مهرجان ومسيرة حاشدة في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا وكلمات أكّدت التمسّك بالقاومة لدحر الاحتلال وتحرير فلسطين

أحيت بلدية الغبيري الذكرى الـ34 لمجزرة «صبرا وشاتيلا» بمهرجان حاشد نظّمته بالتعاون مع «لجنة إحياء ذكرى المجزرة»، في المركز الثقافي للبلدية ـ قاعة رسالات، بمشاركة وحضور رئيس البلدية معن منير خليل، والمستشار الثقافي في سفارة الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة محمد مهدي شريعتمدار، وممثّلي الفصائل والقوى الفلسطينيّة والأحزاب اللبنانيّة و وفود أجنبية، إلى العديد من الفاعليات العسكريّة والسياسيّة والثقافيّة والاجتماعيّة والبلديّة وأهالي المخيمات.

بداية، تحدّث عريف الحفل الحاج عطالله حمود مضيئاً على المجزرة بكل تفاصيلها وأبعادها ونتائجها. ثمّ عُزف النشيدان اللبناني والفلسطسيني، فكلمة لشهير أبو ردينة باسم عوائل الشهداء.

بعدها ألقى خليل كلمة، أكّد فيها «أنّ مرور الأيام لن يميت الحق وكثرة المجازر لن ترهب أهله، فنحن من مقلّدي إمام المستضعفين السيد الخميني الذي أعلنها صراحة … اقتلونا فإنّ شعبنا سيعي أكثر». واصفاً اللقاء بالموعد المتجدّد، ليؤكّد «أنّ يوم العودة آتٍ لا محال، فما ضاع حقّ وراءه مطالب». وتوجّه بتحيّة التقدير إلى عوائل شهداء المجزرة، وقال: «يحدّثونك عن مشروع سلام لشرق أوسط جديد، ولكن على الأرض لا نرى إلّا القمع والإرهاب والاعتداء على الأبرياء وهدم المقدّسات، يتحدّثون عن مشروعهم الجديد في المحافل الدوليّة الصائمة عن حقوقنا وكلّ أيامهم صيام». وختم كلمته مخاطباً الأجانب في جمعيّة كي لا ننسى، «الحق مع فلسطين، والعدالة مع فلسطين، وكل القيم الإنسانيّة تؤكّد أنّ الحق مع فلسطين، وأنّ العودة إلى أرضها حقّ طبيعي لأبنائها الحقيقيّين ولن ندركه إلّا بالمقاومة والنضال، وموعدنا معكم في القدس الشريف في ظلال الأقصى إن شاء الله».

وألقى أمين سرّ حركة «فتح» ومنظّمة التحرير الفلسطينيّة فتحي أبو العردات كلمة، سأل في مستهلّها «كيف لجريمة هزّت الضمير العالمي أن يكون مرتكبوها ما زالوا خارج المحاسبة والقصاص». وأضاف: «يعملون على تهويد القدس وإنشاء المستوطنات ليل نهار، يدمِّرون منازل الفلسطينيّين الشرفاء، وللأسف تأتي ردود الفعل على المجازر خجولة وضعيفة». وختم متسائلاً: «أوليس بيت المقدس من أركان الإسلام، فلماذا تغمض العيون عن الارتكابات المسيئة إلى هذا الصرح الديني؟ فتحيّة لأهل القدس المرابطين من بيروت المقاومة والكرامة».

كما ألقت الإيطاليّة ستيفانيا بيلي كلمة «جمعيّة كي لا ننسى مجزرة صبرا وشاتيلا»، فأشارت إلى أنّ «الذكرى ستستمر تحت سقف المطالبة بإحقاق الحق وسيادة العدالة»، مضيفة: «34 عاماً مضت والعدالة ضائعة بل مفقودة، وسنبقى نجتمع ونتكاثر تحت سقف نصرة المظلومين ولن ننسى القضيّة الفلسطينيّة، وهذا وعدنا لمؤسّس جمعيتنا منذ 17 عاماً الراحل ستيفانو كاريني وفقيدنا موريسيو».

أمّا كلمة المقاومة، فألقاها الحاج حسن حدرج، تساءل فيها «كيف يسمح البعض لأنفسهم بإطلاق تهمة الإرهاب على المقاومة، جريمة هذه المقاومة أنّها قدّمت نموذجاً في مواجهة الاحتلال»، وقال: «للأسف هناك من يسعى ويجتهد لاستبدال العدو الصهيوني بعدو آخر هو الجمهورية الإسلامية الإيرانيّة، وجريمتها أنّها تدعم القضيّة الفلسطينيّة وكل شعوب العالم المستضعفة».

وفي ختام المهرجان، توجّه المشاركون نحو مقبرة شهداء «صبرا وشاتيلا»، تقدّمتهم فرق الكشافة والموسيقى وحملة الرايات ، ووضعوا الأكاليل على أضرحة الشهداء.

بشور يلتقي وفد «كي لا ننسى»

وفي لقائه الأخير قبل مشاركته في المسيرة السنوية في ذكرى صبرا وشاتيلا، التقى وفد «كي لا ننسى صبرا وشاتيلا» الذي يضمّ متضامنين دوليّين من 8 دول أوروبيّة وأسيويّة وأفريقيّة برئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن معن بشور في دار الندوة، حيث قدّمه قاسم عينا مدير عام بيت أطفال الصمود والمشرف على تنظيم المسيرة السنوية منذ 17 عاماً.

وحيّا بشور «هذه المبادرة التضامنيّة العالميّة المستمرة منذ أكثر من عقد ونصف، لتذكّر العالم كلّه، وتذكّر من نسيَ من العرب، بواحدة من أبشع مجازر العصر، والتي لو تمّت محاسبة مرتكبيها يومها، لما تجرّأ العدو وعملاؤه على ارتكاب المجازر اليوميّة في فلسطين وبلادنا العربية. وآخرها المجزرة التي ارتكبتها جماعات الغلوّ والتطرّف والتوحّش في دير الزور في سورية».

و قال: «نلتقي في يوم عزيز على أبناء لبنان وفلسطين، وهو أيضاً يوم انطلاق المقاومة الباسلة من شوارع بيروت، ولا سيّما من محلّة الفاكهاني في الطريق الجديدة حيث استشهد لنا رفيقان وهما يصدّان توغل القوات «الإسرائيليّة» في أحيائهم»

وأكّد أنّ «العدو يخشى ثلاثاً: المقاومة، والانتفاضة، والمقاطعة العالميّة».

وقال: «ولا أخفيكم أنّ مبادرتكم هذه مع مبادرة المتضامنين الأجانب الأبطال في داخل فلسطين، هي التي دفعتنا إلى أن نفكّر في إطلاق أُطُر عالميّة كالملتقيات الدوليّة من أجل فلسطين منذ عام 2007 في إسطنبول و2008 في دمشق، و2009 في بيروت، و2010 في الجزائر، وصولاً إلى الملتقى الأخير في تونس في نيسان الماضي، وهي ملتقيات ضمّت الآلاف من أبناء الأمّة وأحرار العالم في إطار عمل تنسيقي كبير نتمنّى أن يشمل كل بلدان العالم».

وكشف عن «اتصالات تجري من أجل أن يكون الملتقى الدولي المقبل في الجزائر في الربيع المقبل، وخصوصاً أنّ للجزائر موقعاً خاصّاً في القضيّة الفلسطينيّة كما لفلسطين موقع خاص في الجزائر».

وأضاف «أنّ الاعتقال الإداري سيكون له حيّزاً كبيراً في هذا الملتقى، وأنّ اجتماعاً مصغّراً سينعقد في دبلن أيرلندا لوضع ورقة عمل تُقدّم للملتقى، خصوصاً أنّ أيرلندا هي أول من عانى من نظام الاعتقال الإداري على يد المستعمر البريطاني».

«حماس»

وبالمناسبة، أكّد «مكتب شؤون اللاجئين في حركة حماس» في بيان، أنّ «المجزرة ستبقى مستمرة، طالما لم يحاسب العدو الصهيوني على جرائمه. وطالما يأمن المجرم العقاب فإنّه يستمر في جرائمه المتعاقبة ضدّ الإنسانية».

وطالب «بإنصاف ضحايا المجازر، وأخذ حقوقها من قاتليها، وأنّ على المجتمع الدولي تقديم هؤلاء القتلة لمحكمة الجنايات الدوليّة لارتكابهم جرائم حرب ضدّ الإنسانيّة».

كما طالب «الجميع بالتحلّي بروح المسؤوليّة للحفاظ على المخيّمات الفلسطينيّة في لبنان بإبعاد شبح التعاطي الأمني معها»، داعياً إلى «التضامن معها برفع الضغط الاجتماعي عن شعبنا المنكوب في لبنان، لينال حقوقه الاجتماعيّة والاقتصاديّة، كشعب شقيق لاجئ يستحقّ الدعم والمساندة وليس الضغط والحرمان».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى