حجاب.. الإمّعة البوق
نظام مارديني
خلال متابعتي لمؤتمره الصحافي، ذكّرني رياض حجاب، هذه الشخصية الرثة والمشعوذة.. ذكّرني بقائمة العار العراقية التي كانت قد نشرت أسماء الكتّاب والمثقفين والسياسيين الذين تعاملوا مع الاحتلال الأميركي وفرشوا له السجاد الأحمر لاحتلال بلاد ما بين النهرين.. والعميل هنا هو وحده الذي لا يرى من فيض عمالته إلاَّ غيضه!
يغيب هذا «الثوروي»، كما عميده عبد الحليم خدام، غيبة أهل الكهف، وهو لا يصحو ويتذكّر إلا بالريمونت كونترول السعودي، وهو لذلك أشبه بالوعاء الفارغ الذي ينتظر أن يُملى عليه فيستجيب على الفور.. فالنظام السعودي يحتاج إلى «حجاب» لأنَّه عَوْرَة.. ولا يأتي الصَّخَب والضَّجيج إلاَّ من عقلٍ فارِغٍ من الوطنية!
يعلن حجاب أنه سيرفض أي اتفاق روسي أميركي في «جنيف».. مردّداً معزوفة مشغّليه أن على الرئيس بشار الأسد ان يترك السلطة، واضعاً خطة بثلاث مراحل، كما لو أنه مونتغمري غداة معركة العلمين وليس واحداً من الأخشاب البالية التي ترعرعت في مستودعات الخيانة.. هذا النوع من العملاء لا تعنيه مثل هذه المكاشفة بل سيبقى عاكفاً كلياً على حماية غنائمه من العملية السياسية الجارية حتى لو ذهبت سورية الى الهاوية.
تأتي كل هذه التطورات عشية الانتصارات التي يحققها الجيش السوري وحلفائه في الميدان العسكري، ولكن هذا لا يعني أن كل شيء بات «في يدنا».. فثمة دماء كثيرة، أحقاد كثيرة، وثمة أيدٍ لا تزال تعبث بالجراح، كما لو أن ذلك الخراب الميتولوجي لا يكفي ليهزّ الضمائر، وليهز الأدمغة التي لا تزال تراهن، بأصابع محترقة، بل وبأصابع محطمة، على إزالة سورية، من الجغرافيا وليس فقط إزالة النظام، من الوجود.
سفير أوروبي يتساءل ما اذا كانت هناك لعنة ما.. لعنة ميتولوجية، والا لما كانت الايديولوجيا هي التي تتولى إدارة الخراب وتعتبر أن «الثورة»، هنا وهناك، إنما هي لإقامة علاقات استراتيجية مع العالم الآخر
هوذا حجاب، كتلة «بهيمية» يثير التقزز وهو يتكلم.. فكيف يمكن لـ «معارض» كهذا بائس، ومعلب، ومرتهن، ألا يقرأ ما يحدث من تحولات في سورية.. والى متى مراقصة الحرائق بخيال شيوخ القبائل؟
هذه السورية، واحتنا يا حجاب حين نبحث عن الجنة.. الجنة التي على قياسنا لا على قياس الفقهاء، أو بعضهم أو أكثرهم الذين حوّلوها مستودعاً للشبق المجنون. مَن كان يستطيع ألا يكون عاشقاً لدمشق، ليس لأن نزار قباني وصفها بأحلى تجليات الأزل، وليس لأن محمد الماغوط رأى فيها المدينة التي يتمنى الله لو يحتسي فيها قهوة الصباح؟
فمن يقول لرياض حجاب الذي يتحدث عبر الشاشات، كما لو أنه كليمنت ميترنيخ او شارل تاليران، واحياناً مونتغمري، أنك لا تمثل سورية ولا السوريين بأي حال، بل تمثل أولئك الذين خططوا لكي يجعلوا من سورية محظية سياسية واقتصادية واستراتيجية؟
لكن، خسئوا!