سلمان بن عبدالعزيز في باريس: «داعش» وسورية أولاً… وصفقة السلاح اللبناني أمام اختبار الصدق السعودي الأخير
نضال حمادة ـ باريس
يزور ولي العهد السعودي سلمان بن عبدالعزيز آل سعود فرنسا على رأس وفد رسمي ضخم، مدني وعسكري، ويلتقي خلال زيارته هذه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند كما ويلقي كلمة في مبنى الأونيسكو مساء اليوم.
ويحمل ولي العهد السعودي في جعبته ملفات كثيرة تتحالف من خلالها فرنسا والسعودية، بداية من الملف السوري، مروراً بالملف النووي الإيراني وصولاً إلى ملف داعش الذي أصبح أولوية سعودية وفرنسية كبرى بسبب العدد الكبير من حاملي الجنسيات السعودية والفرنسية الذين يقاتلون في صفوف داعش في العراق وفي سورية.
في هذا السياق يبحث سلمان آل سعود مع الجانب الفرنسي سبل التعاون لمحاربة داعش وتبادل المعلومات حول حركة التنقل من فرنسا إلى الشرق الأوسط، فضلاً عن حركة السعوديين المنضوين تحت بيعة تنظيم الدولة الإسلامية، وحركة الأموال التي تذهب لهذا التنظيم من أشخاص سعوديين، تقدر مصادر إسلامية عددهم بثلاثمئة سعودي يقدمون تمويلاً دورياً لداعش.
واصطحب ولي العهد السعودي معه في الوفد الكبير ضباطاً في الاستخبارات السعودية، فضلاً عن وفد عسكري مهم، وتشير المعلومات إلى أن الوفد الأمني السعودي باشر لقاءاته مع الأمن الفرنسي، لوضع برنامج عمل مشترك لمكافحة الإرهاب.
ويأتي الملف السوري أيضاً في سلم أولويات البحث خلال هذه الزيارة، خصوصاً أن الحال اختلفت كثيراً منذ زيارة سعود الفيصل وبندر بن سلطان إلى باريس صيف عام 2013 وزيارة سلمان هذا الصيف، بعد ظهور داعش وهزيمة المعارضة السورية المسلحة التي دعمتها السعودية وفرنسا ضمن مجموعة أصدقاء سورية التي بدأت عملها بـ 73 دولة ووصلت حالياً إلى أقل من عشر دول، اجتمعت مؤخراً من دون دعوة أي طرف من أطراف المعارضة في الخارج والداخل السوري. ويريد السعوديون من فرنسا الاستمرار في موقفها المتصلب من الرئيس السوري بشار الأسد، ورفض التعاون معه بحجة الحرب على إرهاب داعش، وهذا ما حرص الرئيس الفرنسي على الإشارة إليه قبل زيارة سلمان آل سعود بيوم واحد.
غير أن الوضع الميداني على الأرض مغاير لإرادة فرنسا والسعودية، وهذا ما يعرفه الفرنسي الذي تلقى الأسبوع الماضي من واشنطن معطيات عن تعاون أمني أميركي سوري عبر ألمانيا، في نفس الوقت تمر العلاقة الفرنسية الروسية بفترة سيئة بسبب أوكرانيا، وهنا أيضاً تلعب ألمانيا دوراً مغايراً للدور الفرنسي، حيث تسعى برلين لعدم الذهاب بعيداً في العقوبات الأوروبية ضد موسكو، وهذا ما تعيه فرنسا جيداً، ومن هنا يمكن القول إن جعبة ولي العهد السعودي ستعود فارغة في كل ما يتعلق بموضوع العمل الفعال على تنحي الأسد.
وتسعى السعودية إلى التأكد من فرنسا على عدم حضور إيران للمؤتمر العالمي لمحاربة الإرهاب الذي دعا إلى عقده الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند قبل عشرة أيام، وكان هذا الأمر موضع اهتمام كبير من قبل سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وتشير المعلومات إلى أن الجانب الفرنسي تطرق إلى صفقة السلاح الفرنسية التي وعدت السعودية بتمويلها لمصلحة الجيش اللبناني، وتقول مصادرنا إن الفرنسيين يريدون أن يتم التوقيع على هذه الصفقة قبل يوم الأربعاء، ويمكن القول إن هذا الموعد قد يشكل الفرصة الأخيرة لإثبات صدق السعوديين بالمضي بالصفقة من عدمه.