تقرير

تطرّقت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية إلى أوضاع مدينة حلب الكارثية، مشيرة إلى أن روسيا والولايات المتحدة الأميركية قد تعلنان عن إحراز تقدّم في تسوية الأزمة السورية.

وجاء في المقال الذي نشرته الصحيفة أمس: قبيل انعقاد قمة العشرين، نشرت وسائل الإعلام الغربية تسريباً يفيد بأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف يستعدّان للإعلان عن التوصّل إلى اتفاقية هدنة موقتة في مدينة حلب وضواحيها حيث تقترب الأوضاع من الكارثة الإنسانية، وأن الهدنة، التي ستمتدّ 48 ساعة، ستمكِّن بعثة الأمم المتحدة من الوصول إلى المناطق المنكوبة والمتضرّرة من العمليات العسكرية.

ومع ذلك، فقد كان تفاؤل الدبلوماسيين من الجانبين متحفظاً في هذا الشأن، ولم يدلوا بتصريحات مدوية.

وكانت وكالة «رويترز» قد أعلنت، استناداً إلى مصادر دبلوماسية مطّلعة على مسار المفاوضات، عن أن روسيا والولايات المتحدة قاب قوسين من التوصّل إلى اتفاق في شأن تسوية الأزمة السورية، وأن الجانبين سوف يضغطان على أطراف النزاع في سورية.

وكان الوزيران كيري ولافروف قد التقيا في جنيف قبل فترة، ويوم الأحد 4 أيلول الجاري التقيا من جديد على هامش قمة العشرين في مدينة هانغتشو الصينية حيث أعلن الوزير الروسي أن عدد اللقاءات الروسية ـ الأميركية، على المستويات المختلفة لتسوية الأزمة السورية منذ بداية السنة الحالية، قد تجاوزت 40 لقاء. وهذا بحسب قوله أمر لم يسبق له مثيل.

من جانبه، علّق نائب وزير خارجية روسيا سيرغي ريابكوف على لقاء الأحد بقوله: من دون أيّ تردّد، أستطيع القول إننا قريبون من الاتفاق. وليس هناك من سبب لتوقع انهيار كل شيء. ومع أنه لم يعلن عن موعد الإعلان عن هذا الاتفاق، فإنه أشار إلى أن هناك عبارة رائعة تقول: لا اتفاق على شيء قبل الاتفاق على كل شيء. مؤكداً أن المهمة الرئيسة تبقى الفصل بين فصائل «المعارضة المعتدلة» التي يدعمها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، والمجموعات الإرهابية التي تنشط في سورية.

من جانبه، أعلن جون كيري أنه لم يبقَ لدى خبراء الجانبين سوى بضع قضايا عالقة، لذلك فهو سيلتقي لافروف لمعرفة ما إذا كان ممكناً التوصّل إلى حلّ شامل.

ويذكر أن لقاء جنيف بين لافروف وكيري استمر أكثر من 12 ساعة، أصبح معلوماً بعده أن إحراز تقدّم في هذه المسألة أصبح قريباً. وقد أكد الدبلوماسيون بعد اللقاء، بأن على خبراء البلدين الاتفاق في شأن التفاصيل التقنية المحدّدة، التي ستساعد في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في سورية.

وكان مصدر دبلوماسي قد صرّح لـ«روسيسكايا غازيتا» بأن بعض النتائج المهمة قد تعلن في بداية أيلول الجاري. وحينذاك قال لافروف: في الواقع، إن عدم نشر الوثائق، لا يعني أننا لم نتوصّل أكثر فأكثر إلى نقاط مشتركة. وأضاف أنّ ما أنجزناه يسمح لنا بالاستمرار في تقليص الاختلافات، والأهم تخفيض مستوى عدم الثقة بيننا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى