فيلم فلسطيني بتمويل «إسرائيلي» يثير صراعات
قبل العرض الأول لفيلم «فيللا توما» في مهرجان البندقية السينمائي الأخير، ادّعت مخرجة الفيلم سهى عراف أنها وضعت على «القائمة السوداء» للجهات «الإسرائيلية» التي طالبتها برد مبلغ 380 ألف دولار إذ قدمت الفيلم باعتباره فيلماً فلسطينياً.
تركز دراما الفيلم على ثلاث شقيقات من الطبقة الأرستقراطية في رام الله، يكافحن للتكيف مع الحياة في ظل الاحتلال. وأوضحت المخرجة لصحيفة «الإندبندنت» أنها قدمت الفيلم منذ فترة طويلة قبل بدء العدوان الأخير على غزة.
تؤكد عراف التي تنتمي إلى عرب الـ48 أنها كانت تهدف دوماً إلى تقديم الفيلم على أنه فلسطيني، بحجة أنها من دافعي الضرائب في «إسرائيل»، ومن حقها أن تطلب من «صندوق إسرائيل للأفلام» الحصول على دعم لفيلمها واختيار طريقة تقديمه.
إلاّ أن ليمور ليفنات، وزير الثقافة والرياضة «الإسرائيلي»، دعا عراف إلى عادة الأموال التي استخدمتها في صناعة الفيلم، بدعم من بعض وسائل الإعلام «الإسرائيلية». وعلقت عراف بالقول إنها متهمة الآن بـ «سرقة» المال، قائلة : «أنا فنانة، والآن أصبحت مجرمة! الحرب في غزة جعلت الجميع في حالة جنون. إنهم يبحثون الآن عن هدف، وأنا هدف سهل بالنسبة إليهم. إنهم يدمرون مستقبلي المهني، ووضعوني على القائمة السوداء».
المفارقة أن فيلم «فيللا توما» لم يكن القصد منه دراما سياسية، وكانت نية عراف هي عدم تصوير الممثلات في الفيلم باعتبارهن بطلات أو ضحايا، لكنها كانت تريد تصويرهن ببساطة ليظهرن من الناس العاديين.
تبدي عراف استغرابها رد الفعل «الإسرائيلي» على الفيلم «فهو كله من البداية حتى النهاية باللغة العربية وجميع الممثلات فلسطينيات، والقصة نفسها تحصل في رام الله! كيف يريدون مني أن أقدم الفيلم على أنه فيلم «إسرائيلي»؟ لا أفهم، هذا الأمر لا معنى له».