بوتين: محاولات لزعزعة الوضع في روسيا من الداخل
اعتبر الكرملين، أن الفوز الكاسح الذي حققه «حزب روسيا المتحدة» الحاكم، هو تصويت شعبي بالثقة بالرئيس فلاديمير بوتين. لكن لم يكشف ما إذا كان بوتين سيسعى لولاية جديدة في 2018.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف: أن من الواضح أن الأغلبية العظمى من الناخبين، عبروا عن تأييدهم للرئيس. مرة أخرى، الرئيس حصل على تصويت بالثقة من الشعب.
بدوره، أعلن الرئيس بوتين، أن حزبه حقق نتائج جيدة في الانتخابات البرلمانية. مؤكدا أن المواطنين يختارون الاستقرار على خلفية الصعوبات الحالية.
وقال بوتين في اجتماع مع أعضاء الحكومة الروسية، أمس: في ظل هذه الصعوبات والأخطار والغموض، يختار المواطنون، بطبيعة الحال، الاستقرار ويمنحون ثقة للقوة السياسية البارزة والحكومة التي تعتمد على «روسيا الموحدة» في البرلمان. ويثقون بأننا جميعا سنعمل بمهنية ولمصلحة مواطني البلاد.
وأكد أن نتائج الانتخابات البرلمانية تعكس، كذلك، رد فعل المواطنين على محاولات الضغط على روسيا، من الخارج. والتهديدات والعقوبات ومحاولات زعزعة الوضع في روسيا، من الداخل.
من جهة أخرى، دعا بوتين السلطات الروسية للإصغاء إلى القوى السياسية كافة، بما في ذلك تلك التي لم تتمكن من دخول البرلمان. داعيا إلى تطوير نظام التعددية الحزبية، ودعم المجتمع المدني، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية الوطنية.
وكانت لجنة الانتخابات المركزية الروسية، أعلنت، في وقت سابق، أن حزب «روسيا الموحدة» يتصدر نتائج الانتخابات البرلمانية، التي جرت في البلاد، الأحد 18 أيلول، بعد فرز 93 في المئة من الاصوات.
وقالت رئيسة اللجنة، إيلا بامفيلوفا، في مؤتمر صحافي، أن حزب «روسيا الموحدة» حصل على 54,28 في المئة من الأصوات، بحسب القوائم الحزبية. مشيرة إلى أن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 47,81 في المئة.
وأشارت إلى أن «الحزب الشيوعي الروسي» حصل على 13,45 في المئة، بحسب القوائم الحزبية. و»الحزب الليبرالي الروسي» على 13,24، و»حزب روسيا العادلة» على 6,17.
وأكدت بامفيلوفا: بحسب القوائم الفردية، يفوز حزب «روسيا الموحدة» في 203 من أصل 225 دائرة انتخابية، ذات مقعد واحد. بينما يفوز كل من «الحزب الشيوعي» و»حزب روسيا العادلة» في سبع دوائر انتخابية فردية. ويفوز «الحزب الليبرالي الديمقراطي» في 5 دوائر. وكل من حزبي «رودينا» و»المنبر المدني» في دائرة فردية واحدة. إضافة إلى ذلك، يتصدر مرشح مستقل من أعضاء «روسيا الموحدة» الحاكم، في دائرة أديغيا الفردية، بجنوب روسيا.
وأوضحت: أن نحو 264 ألفا من المراقبين، حضروا في مراكز التصويت أثناء العملية الانتخابية. مشيرة إلى: تسجيل بعض الانتهاكات أثناء العملية. لافتة إلى: أن نتائج التصويت قد تلغى في ثلاثة من مراكز الاقتراع على الأقل. وأن النيابة العامة فتحت قضية جنائية في إحدى الدوائر الانتخابية، بسبب محاولة تزوير النتائج.
وامتنعت بامفيلوفا عن تحليل هذه النتائج، إلا أنها قالت: إن الانتخابات الحالية جرت بشفافية أكثر من الانتخابات السابقة. مشيرة إلى: أن زيادة دعم حزب «روسيا الموحدة»، بحسب نتائج الانتخابات، فاجأت حتى أعضاء اللجنة الانتخابية المركزية.
ومقارنة بالانتخابات البرلمانية السابقة، انخفضت نسبة المشاركة من 60,2 في المئة انتخابات 2011 ، إلى نحو 48 في المئة فقط، هذا العام. بينما زاد مستوى الدعم لحزب «روسيا الموحدة» وفقا للتصويت حسب القوائم الحزبية، من 49,32 في المئة، في الانتخابات السابقة، إلى أكثر من 54 في المئة هذا العام.
بالمقابل، انخفض مستوى دعم «الحزب الشيوعي الروسي» في التصويت حسب القوائم الحزبية، من 19,19 في المئة عام 2011، إلى نحو 13,5 هذا العام ودعم «روسيا العادلة» من 13,24 في المئة، إلى 6,2 فقط.
من جهته، تمكن «الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي» من زيادة دعمه في التصويت حسب القوائم الحزبية، من 11,67 في المئة، إلى أكثر من 13 في المئة من الأصوات. إلا أن عدد مقاعد الحزب في التشكيلة الجديدة لمجلس «الدوما»، سينخفض بسبب ضعف دعمه في الدوائر الفردية.
وحسب النتائج النهائية، فإن «روسيا الموحدة» تمكن من الحصول على أكثر من 76 في المئة من مقاعد مجلس الدوما الروسي، في التشكيلة السابعة للمجلس. أي على 343 من أصل 450 مقعدا، بعد أن شغل سابقا 238 مقعدا فقط. وسيحصل «الحزب الشيوعي الروسي» على 42 مقعدا، بعد أن شغل 92 مقعدا في المجلس السابق. و»الحزب الليبرالي الروسي» على 39 مقعدا سابقا 56 مقعدا . و»روسيا العادلة» سيحصل على 23 مقعدا 64 مقعدا في 2011 . إضافة إلى ثلاثة مقاعد لحزبي «رودينا» و»المنبر المدني» ومرشح مستقل.
وتشير هذه النتائج، إلى أن الحزب الحاكم حصل على الأغلبية الدستورية أكثر من 300 مقعد، أي أكثر من ثلثي المقاعد ، بما يسمح له بتعديل بعض مواد الدستور وتجاوز «فيتو» رئيس الدولة.
تجدر الإشارة إلى أن الحزب الحاكم، كان يتمتع بالأغلبية الدستورية 315 مقعدا في التشكيلة الخامسة لمجلس الدوما الروسي. إلا أنه فقد هذه الأغلبية في انتخابات عام 2011، بعد انخفاض عدد مقاعده إلى 238 مقعدا الأغلبية البسيطة .
وفي السياق، أشار المراقبون الأجانب، الذين تابعوا سير التصويت في انتخابات الـ»دوما» الروسية، إلى جو الانفتاح والتنظيم الجيد لهذه العملية الانتخابية. وامتدحوا سير عمليات التصويت.
وأعلن رئيس «المنظمة الشبابية الديمقراطية»- «DEMYC» خافيير هورتادو ميرا: أن روسيا تشهد إصلاحات سياسية، أحد أهم اتجاهاتها: زيادة وتعزيز مدى انفتاح النظام.
وقال: هنا تبدأ الأمور من صناديق الاقتراع الشفافة في المراكز الانتخابية، وتنتهي بتنظيم العملية ذاتها. كل شيء بدا شفافا ومفتوحا للجمهور والمجتمع. وشددد: على وجود اهتمام كبير، من جانب الناخبين، بالعملية الانتخابية.
من جانبه، لاحظ عضو البرلمان الأوروبي، ستيفانو ماوليو، أن النظام الانتخابي الروسي تغير كثيرا نحو الأفضل. وقال: هذا الأمر يشاهد، ليس فقط في وجود تنوع كبير في قائمة الأحزاب المشاركة، بل وفي كيفية استعدادها لهذه الانتخابات. وذكر البرلماني الأوروبي أنه تمكن، مع زملائه، خلال يوم، من زيارة أربعة مراكز للاقتراع، شاهدوا خلالها كيفية إجراء التصويت. وتحدثوا مع الناخبين. وقال: كل الأمور تجري بشكل جيد من دون أي انتهاكات.
وسجل في هذا الوقت، حصول رمضان قادروف، القائم بأعمال رئيس جمهورية الشيشان الروسية، على 97 في المئة من أصوات الناخبين الشيشان، لولاية رئاسية تالية، في يوم الانتخابات الموحد الذي شهدته روسيا.
وأظهر فرز 15,16 في المئة من الأصوات، حسب البيانات التي نشرها فرع اللجنة المركزية للانتخابات الروسية في جمهورية الشيشان، حصول قادروف على 97,05 في المئة من الأصوات.
وأشارت النتائج الأولية، إلى أن إدريس عثمانوف، مرشح حزب «روست» المدافع عن حقوق رجال الأعمال، فاز بـ1,47 في المئة من الأصوات. فيما نال مرشح «الحزب الشيوعي» قاهرسولط باتييف ثقة 0,87 في المئة من الناخبين في الجمهورية. ومرشح حزب «روسيا العادلة» سلطان دينيلخانوف 0,54 في المئة من الأصوات.
وشهدت البلاد انتخابات «الدوما» والمجالس التشريعية في 39 إقليما. إضافة إلى انتخابات رؤساء سبع كيانات هي: جمهوريتا كومي وتيفا، إضافة إلى الشيشان ومقاطعات تولا، تفير، أوليانوفسك وإقليم زابايكاليه.
كذلك، شملت الانتخابات البلدية خمسة آلاف بلدة ومدينة. حيث تنافس 103 آلاف مرشح على شغل 38 ألف مقعد تشريعي ونيابي على مختلف المستويات.