حوار طرشان معلّقاً… هل تتلافى حكومة سلام فخّ أيلول؟

هتاف دهام

شُطبت أمس، مساحة مهمة من آخر مساحات التلاقي بين المكوّنات السياسية كافة. تمّ تعليق حوار الطرشان «الوطني» إلى أجل غير مسمّى. توسعت دائرة التعطيل في البلد. أفق الرئاسة معطل راهناً. قصر بعبدا في فراغ منذ سنتين ونصف السنة. الهاوية على شفير حكومة. مجلس نيابي مشلول. دفع التيار الوطني الحرّ الأمور في جلسة الحوار الوطني أمس، نحو التصعيد بعدما طفح كيل الرابية من التهميش والاستهتار بمكوّن أساسي.

بالتأكيد، فإنّ الهريان السياسي سيتزايد. الشغور في لغة الوصل بين اللبنانيين سيتضاعف. أثبت الجلسة عمق الأزمة بين التيار الوطني الحر وتيار المردة. ما كسر رئاسياً بين الرابية وبنشعي غير قابل للترميم موقتاً. رمى فرنجية العائد من رحلة صيد سهام بنادقه تجاه التيار الوطني الحر. ربط الكثيرون من الحاضرين تصعيد فرنجية باللقاء السلبي رئاسياً الذي جمعه بالرئيس سعد الحريري، رغم أنّ فرنجية نفى رداً على سؤال لـ «البناء» أن يكون التقى رئيس المستقبل في إجازته الكندية. على عكس رجل الأعمال جيلبير الشاغوري الذي نقلت أوساطه أجواء «مردية» غير تفاؤلية.

وبانتظار ما ستؤول اليه المستجدات الحوارية ستبقى الحكومة تنازع. حاول النائب أسعد حردان إعطاء المؤسسة الدستورية الوحيدة جرعة تبقيها على قيد الحياة. اقترح عقد خلوة بين رئيسها تمام سلام ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. لاقى باسيل الطرح بإيجابية كذلك الرئيس نبيه بري. التزم رئيس الحكومة الصمت. لم يُجِب لا سلباً ولا إيجاباً. لم يتفوّه طيلة الساعات الثلاث بكلمة. السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لم يحرّك المعنيّ الأول سلام ساكناً؟ هل يعبّر سلوكه عن عدم جهوزية في دفع الثمن المطلوب سياسياً للتيار الوطني في أية خلوة؟ هل القرار الفصل في السياسة الحكومية تجاه العماد ميشال عون أبعد من المصيطبة وأقرب من..؟

وعليه، فإنّ مصير جلسة الحكومة الخميس سيكون محط متابعة في اليومين الفاصلين، مع القرار الذي سيتخذه حزب الله اليوم بشأن المشاركة في جلسة الحكومة أو عدمه. فهل تنفجر الحكومة؟ إنّ محطة أيلول دونها مشكل له علاقة بالتمديد لقائد الجيش. هناك من يردّد أنّ هذا الأمر يخفي وراءه معركة كبيرة بدأت بوادرها تشير إلى أنّ أيلول وتشرين الأول سيكونان صاخبين في لبنان.

بدأ الحوار بتعليق رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل: أنا أكتب بالـ feutre. أرخص. وخطه أجمل.

الرئيس نبيه بري: الـ BIG أرخص.

باسيل: بس سمج.

النائب هاغوب بقرادونيان: ليش بس الـ BIG سمج. ثم ينتقل إلى الحديث باللغة الأرمنية مع النائب أرتور نظريان.

بري: إحكو عربي!

بقرادونيان: تتحدّثون بالعربي منذ 500 سنة ولم تفهموا على بعض.

بري: فقط 500 سنة؟

انتهت دردشة الدقائق الأولى قبل بدء الحوار.

بري: في الجلسات السابقة جرى تأجيل الجلسة إلى اليوم في ما يتعلق بتقديم أسماء لجنة ورشة مجلس الشيوخ وقانون الانتخاب. فقط وزير السياحة ميشال فرعون تقدّم باسمي انطوان مسرّة وانطوان عطاالله.

بدأ كل محاور من المتحاورين بطرح من سيمثله في اللجنة.

النائب غازي العريضي بالنيابة عن النائب وليد جنبلاط الغائب عن الجلسة: النائب مروان حمادة.

النائب سليمان فرنجية: الوزير السابق يوسف سعادة.

الوزير بطرس حرب: جواد بولس – سليم سليمان.

النائب فريد مكاري: الوزير السابق طارق متري – القاضي سعيد جبور.

الرئيس فؤاد السنيورة: النائب سمير الجسر – الوزير السابق خالد قباني.

الرئيس ميقاتي: بسام الداية.

باسيل: بعدين: عندي حكي بدي إحكيه.

النائب محمد رعد: النائب علي فياض – الدكتور محمد طي.

النائب أسعد حردان: الدكتور وليد عبد الرحيم – الدكتورة لور أبي خليل.

النائب هاغوب بقرادونيان: الوزير بانوس مانجيان.

النائب سامي الجميل: عندي كلام حول الموضوع.

النائب طلال أرسلان: الوزير السابق مروان خير الدين – الدكتور حسن حمادة.

باسيل: أريد أن أتحدّث بالنظام. أريد أن أتحدث إذا كنا متفاهمين على مفاهيم أساسية. الميثاق أساس التعايش. المكونات اللبنانية تريد أن تعيش مع بعضها البعض ليس فقط بالوجود إنما بالدور. لا اريد أن أزعج أحداً. موضوع الحكومة هو حدث بحد ذاته ولو أن الأمر اقتصر فقط على موضوع رئاسة الجمهورية، لكنا مررنا الموضوع لكن أيضاً هناك مشكلة حول الحكومة وحول التعيينات وقانون الانتخاب. أنا أريد أفهم ما هي الجدوى؟ إن موضوع الميثاقية بالنسبة لنا هو قدس الأقداس وما نراه هو استخفاف بالموضوع وشعور بالمظلومية. إن التعبير عن المظلومية الجماعية ليست مسموعة في هذا البلد. ليس لها أذن. الأمور سوف تستمر هكذا. ربما علينا أن ننسحب دون أن نزعج أحداً. الحكومة، قانون الانتخاب، علاقته بالمناصفة. كل ذلك يظهر أن ليس هناك من قانون يعطي المناصفة والعدالة. الحكومة وحدها تعمل. ذهبنا في موضوع مناقشة قائد الجيش. لماذا حركة أمل وحزب الله عندما يتفقان على اسم معين لا أحد يناقش بالأمر.

استفاض باسيل في الحديث عن طريقة التعيين في المجلس العسكري، وأشار إلى أنه عندما طرح موضوع انتهاء ولاية اللواء محمد خير، قلنا لتيار المستقبل اطرح الأسم الذي تريده ونحن موافقون. الموضوع ليس مرتبطاً بموضوع قائد الجيش إنما بالوزير الذي خالف مرة ومرتين وثلاثاً والكل وقف يتفرّج. هذه الحكومة يغيب عنها مكوّن واثنان وثلاثة وربما أربعة. في ظل ذلك نسأل ماذا تعني الميثاقية؟ هل الميثاقية مرتبطة بعودة الوزراء؟ اذا حكومة ما فيها تيار وطني حر، حزب قوات، وحزب كتائب، وحزب طاشناق، هل يعني ذلك أن ليس هناك من مشكلة؟ كيف سنعيش مع بعضنا البعض؟ هل هناك حرص على العيش مع بعضنا البعض؟ هل غازي يوسف وعقاب صقر يمثلان الشيعة؟ إن القناعات في البلد آخذة بالتلاشي. لا أحد يكذب على الآخر.

فرنجية: بكل محبة واحترام أؤيد ما قاله الوزير باسيل بكثير من الأفكار. تكلّم عن الميثاقية والأحزاب. أنا أسأل الكتائب والنائب بقرادونيان، هل سألكم أحد رأيكم حول اسم قائد للجيش؟ عندما نوافق على ذلك تتوفر الميثاقية. أما إذا رفضنا ساعتئد تلغى الميثاقية. علينا أن نوافق على ما يطرحه التيار الوطني الحر فنصبح ميثاقيين وإذا رفضنا فنحن ضد الميثاقية. ما أقتنع به أدافع عنه وما يفرض عليّ أرفضه. زمن المعارك ولّى. هناك مَن يعجز عن التسويات. أقول للتيار الوطني الحر بكلّ احترام «ما تفوّتونا بالحيط». في زمن التسويات كما فعلتم في العام 1989. لو حصلت تسوية في 1989 -1990 لما وصلنا إلى الطائف. كلّ بالنا الآن استعادة ما خسّرتمونا إياه في ذاك الوقت. نحن مع تعيين قائد للجيش. لكن إذا اتفقنا كلنا على ذلك، لكن إذا لم يأت التيار بقائد للجيش، فإنّ الأمر ليس ميثاقياً. مشكلتكم أنكم لا تعترفون بأحد. طلال أرسلان، ميشال المر، الطاشناق، وإذا رفض حزب القوات عون رئيساً لا تعترفون بهم. هذه مشكلتكم. فلتجرِ انتخابات رئاسية من الشعب ولنرَ؟

بري: يا ليت نستطيع ذلك.

فرنجية للتيار الوطني الحر: بكلّ احترام أنا أتحدّاكم. انت يا جبران ماذا تمثل. انت مدير التيار ولستَ رئيسه. لأنّ الجنرال عون عيّنك. ماذا تمثل مسيحياً. سقطت 6 مرات في الانتخابات. أنا زعيم مسيحي وأفتخر بمسيحيتي.

باسيل لفرنجية: كيف لك أن تقول كلّ هذا الكلام وترفقه بعبارة مع الاحترام! ما أطرحه هو سؤال يتخطّى اللحظة الراهنة. أنا اعتبر أنّ انتخابات 2009 ظلمتنا. لا أريد أن أطرح ماذا يمثل كلّ واحد منا. لكن هناك أرقام لا تضيع ولا يمكن لأحد تخطيها. انا لا أتعرّض لتمثيل أحد. الانتخابات في نهاية المطاف هي التي تظهر التمثيل أو لا. كلّ مطلب يظهر بنا إلى الناس أنتم ترفضونه.

بري: يا جبران بعض النقاط التي تتحدث عنها بالنسبة للمجلس النيابي ليست دقيقة. أنا تمنيت على الجنرال عون أن يعارض التمديد، وتمنيت عليه أن لا يطعن به أمام المجلس الدستوري، لأني لا أريد أن أعطي شرعية للتمديد. وهذا ما حصل.

باسيل: سؤالي موجه للمسلمين في البلد ولا يرتبط بلحظة أو ظرف؟

ميقاتي: بدأت حديثك يا جبران حول قائد الجيش. لكنك مرّرت كلمة هل تريدوننا أم لا! هذا الموضوع حساس جداً. أثناء حكومة الجنرال خرج المسلمون منها، لكنها استمرّت. نحن متمسكون بميثاق العيش المشترك، العقد الاجتماعي بيننا. انت يا جبران جعلت من الميثاقية عملية حسابية. نحن لا نراها كذلك. رجاءً الأرقام ليس لها علاقة بالعيش المشترك الذي هو حق مقدس. لغة التخوين تحرّض المذاهب على بعضها البعض. احكوا بالدستور.

حرب: الموضوع جدير أن نبحثه. الغبن الذي لحق بالمسلمين سابقاً هو الذي دفع إلى الحرب الأهلية. أرفض اليوم أن يشعر المسيحيون بأيّ غبن. أنا دعوتكم مراراً إلى العودة للدائرة الفردية، لأنها توفر صحة التمثيل وتساعد المسيحيين. قدرنا أن نعيش مع بعضنا البعض. ننسى أحياناً انّ هناك دستوراً، ونسعى إلى تطييفه مع مصالحنا. المسيحيون لهم حقوقهم لكننا نطيح بها عندما لا ننتخب رئيساً للجمهورية. نحن لسنا «خيال صحرا». البعض إذا أمسك بالسلطة تتوفر الميثاقية. حزب الكتائب انسحب من الحكومة لكنهم لم يطعنوا بالميثاقية. انا ضدّ تعيين قائد للجيش قبل انتخاب رئيس للجمهورية. مَن يعطل الرئاسة لا يتحدّث عن الميثاقية. نحن لا نخضع للابتزاز السياسي.

أرسلان: يوماً بعد يوم نحتاج إلى إعادة نظر بالنظام السياسي. أنت قلت يا دولة الرئيس أنك ترفض أيّ كلام عن المؤتمر التأسيسي وتدعو إلى الالتزام بالدستور وأكدت أنّ الأمور تبدأ بانتخاب رئيس. يحتاج النظام السياسي إلى إعادة نظر، وهذا النظام سقط، فهو عاجز عن ان يجمعنا معاً إنما يشجع على الانقسام. ما قاله الوزير باسيل يدلّ على عمق الأزمة في النظام السياسي، وما قاله الوزير فرنجية يدلّ على عمق الانقسام الاستراتيجي في البلد.

فرنجية: بما أنّ الاعلام بدأ بالحديث عن تسريبات خارج الجلسة. أقول إنّ الخلاف هو على الأسلوب. ما اختلف به مع التيار أنّ مسيحيتي ليست متراساً أقف وراءه كلما دعت الحاجة. دعونا نستخدم اللعبة الديمقراطية السياسية. ضعوا الميثاقية جانباً. نحن لدينا قائد جيش ماروني. اذا اتفقنا كمسيحيين على اسم قائد جيش نستطيع ساعتئذ أن نفرضه، لكنني أسأل هل الأفضل للبنان أن تستقيل الحكومة؟ أم لا؟ هل الأفضل أن تفتح أبواب المجلس النيابي أم لا؟ إنّ أكبر السفارات تحدثت معنا عن قائد الجيش وحاكم مصرف لبنان. لكن أن يقول البعض انّ لديه اسماً إما يجري التوافق عليه أو لا ميثاقية! اسمحوا لنا بهذا. في الدوحة أنا رفضت قانون الانتخاب. في حين أنّ التيار الوطني الحر اعتبره ميثاقياً واليوم بات هذا القانون عنده غير ميثاقي.

حردان: كنا نعتقد أنّ النقاش سيكون مختلفاً، وخصوصاً حول قانون الانتخاب. لكن استوقفني كلام الوزير باسيل الذي انطلق من نقطة على جدول الأعمال ألا وهي تفعيل الحكومة. المجلس النيابي الذي قام على المناصفة هو الذي أعطى الميثاقية للحكومة، فتوفرت للحكومة الميثاقية بمعزل عن حجم هذا الوزير أو ذاك.

دار مزاح حول الطول والقصر كمعيار، لأنه سيكون ميقاتي الرابح وباسيل الخاسر.

أكمل حردان كلامه مقترحاً أن تعقد خلوة بين الرئيس تمام سلام ورئيس التيار الوطني الحر. وسأل: لماذا تذهب الأمور باتجاه معيّن؟ هناك بداية خوف لدى الطوائف. هذا يشكل تمهيداً لحرب أهلية. يجب ان يَعلق ذلك جيداً في أذهان الجميع، حتى أنّ خطاب بعض القيادات ينطوي على ذلك.

بري: هل توافق يا جبران على هذا الاقتراح؟

باسيل: فليُجبني دولة الرئيس الآن. ليس هناك إشكالية أساسية مع رئيس الحكومة. بل إشكالية وجودية. هل نحن ما زلنا قادرين أن نعيش مع بعضنا البعض؟ لدينا حقوق نطالب بها؟ هل نقرّ ببعضنا البعض؟ وهذه مشكلة تشبه مشكلة التسعينيات.

السنيورة: الميثاقية والأعراف التي قام عليها لبنان كلها باتت جزءاً من الدستور ولم يعد هناك شيء خارج الدستور. الدستور تحدث عن المناصفة والمشاركة والعيش المشترك ونصاب الجلسات وهيئة انتخابية واحدة والإنماء المتوازن. إنّ نظامنا برلماني ديمقراطي والحكومة مبنية على المناصفة العادلة بين الطوائف. يمثل الوزراء كلّ اللبنانيين كما النواب. كان الدستور واضحاً في ما يعني ممارسة السلطة من قبل الحكومة. أصبحت الميثاقية في صلب الدستور ومكرّسة في أحكامه وضمن إطار النظام البرلماني. لدينا بعض النماذج التي أكدت احترام الدستور. أريد أن أذكر بحكومة الجنرال عون، لأسأل أين ميثاقيتها؟

باسيل مقاطعاً: كانت حكومة تقنية وقبل الطائف.

السنيورة: عندما تألفت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي من دون تيار المستقبل ماذا حصل؟ هناك أسس دستورية. نؤمن بميثاقية الحكومة. خيارنا ان نكون سوياً ونعيش سوياً. ليس مقبولاً أن يقول أحد إما تقبلون بقراراتنا أو لا يوجد ميثاقية. يا أخ محمد الحاج محمد رعد كان يرتشف القهوة بعيداً عن كرسيه إلى طاولة الحوار قلت في الجلسة السابقة علينا أن نتفق. أنتم طرحتم شخصاً. ونحن طرحنا شخصاً آخر. تعالوا نتفق. لن تفرضوا علينا اسماً. المطلوب رأس السلطة حتى يعود للسلطة عقلها. الميثاقية موجودة منذ لحظة تشكيل الحكومة كما قال سليمان بك. كلّ ما له علاقة بالميثاق موجود في الدستور.

رعد عاد إلى مكانه: ملائكتي حاضرة.

بقرادونيان: إذا غاب الوزير الأرمني وهو الوحيد يعني ذلك أن لا ميثاقية!

بري: حسب الأرمني.

بقرادونيان: الجلسة الماضية استكملت من دون وزيري الروم الكاثوليك!

فرعون: هناك إشكالية يجب حلها. الحكومة آخر مؤسسة دستورية. لكن هذه الحكومة تمثل رئاسة الجمهورية وهناك جدل دائر حول ترجمة هذه المسؤولية بتواقيع الوزراء. حصل اتفاق أن لا تؤخذ القرارات بغياب مكونين. لذلك طلبت بتأجيل الجلسات لإجراء حوار مع الذين قاطعوا، لا سيما انّ مجلس الوزراء لا يمثل بالأحزاب المسيحية الثلاثة الأساسية. الصيغة الوفاقية تحتاج إلى حماية لتستمرّ الحكومة. تعطل مجلس الوزراء ثلاثة أشهر على خلفية قضية النفايات، لذلك كان بالإمكان عدم عقد الجلسة السابقة وحلّ الموضوع بالحوار والاتصالات. لا بأس بإجراء حوار مع التيار الوطني الحر وحزب الكتائب لنكمل هذه المرحلة ونفكر بقواعد أخرى حول اعتراض المكوّنين. وبالنسبة إلى قانون الانتخاب نحن نستطيع أن ننزل إلى مجلس نواب ونسير بأيّ قانون يحوز على الأكثرية. المطلوب تحصين الميثاقية.

حرب: أعترف أنّ المسألة سياسية وأعترف أنّ هناك مشكلة لا يجوز نكرانها، لكن ليست بالمسألة الميثاقية. ما قاله الوزير حردان استوقفني. يكفينا تجارب ومغامرات يجب أن نحلّ مشاكلنا وطنياً بعيداً عن الوتر الطائفي. أصبحت متردّداً ما إذا كان استمرار الحكومة لخدمة الناس؟

بري: اتفقنا أنّ سقف الدستور سقفنا وأيّ عمل يجب أن يبدأ بانتخاب رئيس. اذا لم نتفق هل يعني أننا ننتظر أمراً من دولة ما؟ أنا أريد أن أشكر جبران على جرأته. أنا كنت متخوّفاً. لكنه تحدث بصراحة عن أزمة وجودية. هل تعطيل المجلس أو الحكومة هو تطبيق للدستور؟ إنّ قانون الانتخاب العادل لا يقتصر على الارثوذكسي، وانا سجلت على نفسي نقطة سوداء عندما وافقت عليه ووضعته على جدول الأعمال، لأنه سيزيد من التعصّب، لكن هناك قوانين أخرى تعطي التمثيل نفسه للمسيحيين. واذا كان هناك قانون يُعطي 55 نائباً للمسيحيين ويأخذ بعض المقاعد من المسلمين فهذا جيّد.

لقد كنتُ جالساً أنا وجبران وطرحت التأهيل الطائفي على مستوى القضاء والنسبية على مستوى المحافظة واتفقنا العودة إلى الحلفاء. إذا انتخبنا رئيساً سيجد أمامه مشكلة قانون الانتخاب. اليوم سمعت أخطر كلام منذ الحرب الأهلية. لقد عملت لكي تعمل الحكومة مثل الرئيس سلام. يجب أن نتفهّم ما سمعناه اليوم لكن المطلوب ان نتفاهم. أنا اريد ان أُحكّم وطنيتكم وضميركم. الشعب يثبت يوماً بعد يوم انه أقوى من جباله، لأنه انتصر على «إسرائيل» ويحارب الإرهاب غير كلّ الدول. إذا كان الإنقاذ لا يأتي من طاولة الحوار، فمن أين سيأتي؟

العريضي: كما كلّ مرة نُعقّد الأمور بعد أن نكون تقدّمنا قليلاً. الحوار يا دولة الرئيس يجب أن يستمرّ. الحوار هو الأمر الطبيعي وليس الاستثنائي. لا أحد من الدول الخارجية بقي لبنان في باله. كلّ واحد يغني على ليلاه في الخارج، وكلّ واحد منا في الداخل يغني على ويلاه.

التتمة ص6

المجلس يجب أن يعمل وفق تشريع الضرورة. كلّ طرف بإمكانه أن يعطل، لكن السؤال هل نريد التعطيل أم لا؟ أعتقد أنّ الوزير باسيل أراد أن يعبّر عن خطورة الوضع لكنه لا يقصد الطلاق. السؤال كيف ننظم هذا العيش المشترك؟ باختصار نحن مع استمرار الحوار وندعو إلى التعاطي بجدية مع موضوع الحكومة.

الجميّل: إذا أردنا ان نذهب من عين التينة إلى الرملة البيضاء فهل المطلوب أن نذهب إلى جونية فسورية، فتركيا فأميركا ثم نعود مجدّداً إلى الرملة البيضاء التي تبعد 30 متراً عن عين التينة. نحن نطرح أموراً كثيرة، لكن المطلوب الالتزام بالدستور والنزول إلى المجلس للتصويت على قانون انتخاب. نحن ناقشنا أربع سنوات والمطلوب أن نصوّت. نحن نخلق المعضلات ثم نجتهد بكيفية حلها. وغالباً ما تكون الحلول خارج إطارها الدستوري. علينا الالتزام بالدستور وانتخاب الرئيس ونصوّت على قانون انتخاب ونسير بالإصلاحات التي في طليعتها تشكيل هيئة إلغاء الطائفية السياسية التي تعالج موضوع تشكيل مجلس الشيوخ. وأشار الجميّل إلى شهاداته التي يحملها في القانون الدستوري.

بري: مقاطعاً: قلت لي إنك درست قانوناً دستورياً. لقد نجحت في القانون لكنك سقطت بالدستور. ليس هناك من مصلحة بالسير بالقوانين المطروحة.

بقرادونيان: سامي سقط بهذه المادة.

الجميّل: تلا المادة 22 من الدستور، وثم اعتبر أنها تأخذنا إلى المادة 95 من الدستور. ما تقدّمت به دولة الرئيس شبيه بالدعوة إلى تشكيل هيئة وطنية لوضع خطة مرحلية لإلغاء الطائفية السياسية. هذه الهيئة يجب ان يترأسها الرئيس فكيف نسير بهذه العملية دون انتخاب الرئيس.

بري: إذا لم تكن موافقاً يا سامي، علينا ان ننتقل مجدداً إلى البحث في قانون انتخاب عادل.

الجميّل: أنا موافق.

باسيل: أنا طرحت سؤالاً وانتظر الردّ. لم تذهب أيّ من الإجابات لغاية الآن إلى الموضوع مباشرة كي نرى كيف نعالجه. الموضوع هو موضوع عدالة ومساواة ومسألة وجودية. فكيف نعالج مسألة العقد الاجتماعي في ما بيننا؟ لقد طرح الرئيس السنيورة مسألة أساسية انّ ميثاقنا بات دستورنا والدستور يقول لا شرعية لسلطة تناقض العيش المشترك. العيش المشترك يقتصر على 6 من المسيحيين. يجب أن نعلم.

هل تستمرّ الحكومة إذا خرج الحزب الاشتراكي من الحكومة أو خرجت حركة أمل منها؟ لماذا لا نواجه الحقائق؟ هل إذا قاطع الدروز تبقى الحكومة ميثاقية؟ إذا غاب حزب الطاشناق تبقى الحكومة ميثاقية؟ إذا استقال وزيران كاثوليكيان تبقى الحكومة ميثاقية؟

بري: طرحت مخرجاً بإقرار قانون انتخاب عادل، خاصة أنّ مداخلتك يا جبران، أشارت إلى مشكلة التمثيل. اذا كنتم غير موافقين على اللجنة نذهب لمناقشة قانون الانتخاب. برأيي ما طرحته من أفكار يعطي المسيحيين حقوقهم.

باسيل: نحن أتينا إلى الحوار يا دولة الرئيس، كرامة لك وكرامة للبلد. أتينا الشهر الفائت إلى الحوار ثلاثة ايام، ولم نصل إلى شيء جدي في ما يتعلق بقانون الانتخاب. وقلنا اذا طبقنا الارثوذكسي في مجلس الشيوخ ماذا نأخذ في المقابل في ما يتعلق بقانون الانتخابات النيابية. لم نسمع جواباً. الميثاقية في الدستور. لكننا لم نجدها لا في رئاسة الجمهورية ولا في الحكومة، ولا في التعيينات ولا في العمل الإجرائي. أنا اعتذر نحن سنعلق حضورنا جلسات الحوار وأنسحب. وإذا حصل تقدّم فنعود.

بري: من دون التيار الوطني الحر أنا أعلّق الحوار. هنا المسألة ليست عددية. إذا أردت أن تنسحب فننسحب جميعاً.

باسيل: المشكلة ليست شخصية مع الرئيس سلام هو يعرف رأينا الوطني والشخصي به. طاولة الحوار عقدت من دون مكوّن أساسي هو حزب القوات.

بري: القوات هي التي اعتذرت. أنا لم أمنعها من الحضور. «ما رح خليك تسجّلها عليّي».

رعد: لقد عبّر جبران بصرخة ألم يصيب مكوّناً. هناك تعاطٍ من السلطة باستخفاف واستهتار بالمشاركة. هذا موضوع أساسي بالسياسة. أطلب من الوزير باسيل أن يعطينا فرصة لمناقشة الموضوع. الميثاقية تعني المشاركة. هل هم شركاء حقيقيون أم لا؟ لربما هناك مكونات أخرى تشكو مما يشكو منه جبران. على رغم أنّ قانون الانتخاب غير عادل، لكن البلد يمشي به. كلّ واحد لديه طريقته بالتعبير. حتى فرنجية قال نحن مختلفون بالأسلوب. إذا لم يناقش هذا الموضوع الأساس هنا أين سيناقش؟ جبران وما يمثل ليس حبة أو حبتين. علينا سماع ما يطرحه ومعالجة المشكلة. كان الشارع على مدى سنة ونصف السنة يواجه الرئيس نجيب ميقاتي ولم نتحدّث نحن عن الميثاقية. الهواجس التي أثارها دولة الرئيس ربما نعرفها أكثر، دعونا نأخذ فرصة كي نرى حلاً ما. علينا أن نضع إصبعنا بالضبط في مكان يفيد في العلاج. فاجعة اذا أعلنا انتهاء الحوار. ماذا ستترتب على ذلك؟ مَن يضبط البلد والشارع؟

باسيل: دولة الرئيس أريد أن اعتذر منك. هناك أمور لا نستطيع أن نتحمّلها: هذه الخفة الوطنية والممارسة الكيدية. الموضوع كيف نعيش مع بعضنا البعض. ربما عدم وجودنا يريحكم.

بري: قادرون أن نستمرّ بالبلد من دونكم، لكن لا أريد ذلك.

باسيل: قلت لك دولة الرئيس، إننا قادرون أن نتفاهم معك على 100 قانون انتخابي.

بري: لماذا تفش خلقك بالحوار؟

باسيل: هلق البلد رح يخرب لأننا سننسحب؟ ثم وقف ليخرج من الجلسة.

بري: أنا ماشي أيضاً.

باسيل: سأخرج للإعلام وسأعلن أننا مهدَّدون بوجودنا. هناك اتفاق سياسي نحن طبيعتنا لا تتناسب مع ذلك. أنتم غير مرتبطين بنا هنا.

حردان: ما يعبّر عنه الوزير باسيل يعبّر عن مشكلة يعيشها التيار الوطني الحر فهل نضيف لها أزمة جديدة. لا مشكلة بين الرئيس سلام والوزير باسيل. المشكلة داخل الحكومة. لتعقد خلوة حول موضوع الحكومة ويجري نقاش. واذا رغبا يطرح الموضوع على الحوار. نكون أخذنا وقتاً. الحوار ليس طرفاً. هناك خوف من الطوائف في طريقه إلى التنامي.

أرسلان: منذ 30 عاماً لم أسمع كلاماً بهذه الخطورة حول تهديد الوجود.

العريضي: كلنا مررنا بمعمودية مشابهة. هناك كثيرون يتفهّمون موقفكم يا جبران. لكن السؤال إلى أين سنذهب؟

باسيل: في المرة الماضية وصلنا في الحكومة إلى حدّ الترجّي والآن نكاد نصل إلى الشيء نفسه قلنا سنقاطع، لكننا لم نقل إننا سنستقيل من الحكومة. وهنا قلنا سنعلق مشاركتنا ونحن نعلم أننا بذلك نضغط على أنفسنا لكن لا نستطيع أن نكمل بهذه الطريقة، لأنّ كرامة شعبنا لم تعد تحتمل ذلك.

بري: نحن نعلق الحوار حتى إشعار آخر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى