شهيّب: إنشاء المطمرين هو المدخل الوحيد إلى حلّ لامركزي
بدأت البلديات في المتن وكسروان، بعد ظهر أمس، بجمع النفايات التي تكدست في الشوارع في الأيام الماضية وتوضيبها في أكياس على أن توضع في أماكن محددة ضمن نطاق هذه البلديات تمهيداً لإزالتها في الأيام المقبلة.
ومن المفترض بعد هذه العملية أن تبدأ شركة سوكلين بإزالة النفايات التي بدأت ترمى ابتداء من يوم أمس الأربعاء.
وتجدر الإشارة إلى أنّ بلدية برج حمود رفضت إدخال النفايات التي تراكمت في الشوارع على خلفية اعتصام حزب الكتائب إلى موقف برج حمود لأنها لا تستوفي الشروط بعدما تعرضت للشمس والرطوبة لأيام عدة.
وكان وزير الزراعة أكرم شهيب أعلن أنه بعد سلسلة من المشاورات والاتصالات تم التوصل إلى حلّ لأزمة النفايات في منطقتي المتن وكسروان.
وقال شهيب خلال مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في وسط بيروت: «أقدم الاعتذار للمواطنين، مما جنته عليكم وعلينا أيادي بعض السياسيين والمتسلقين»، مذكراً بأنّ «الخطة، أو ما يسمى بخطة شهيب، التي أقرت في أيلول 2015، عنوانها الأساس كان لا مركزية الحلّ. أما الذي يطبق اليوم فهو قرار مجلس الوزراء للتخلص من النفايات المتراكمة في الأزمة الأخيرة، وهذا كان في شهر تموز 2015».
وشدّد على أنّ «النقطة الإيجابية الوحيدة، التي توصل إليها اعتصام برج حمود الأخير، هي أنّ الجميع عاد ليؤكد أنّ إنشاء المطمرين في برج حمود ـ الجديدة والغدير ـ كوستابرافا، هو المدخل الوحيد الإلزامي للعبور نحو الحلّ اللامركزي، فإذا كنا جميعاً نريد اللامركزية، فليس لدينا طريق إلا هذين المطمرين، وكلّ الذي حصل مؤخراً هو للأسف لزوم ما لا يلزم، فالذي حصل آخر 23 يوماً، بالإضافة إلى مشهد تكدس النفايات في الشوارع أمام المواطنين، وبعد كلّ الذي جرى، عدنا إلى خطة الحكومة، التي تتضمن النقطة الأساسية المتمثلة باللامركزية المحددة بقرار مجلس الوزراء، رقم المحضر 79 ورقم القرار 1/2015».
وتحدث شهيب عن لامركزية معالجة النفايات، مؤكداً أنه عند «جهوز أي بلدية أو اتحاد بلديات أو وحدة خدماتية، لإنشاء معمل لمعالجة النفايات، تخرج فوراً وآنياً من مركزية الحل».
ولفت إلى أنّ «اللامركزية خيار استراتيجي أقرته الحكومة دون منة من أحد، وجميع الإجراءات التي تكفل تنفيذ اللامركزية وضعت على سكة العمل، ومدخلها الأساس تأمين المواقع الملائمة، بالاتفاق بين البلديات واتحادات البلديات».
وإذ ذكّر بـ»مبدأ اللامركزية، الذي أقر بقرار مجلس الوزراء رقم 1 بتاريخ 9/9/2015»، قال: «إنّ قطار اللامركزية انطلق من أيلول 2015، والمشكلة ليست في القطار، إنما في الركاب، علماً أنّ اللجنة جاهزة ومصرّة على تنفيذ كامل البنود، التي اعتمدت لتعزيز خطة اللامركزية، وحسن تنفيذ كامل ما تمّ الاتفاق عليه».
وفي ختام المؤتمر، أعلن شهيب جملة من المقررات وهي:
ـ «أولاً: بالنسبة للنفايات المتراكمة منذ اقفال موقع التخزين الموقت في برج حمود بتاريخ 24/8/2016: يطلب إلى كل بلدية أو اتحاد البلديات، تحديد مواقع لتخزين هذه النفايات المتراكمة، موقتا، على أن تتولى كل بلدية أو اتحاد، وضع هذه النفايات في أكياس مخصصة لذلك، ونقلها إلى مواقع التخزين الموقت التي حددتها، مما يسمح بمعاودة شركة سوكلين لعمليات الجمع والنقل كما كانت قبل توقفها.
ثانياً: بالنسبة للنفايات الجديدة، اعتباراً من عودة العمليات إلى وضعها الطبيعي، في البلديات التي تجهز لذلك: يبدأ جمعها فوراً، وتنقل هذه النفايات الجديدة كالمعتاد إلى معامل الفرز ومعمل المعالجة وتوضع في بالات كالمعتاد، وتنقل إلى موقعي التخزين الموقتين في برج حمود والكرنتينا بيروت.
ثالثاً: بالنسبة لمعاودة العمل في مشروع إنشاء مطمر صحي في برج حمود ـ الجديدة: جرى الطلب إلى المتعهد، شركة خوري للمقاولات، بتسريع وتيرة العمل ليلا نهارا، لإنجاز أول قسم من أول خلية للطمر الصحي بتاريخ 7 تشرين الأول 2016، لكي يبدأ نقل النفايات المجهزة للطمر بشكل صحي إلى هذه الخلية فور جهوزها، بالتزامن مع البدء بمعالجة جبل النفايات، مؤكدا أن شركة سوكلين بدأت بأعمالها في مدينة جونية وكذلك في 45 بلدية باتت جاهزة لمباشرة عملية لم النفايات الجديدة في منطقة المتن وكسروان».
وفي ختام المؤتمر، تقدم شهيب بالشكر إلى «كلّ القوى السياسية، وعلى رأسها حزب الطاشناق بشخص النائب آغوب بقردونيان، وزير التربية الياس بو صعب، رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان، وإلى كل من ساهم معنا في العلن كما في الكواليس، لرفع كاهل النفايات عن أهل المتن وكسروان على أبواب موسم المدارس، شركة سوكلين على تجاوبها السريع، في مباشرة أعمال رفع النفايات في البلدات الجاهزة، وهي أي شركة سوكلين، كانت معنا منذ بداية هذا النهار الطويل مستنفرة بعمالها وإدارتها لتسهيل تنفيذ الحلول المعتمدة، إضافة إلى رئيسة اتحاد بلديات المتن الشمالي ميرنا المر، رئيس اتحاد بلديات كسروان جوان حبيش، رئيس بلدية برج حمود انترانيك مصرليان ورئيس بلدية الجديدة ـ البوشرية انطوان جبارة، على تجاوبهم ومساعدتهم للخروج من الأزمة وتداعياتها، كذلك جميع ممثلي وسائل الإعلام، الذين كانوا مع الناس لإزالة النفايات من الشوارع».
بلدية برج حمّود توافق على إعادة
العمل بموقف التخزين
أعلنت بلدية برج حمود موافقتها على إعادة العمل في الموقف المخصص لتخزين النفايات الجديدة بعد فرزها.
وأصدرت البلدية بياناً جاء فيه: «بناء على القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية في جلسة مجلس الوزراء التي عقدت يوم الأربعاء الواقع فيه 9/9/2015، والذي بموجبه أقرت الخطة الانتقالية لمعالجة أزمة النفايات، ونظراً إلى الاشكالات والاعتصامات التي حدثت مؤخراً وأدت إلى توقف العمل بهذه الخطة قسراً لأسباب متعددة، وبما أن الوضع العام لبلد الحضارة لبنان لم يعد يحتمل أي تأخير في متابعة تنفيذ هذه الخطة المرحلية، ولرفع الضرر الحاصل من جراء عرقلة تنفيذ هذه الخطة وحفاظاً على صحة وسلامة المواطنين، فإنّ بلدية برج حمود وانطلاقاً من حرصها الدائم على المساهمة في مواكبة العمل الحكومي والبرلماني في لبنان، وتدعيم أسس التعاون في معالجة كلّ الأزمات التي تعترض قيام ونهوض الوطن، تعلن الموافقة على إعادة العمل في الموقف المخصص لتخزين النفايات الجديدة بعد فرزها، وفقاً للشروط والمعايير الموضوعة، وذلك لمدة زمنية توازي قدرة موقف التخزين على استيعاب كمية النفايات. أما النفايات القديمة التي تكدست على الطرقات، فإنّ البلدية هي غير معنية بها ولا يمكنها استقبالها في المكب المستحدث».
وأكدت البلدية «ضرورة البحث بجدية بموضوع لامركزية معالجة النفايات في المستقبل القريب، كما ورد في قرار مجلس الوزراء».