تقرير
قالت صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية إن التحالف بين أميركا وروسيا أمر صعب، لأن تعريف كلّ منهما للعدوّ المشترك وللمصالح الذاتية يختلف اختلافاً كثيراً، ودعت الإدارة الأميركية القادمة إلى البدء بالتعرّف إلى هذه الاختلافات التي قالت إن اثنين منها معروفان للجميع.
وأوضحت أن الاختلاف الأول يتصل بالعلاقة مع إيران، مشيرة إلى أن طهران رغم الاتفاق النووي معها السنة الماضية، ظلّت عدواً كبيراً لأميركا، مضيفة أن واشنطن ظلت عقوداً تعتبر إيران الراعي الأول للإرهاب في العالم، وهي الآن تقوم وبشكل مستمر بتوسيع نفوذها في سورية والعراق وأجزاء أخرى من الشرق الأوسط، وذلك بمساعدة حليفتها روسيا التي تبيعها أسلحة متطورة بمليارات الدولارات وتنشر قواتها لتحارب جنباً إلى جنب معها دعماً لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضافت أيضاً أن روسيا أصبحت من كبار المستثمرين في الجهود النووية الإيرانية، وتساعدها في بناء أحد مرافقها النووية الرئيسة في بوشهر جنوب البلاد، كما تعاقدت معها لبناء المزيد خلال السنوات المقبلة.
وعلى المستوى الدبلوماسي، قالت الصحيفة إن روسيا ظلت توفر غطاء لسلوك إيران المارق في المنابر الدولية المتعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة، كما أن التعاون العسكري بين الدولتين ظل يتوسع باستمرار، وهو ما يدل عليه استخدام روسيا مؤخراً القاعدة الجوية الإيرانية لتنفيذ ضربات في الأجواء السورية.
أما الاختلاف الثاني بين أميركا وروسيا، فهو أن روسيا دولة إمبريالية وتوسعية في الوقت نفسه. وباستثناء الصين، فكل جيران روسيا يشعرون بدرجات متفاوتة من التهديد الروسي.
ونفت الصحيفة الزعم الروسي الدائم بأنها تدافع عن نفسها من خطر توسع حلف الأطلسي الناتو، قائلة إن الخطر الحقيقي الذي تشعر به روسيا من الغرب هو نموذج الحرية السياسية في الدول المجاورة، خصوصاً أوكرانيا وجورجيا ودول البلطيق، والذي يوفر تقدمها الاقتصادي مقارنةً إضافية في غير صالح روسيا.
وأكدت «واشنطن تايمز» أن العقوبات الاقتصادية الغربية ضد روسيا هي عامل رئيس في قرار موسكو وقف تدخلها في أوكرانيا، وأن تفكيك الإجماع الغربي في شأن العقوبات أصبح هدفاً رئيساً لروسيا، ولذلك بدأت تضغط على أوروبا دبلوماسياً وعسكرياً.
وأوضحت أن تهديد روسيا مناطق الدفاع الجوية والمياه البحرية للدول الإسكندنافية وتهديدها نوويا، إضافة إلى قصف أهداف في سورية تزيد تدفق اللاجئين إلى أوروبا، وحشد قوات روسية على الحدود مع أوكرانيا كل ذلك للضغط على أوروبا وتفكيك الإجماع الغربي، وذلك ليس من مصلحة أميركا ولا يتماشى مع قيمها الأخلاقية.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن موسكو ـ الموقعة على عدد من المواثيق الدولية لحماية وحدة أراضي أوكرانيا ـ لا تأبه لكل هذه المواثيق والعهود وتخرقها عمداً لأن قادتها يعتقدون أنهم لن يعاقبوا، وهذا لا يختلف عن التعهدات العديدة التي تُقال لوزير الخارجية الأميركي جون كيري في شأن سورية، حيث تقوم قوات روسيا ومقاتلاتها بمساعدة الأسد حتى إذا كان ذلك يعني تجاهل «داعش» ومهاجمة حلفاء أميركا.