تلفزيون لبنان
كأنّ العيد لم يمرّ على الناس وعلى البلد، فالوضع المعيشي سيّئ والوضع السياسي أسوأ ولغة الكلام معطّلة إلّا في سجال الحوار الذي رأى الدكتور سمير جعجع أنّ نتائجه قد تظهر بعد إحدى عشرة سنة، فيما الرئيس نبيه برّي قال إنّ بدعاء جعجع تبخّر الحوار.
وفي المواقف تهديد جديد من تكتّل التغيير والإصلاح بالتحرّك المندرج تحت عنوان الميثاق في الثامن والعشرين من هذا الشهر وفي الثالث عشر من الشهر المقبل.
ومن السياسة إلى الأمن، الجيش قصف بالمدفعيّة أماكن المسلّحين في جرود القاع وعرسال، فيما تمّت معالجة إشكال في مخيم البص جنوباً، وترافق ذلك مع تأكيد الرئيس تمام سلام أنّ مواجهة التطرّف والإرهاب والعنف تستلزم تعزيز بنية الدولة.
ومن عين التينة شدّد النائب غازي العريضي على التحذير من تعطيل المؤسسات مشيراً إلى أنّ الاتّفاق سيتمّ في نهاية المطاف.
وقد دعا الرئيس برّي إلى إبعاد الإنجازات الأمنيّة عن المزايدات السياسية.
«المنار»
في المنطقةِ يُرسمُ جديدُ المعادلات، وفي لبنانَ يُصبُّ الزيتُ على نارِ الأزمات.. أصداءُ الصاروخينِ السوريَّينِ اللذينِ صُوِّبا نحوَ الطائرتينِ «الإسرائيليّتينِ» في الجولان ما زالت تُسمعُ بقوةٍ في أروقةِ الكيانِ العبري.
اعترافُ قادةِ الاحتلالِ أنَّ الخطوةَ السوريةَ غايةٌ في الخطورة، وحديثُ بعضِهم عن رفضِ أن تتحوّلَ الأوضاعُ عندَ الحدودِ مع سورية كما هي مع لبنان. أمّا حدودُ الهدنةِ الهشّةِ في حلب كما وصفها الكرملين، فما زالت ساريةَ المفعول، معَ التشكيكِ بقدرةِ الأميركي على الإيفاءِ بتعهّداته.
تشكيكٌ ينتفي عندما يتعلّقُ الأمرُ بالعلاقةِ مع «الإسرائيلي»، الذي يستعدُّ لنيلِ مساعداتٍ عسكريةٍ ستقدّمُها واشنطن لتل أبيب بقيمةِ ثمانيةٍ وثلاثينَ مليارَ دولار ضمنَ خطةٍ لعشرِ سنوات.
في لبنانَ لا خططَ جديدةً تحتَ شمسِ الأزماتِ، كما قال الرئيس نبيه برّي، كلُّ محاولاتِ الحلِّ عالقةٌ أو معلّقةٌ إلى الآن، ووعودُ التصعيدِ تسابقُ كلَ المواعيد، على أنَّ آخرَ إبداعاتِ أهلِ السياسةِ المؤتمنينَ على العدلِ والأمن، تصويبُهم على الأجهزةِ الأمنيّةِ وإنجازاتِها خدمةً لخلايا الإرهابِ ومن يسهّلُ مهمّاتِها معَ علمِ أولائكَ السياسيينَ بإفلاسِ تبريراتِهم إلّا من كمِّ العصبيّاتِ والعَراضاتِ الطائفيّةِ والمذهبيّةِ التي تُستحضرُ لمزايداتٍ داخلَ حزبِ المستقبل، وكأنَّ قدرَ اللبنانيّين ان يتحمّلوا تبعاتِ خلافاتِ هذا الحزب الداخليّة، كما يتحمّلوا ويلاتِ ارتهاناتِه الخارجية.
«أن بي أن»
رغم بعض الخروقات يبدو أنّ هدنة سورية باقية وتتمدّد. أولى المؤشّرات على ذلك جاءت من موسكو، التي تحدّثت تسريباً عن تمديد لوقف النار لـ48 ساعة إضافيّة، فيما قالها الكرملين صراحة: الهدنة تبعث على الأمل في توفير الظروف الملائمة للتسوية السياسيّة، أما مفتاح إحراز التقدّم فيكون بفصل ما يُعرف بالمعارضة المعتدلة عن الإرهابيّين، وإلّا فلا تسوية ولا من يحزنون.
«إسرائيل» لم تستطعْ قضم غيظها من هدنة قد تتحوّل إلى اتفاق، وظهر ذلك جليّاً في فلتان طائراتها الحربيّة التي لقيت الردّ السوري المناسب.
الهدنة السوريّة حضرت اليوم أمس في لقاء الأربعاء. الرئيس نبيه برّي رأى أنّ «إسرائيل» هي الخاسر الأكبر، وثبت أنّها عملت وتعمل ضدّ أيّ شكل من أشكال الاتفاقات، وهي تراهن على استمرار ما يجري في سورية سعياً إلى اغتيال الدولة والكيان.
رئيس المجلس دعا إلى إبعاد الإجراءات والإنجازات الأمنيّة عن المزايدات السياسيّة، مشدّداً على ضرورة ترك الأمن والقضاء يعملان بعيداً عنها كونهما مظلّة لحماية الجميع.
سمير جعجع الذي غرّد خارج سرب الحوار الوطني سابقاً كان اليوم أمس يغرّد عبر الـ»توتير» آملاً التوصّل إلى أولى نتائج الحوار في الـ11 سنة المقبلة، وردّ عليه الرئيس برّي مكتفياً بالقول: «سبق الفضل وبدعائك تبخّر الحوار».
إلى الشارع يتحضّر التيار الوطني الحر لما أسماه التحرّك المتدحرج تحت عنوان الميثاق، معطياً نفسه مهلة أيّام معدودة.
«او تي في»
كما توقّعنا منذ أسبوعين، تأكّد اليوم أمس أنّ أيلول 2016 أقصر شهر في هذه السنة، أو حتى في سنوات كثيرة مضت أو قد تأتي، فهو انتهى قبل منتصفه، حتى أنّه يمكن الجزم بأنّ شهر أيلول 2016 انتهى في الرابع عشر منه تحديداً. اليوم أمس سافر تمام سلام، سيغيب ما يكفي لتضييع شهر بعد عودته الميمونة، ثمّة موعد لجلسة مفترضة لمجلس الوزراء في 29 أيلول… جلسة شكليّة، بمن حضر ولا حضور له… كل الهدف منها ضرب مؤسسة الجيش اللبناني عبر تكريس قائدها مياوماً لدى وزير التركة السليمانيّة، ومعلّقاً بشطبة قلم لدى مقبل أند بارتنرز، بعدها تدخل البلاد في المجهول… مجهول مرشّح لأن يزيد سخونة وحماوة نتيجة ترجيح بعض العارفين بأن نشهد في الأسبوعين المقبلين بعض خبطات مسرحيّة عسكريّة وأمنيّة لتبرير الانتهاك القانوني للمؤسّسة الوطنيّة وقيادتها على طريقة صواريخ بلونة، لمن لا يزال يتذكّر الحادث وتوقيته ولفلفته. في ظلّ هذا الوضع، برز عنصر وحيد قد يحمل شيئاً من ترقّب إيجابي حذر، وهو ما أكّده غطاس خوري من أنّ الرئيس سعد الحريري عائد إلى بيروت بنيّة السعي إلى إحداث خرق في الجدار الرئاسي. المعلومات تشير إلى أنّ الحريري باتَ في السعودية، وهو المكان المثالي للعودة إلى لبنان، بالعدّة اللازمة لكسر المأزق… والتوقيت يبدو مثاليا لذلك أيضاً، ذلك أنّ آخر موعد لانتخاب الرئيس محدّد في 28 من هذا الشهر، ما قد يسمح بإنقاذ أيلول… والجيش… والجمهورية والبلد معاً. في كلّ حال، ما يطمئن أنّ رزنامة الأحداث باتت واضحة. الموعد بين 28 أيلول و13 تشرين الأول، كما قال ميشال عون اليوم أمس ماذا بين التاريخين، وماذا بعدهما؟ الجواب في تقرير خاص ضمن نشرة الـ»أو تي في».
«ام تي في»
سجالات، ولا شيء غير السّجلات تعبئ الفراغ القاتل الذي يضرب مؤسّسات الدولة، أهضمها «تويتري» سُجّل بين الثنائي اللدود برّي جعجع على خلفية طلب الثاني تقليص عدد القادة على طاولة الحوار، واكثرها نفورا كان لنائب حزب الله علي فياض والذي من خارج كل سياق نعى قانون الانتخاب، معتبراً أنّه أولى ضحايا توقّف الحوار، فأصاب حديثه جبران باسيل في معرض تصويبه على تقدّم القوات والمستقبل على خطّ نقل قانون الانتخاب والعقد التشريعي الأول للمجلس النيابي في السادس عشر من تشرين الأول.
وسط هذه المراوحة العقيمة، وفيما محاولات تأمين عقد جلسة لمجلس الوزراء يشارك فيها حزب الله والمردة، إشعاراً بأنّ تضامنها مع التيار الحر ولمرة واحدة وليس دائماً، يوسّع التيار تحضيراته للتحرّك على الأرض وقد أمهل من يعنيهم الأمر بأنّ طلائع ما يخطّط له ستظهر خلال أيام. تزامناً، بدأت عملية رفع النفايات الطازجة من الشوارع بعدما أعيد فتح مرآب برج حمود، بينما بقيت أطنان النفايات القديمة في أحضان البلديات البائسة كي تتدبّر أمر بلواها بما تيسّر لها من قدرات.