصنفة في خانة التحكم بمصدر الطاقة، والتي باستطاعتها تشغيل الجهاز وإطفائه دون علم صاحبه.

نوزي سميرف: اداة تتحكم بتشغيل المايكروفون ضمن الجهاز، حتى في حال إطفاء الجهاز.

تراكر سميرف: تطبيق برنامجي لتعقب وتحديد إحداثيات فرد ما بدقة أعلى مما توفره أبراج الهاتف النقال المثلثة.

بارانويد سميرف: برنامج مهمته التغلب وإخفاء ايّ آثار على «الزيارة» للجهاز المعني، الحيلولة دون إنجاز ايّ محاولة تدقيق للتعرّف على المصدر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى