فلسطين…
يكتبها الياس عشّي
في الأربعينات، والخمسينات، والستّينات، وحتى السبعينات، كانت الشوارع في دمشق وبيروت وبغداد وعمّان والجزائر والقاهرة مزدهرةً، والسجون مزدهرةً، والوطن مزدهراً.
في تلك السنوات الجميلة كانت فلسطين هي الأغنية التي يحدو بها الصغار والكبار، وهي الحبيبة التي يتبارى الفرسان للحصول على منديلها المطرّز بحبات المطر، ورائحة الزيتون، وأسماء الشهداء.
وفي تلك السنوات كانت فلسطين هي المعيار الوحيد للشرف، والبطولة، والانتماء القومي، فماذا يجري اليوم؟
ما يجري.. أنّ فلسطين، منذ أن دخل اليهود بيروت، ومنذ أن سقطت بغداد، صارت سبيّة يتناهشها ذوو الوجوه المجدورة.