اتهام فرنسية بمحاولة تفجير سيارة مفخخة وسط باريس
أعلنت النيابة العامة الفرنسية، أن قضاة التحقيق في قضايا الإرهاب، وجهوا اتهامات رسمية للمشتبه بها بالضلوع في محاولة تفجير سيارة مفخخة وسط باريس. وأمروا بإيداعها السجن الاحتياطي.
وقالت النيابة العامة، في بيان، أن المتهمة، وهي أورنيلا ج.، البالغة 29 عاماً من عمرها، والأم لثلاثة أولاد، مدرجة في قوائم المشتبه برغبتهم في السفر إلى سوريا، للالتحاق بالجماعات الإرهابية.
وكانت الشرطة الفرنسية اعتقلت أورنيلا، مع رفيقها، في جنوب فرنسا، الثلاثاء الماضي. وتواجه المواطنة الفرنسية تهمتي «الاشتراك في عصبة أشرار بهدف ارتكاب جرائم إرهابية»، و»محاولة قتل ضمن عصابة منظمة»، بعد أن وجد المحققون بصماتها على سيارة مهجورة، وسط باريس وبداخلها قوارير غاز.
في هذا الوقت، أعلن وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، أن جهاز الأمن الفرنسي اعتقل 293 شخصا، منذ بداية العام الحالي، بتهمة التورط بأنشطة إرهابية.
وأشاد الوزير بيقظة جهاز الأمن الفرنسي، معتبرا، أن عمله أعطى نتائج ملموسة، إذ ألقي القبض.
من جهة ثانية، أعلنت الشرطة الجنائية الألمانية، أن حوالى الثلث من مجمل ستة آلاف متطرف، غادروا الاتحاد الأوروبي إلى سورية والعراق، بهدف الانضمام إلى تنظيم «داعش»، عادوا إلى القارة العجوز.
ونقلت صحيفة «فيلت أم زونتاغ» الألمانية، أمس، عن رئيس الشرطة الجنائية، هولغر مونش، قوله، إن المتشددين العائدين، الذين يزداد عددهم باستمرار، يشكلون خطرا على الأمن الأوروبي. موضحا، أن هؤلاء يتبعون آراء راديكالية للغاية. وتلقوا تدريبات وخبرات قتالية طويلة.
وحذر، من أن المتطرفين الأجانب في تنظيم «داعش»، يبقون على اتصال وثيق مع بعضعهم البعض بعد العودة إلى بلادهم. ويستطيعون تشكيل خلايا إرهابية في دولهم. معتبرا أن تحركات، واتصالات منفذي هجمات باريس في 13 تشرين الثاني، تشكل دليلا واضحا على ذلك.
ودعا مونش، إلى تطوير نظام تبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية، على المستويين المحلي والدولي، على حد سواء. واصفا ذلك، بأنه السبيل الوحيد للكشف عن الخلايا الإرهابية والتصدي لها.
إلى ذلك، أكدت الشرطة الاتحادية، أن العديد من المسلحين، يزعمون أنهم قُتلوا، بهدف خداع السلطات في أوطانهم، ما يشكل تحديا، إضافيا، تواجهه أجهزة الأمن في هذه الدول.
وكان مدير لجنة الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، جان بول لابورد، حذر في تموز الماضي، من خطر عودة عشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب، في صفوف تنظيم «داعش»، من سورية والعراق إلى بلادهم الأصلية.
وأشار، لابورد، في تصريحات صحافية آنذاك، إلى أن «عدد المقاتلين الإرهابيين الأجانب، كبير جدا، في العراق وسورية، وهم قرابة 30 ألفاَ». موضحاً، أنه «مع تراجع المجال الحيوي لتنظيم «داعش» في العراق، نراهم يعودون نحونا، ليس فقط إلى أوروبا، وإنما إلى بلدانهم الأصلية مثل تونس والمغرب».
في غضون ذلك، أفاد المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في ألمانيا، بأن عدد الشابات المسلمات الخاضعات للأفكار الطائفية المتطرفة، داخل البلاد، يرتفع باستمرار.
وذكرت صحيفة «نوي أسنابروك زايتونغ» الألمانية، أن حوالى النصف، من مجمل حالات اللجوء إلى دائرة المكتب الاستشارية، الخاصة بمسائل التطرف الطائفي، في عام 2015، كانت متعلقة بخضوع نساء للإيديولوجية المتشددة، مقارنة مع الثلث، خلال السنوات السابقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الأمر يخص، بالدرجة الأولى، مراهقات وشابات مسلمات. مضيفة، أن المكتب رصد، منذ عام 2012، أكثر من 2500 حالة لجوء إليه، عبر خط هاتفي ساخن.، وهذه الأرقام مرشحة للزيادة.
وأكد الباحث في معهد «أسنابروك» لدراسات الإسلام، مايكل كيفير، للصحيفة، أن الحد الأدنى لسن المراهقات الخاضعات للأفكار الطائفية المتطرفة، ينخفض باستمرار، إذ يدور الحديث، في بعض الحالات، عن مراهقات يناهز عمرهن 13 عاما.
وأشار الباحث، إلى أن المجتمع لا يستطيع، في كثير من الأحيان، رصد حالات كهذه. قائلا: «يمكننا الحديث، الآن، عن التطور وراء أبواب غرف الأطفال.