حزب الله: مرحلة جديدة بعد العدوان على عرسال وأوراق لبنان كثيرة لتغيير مجرى التفاوض مع «داعش»
اعتبر حزب الله أنّ المشروع الأميركي «الإسرائيلي» التكفيري واحد، مؤكداً أنه «سيبقى حيث يجب أن يكون مهما كانت الأثمان»، مشيراً إلى أنّ لبنان بعد العدوان على عرسال هو في مرحلة جديدة. ولفت إلى أنّ «لبنان المقاومة والجيش والشعب الذي انتصر على «إسرائيل» قادر على أن ينتصر على «داعش» وكل التكفيريين، وهو يمتلك الكثير من الأوراق الضاغطة التي تقوي موقفه وتغير مجرى التفاوض حول العسكريين المحتجزين.
وقال نائب الأمين العام العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال لقائه وفداً من الأطباء المتطوعين الأتراك الذين سيكونون في عداد وفد طبي لمساعدة أهل غزة: «إنّ غزة انتصرت بجميع المعايير، و«إسرائيل» انهزمت شرّ هزيمة، وأثبتت المقاومة مرة جديدة أنها قادرة على صُنع نصرها وحماية أرضها وشعبها، لتتناغم المقاومة في فلسطين ولبنان في شهر تموز في مواجهة عدو واحد».
وأكد أنّ «داعش» حالة «إسرائيلية» في أهدافها، لافتاً إلى أنّ «أميركا تريد احتواءه لا القضاء عليه، وهي ما زالت تراه مكملاً لمشروعها «الإسرائيلي»، وبعض دول الإقليم تسهل المرور والدعم وتشتري النفط وتساهم في تدمير سورية كجزء من مشروعها الأصلي». واعتبر: «أنّ المشروع الأميركي «الإسرائيلي» التكفيري واحد»، مؤكداً: «أنّ استشعار حزب الله الخطر التكفيري من بوابة سورية أعاق مشروع «داعش» وحمى لبنان من امتداداته وتوسعه»، معتبراً: «أنّ الجيش اللبناني الوطني أبلى بلاء حسناً في مواجهة خطة التكفيريين من بوابة عرسال، واستطاع أن يسدّد ضربة قوية لمشروع إمارتهم في لبنان».
وتوجه قاسم إلى «المصدومين من انكسار التكفيريين: كفاكم رهاناً على مشاريع غيركم، راهنتم على أميركا وفشلتم، وراهنتم على تغيير مسار سورية المقاومة وفشلتم، وراهنتم على إخافة من يخالفكم الرأي بالفزاعة التكفيرية وأصبحت مفزعة لكم… الحلّ الوحيد أن تراجعوا حساباتكم، وتؤمنوا بأنّ البلد لا يتقدم من دون تعاون جميع أطيافه، وإنّ العزل سيعزلكم أولاً، ولستم في الموقع الذي تعطون فيه صكوك الوطنية والكرامة والمقاومة، والفرصة ما زالت سانحة لنبني لبنان معاً في هذه الظروف التي ينعدم فيها توازن المنطقة والقرار الدولي».
واعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق «أنّ من يراهن على انسحاب حزب الله من سورية وترك المواقع ليملأها التكفيريون، يطعن في حاضر لبنان ومستقبله»، مؤكداً: «أنّ الحزب سيبقى حيث يجب أن يكون مهما كانت الأثمان». ولفت إلى «أنّ لبنان ليس ضعيفاً أمام التكفيريين، فلبنان المقاومة والجيش والشعب الذي انتصر على «إسرائيل» قادر على أن ينتصر على «داعش» وكل التكفيريين، وهو يمتلك الكثير من الأوراق الضاغطة عليهم التي تقوي موقفه وتغير من مجرى التفاوض مع الخاطفين والقتلة».
وأشار خلال احتفال تكريمي بمناسبة الذكرى السنوية لشهداء بلدة كونين الجنوبية إلى «أنّ لبنان بعد العدوان على عرسال هو في مرحلة جديدة، فإذا اتفق فريق 14 آذار معنا في توصيف العدوان فهذا يشكل مدخلاً مناسباً لمزيد من التعاون ولموقف حكومي قوي وحاسم يردع التكفيريين». وأكد: «أنّ استمرار احتجاز العسكريين يعني إبقاء الفتيل مشتعلاً، وهذا ينذر بانفجار أكبر، لأنّ من حقّ الجيش اللبناني أن يلجأ إلى كل شيء لتحرير العسكريين، ولسنا مع وضع أي قيد أو أي شرط عليه».
واعتبر عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب الوليد سكرية «أنّ الحكومة اللبنانية قد تعمد إلى محاكمة عدد من الإسلاميين الموقوفين في سجن رومية وإطلاق سراحهم مقابل إطلاق سراح العسكريين المخطوفين لدى «جبهة النصرة» و«داعش». ولفت في حديثٍ إذاعي إلى «أنّ تلك الطريقة ستؤدي إلى إسقاط هيبة الدولة وليس الجيش لأنّ الجيش يأتمر بأوامر السلطة السياسية».
وقال سكرية: «إنّ حشد «داعش» و«النصرة» في جرود القلمون وعرسال لا يتيح لهما إقامة إمارة، وإنما قاعدة عسكرية لأنّ منطقة بعلبك الهرمل معادية لهم. أما الامارة المتاحة فهي في الشمال حيث توجد موارد ومنفذ إلى البحر». وأضاف: «إذا تعرّضت «داعش» إلى الضرب في سورية والعراق قد يصبح الملاذ الآمن لها في جرود عرسال والقلمون، وعندها تتحول إلى جيش كبير على الحدود اللبنانية، وربما يصبح لبنان رهينة في أيديها».
في مجال آخر، ردّ «حزب الله» في بيان، على «قرار سلطات الاحتلال الصهيوني باقتطاع أربعة آلاف دونم من أراضي الضفة الغربية»، ورأى في «هذه الجريمة الجديدة، استكمالاً لمخطط تهويد الأرض وسرقتها، تمهيداً لضمّها إلى الكيان الغاصب»، مؤكداً أنّ «المقاومة وحدها هي الخيار الأمثل لردع الصهاينة عن عدوانهم المستمر، ولتحرير الأرض من رجس احتلالهم البغيض».