صرخة وجع.. نريد مقاعد مدرسية لأبنائنا!

منى الحاج شحادة

..وعاد ايلول ليدق ناقوس التأهب لبدء عام دراسي جديد.

ها هم الأهالي يصطفون طوابير خانقة وطويلة أمام أبواب المدارس الرسمية هذا العام.

صراع مرير يخوضونه كي يظفروا بمقعد دراسي لأبنائهم نتيجة نزوح الطلاب المتزايد من المدارس الخاصة التي أصبحت أقساطها لا يمكن تحملها من أهالي الطلاب ذوي الدخل المحدود، بل أصحبت مكتفية بأبناء الأثرياء اصحاب الثروات الطائلة .

إذا نظرنا الى اعداد المدارس الرسمية المنتشرة على الأراضي اللبنانية كافة فإننا نجد أنها قد لا تستوعب الأعداد الهائلة للطلاب الوافدين إليها.

فعلى سبيل المثال، فإن مدينتي طرابلس والميناء اللتين يبلغ عدد سكانهما حوالي 600 ألف نسمة، فيهما نحو 11 مدرسة رسمية فقط. هذه النسبة من المدارس لا تكفي لهذا العدد من السكان، فما قد تستوعبه المدارس الإحدى عشرة من عشرات آلاف الطلاب في المراحل كافة؟

وأين يذهب الطلاب الذين لم تتأمن لهم مقاعد في إحدى المدارس الرسمية في مناطقهم؟؟ فهل يُقضى على مستقبلهم ويُتركون من دون علم ودراسة مع العلم ان الدراسة في المرحلة الابتدائية عندنا إلزامية، كما قيل لنا مرة؟ فهم بالتأكيد لن يستطيعوا التوجه الى التعليم الخاص نتيجة الأوضاع الاقتصادية السيئة لأولياء أمورهم.

هكذا فإن المدرسة الرسمية تعاني ضغطاً هائلاً، حيث إنها لم تعد تستطيع استقبال الطلاب اللبنانيين.. فبعد الأزمة السورية المشؤومة ونتيجة نزوح أكثر من مليون ونصف من المواطنين السوريين الى لبنان، أصبحت ملزمة مدارسنا بتخصيص مقاعد للطلاب السوريين الذين تم تشريدهم من بلادهم.

هل سيُضطر أهالي الطلاب الذين لم يتبق مقاعد لأبنائهم للتوسط لدى النافذين لحجز مقعد في مدرسة رسمية؟ ماذا يفعل الناس الذين هم مثلنا، من ليس لهم سوى الله معيناً يتكلون عليه؟

نحن لم نتطرق هنا إلا لمسألة الدخول الى المدارس. أما إذا أردنا الحديث عن تأمين المستلزمات المدرسية الأخرى، فحديث آخر يسلط الضوء على المعاناة التي يكابدها الأهالي.. فهل قدّر على المواطن اللبناني أن يقف دائماً على أبواب الزعماء والنواب في منطقته كي يجودوا عليه ببعض الهبات المذلّة حتى يستطيع تأمين بعض متطلبات أسرته؟؟

حتّام سيبقى التعليم في لبنان كابوساً جاثماً على كاهل المواطن بدلاً من أن يكون هدفاً لرسم مستقبل مشرق لهذا الجيل المظلوم؟

أردتُ ان أطلق صرختي عبر جريدتنا «البناء» إلى معالي وزير التربية الياس بو صعب، الوزير الذي كان لنا حظ، بخبرته وعلمه ووطنيته وروح التجديد التي يحمل، ان يتولى حقيبة التربية ولنا امل في إلا تخضع خططه وبرامجه لتطوير التعليم في لبنان ليصبح مواكباً، لتحاصص طائفي حزبي كتلوي جهوي، فيتم تعطيل الروح الفتية التي طوّرت التعليم في لبنان خلال سنوات بما لم يتم تطويره خلال عقود؟

معالي الوزير بوصعب.. دولة الرئيس سلام.. نريد مقاعد لأبنائنا في المدرسة الرسمية!

هي صرخة مواطن وطلق وجع يلزمكم بالتلبية سريعاً فلا يتشرد أبناؤنا وبناتنا في شوارع نفايات دولة تتناحر على ميثاقية ضائعة!

إعلامية في موقع حرمون من طرابلس

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى