مزيد من التنديد بالعدوان الأميركي على دير الزور بالتواطؤ مع «داعش»: لكشف الدول الداعمة للإرهاب وإنهاء هذه اللعبة القذرة
تواصلت أمس ردود الفعل المندّدة بالعدوان الأميركي على الجيش السوري في منطقة دير الزور، والذي أدّى إلى سقوط شهداء وجرحى من العسكريّين، مؤكّدة تواطؤ الولايات المتحدة مع الجماعات الإرهابيّة، ودعت المؤسّسات والهيئات الدوليّة والإقليميّة إلى «كشف الدول التي تقوم بدعم الإرهاب والتستّر عليه والاستفادة منه، وإنهاء هذه اللعبة القذرة التي يذهب ضحيّتها المدنيون في أنحاء العالم».
حزب الله
وفي هذا الإطار، وجّه «حزب الله» في بيان، التحيّة للجيش السوري الباسل جنوداً وضباطاً، مقدّماً تعازيه الحارّة بالشهداء الأبطال ومتمنّياً الشفاء العاجل للجرحى.
وأشار إلى أنّ «الادّعاءات الأميركيّة بحصول الضربات الجوية عن طريق الخطأ هو كلام لذرّ الرماد في العيون ومحاولة مفضوحة للتعمية على الحقيقة الواضحة، التي شاهدها العالم أجمع، وأثبتت بما لا يُبقي مجالاً للشكّ أنّ التحالف الغربي المزعوم لقتال «داعش» إنّما هو عمل دعائي أرادت منه الدول الكبرى تحقيق غايات سياسيّة وانتخابيّة، وتأمين مصالحها الاستعماريّة القائمة على دعم الإرهاب وتغذيته في المنطقة».
أضاف: «تزامن هذه الغارات مع الهجمات الواسعة التي شنّتها عصابات «داعش» الإرهابيّة على المنطقة المستهدفة يكشف التواطؤ بين واشنطن وهذه الجماعات، إن لم يكن خضوع الجماعات الإرهابيّة للأوامر الصادرة من بعض المسؤولين في الإدارة الأميركيّة».
وختم: «إزاء هذا الوضوح في التحالف بين الإدارة الأميركيّة والجماعات الإرهابيّة، فإنّ حزب الله يدعو الجميع من مؤسّسات وهيئات دوليّة وإقليميّة إلى كشف الدول التي تقوم بدعم الإرهاب والتستّر عليه والاستفادة منه، وإنهاء هذه اللعبة القذرة التي يذهب ضحيّتها المدنيّون في أنحاء العالم، والمدافعون عن أرضهم وبلادهم، فضلاً عن الأبرياء في منطقتنا».
الخطيب
بدوره، أعرب الأمين العام لـ«رابطة الشغّيلة» النائب السابق زاهر الخطيب في تصريح، عن «إدانته الشديدة للعدوان الأميركي الهمجي على الجيش العربي السوري في مدينة دير الزور».
ورأى أنّ «هذا العدوان الغادر جاء في توقيته ليكشف النفاق الأميركي، وزيف مزاعم واشنطن عن محاربتها تنظيم «داعش» الإرهابي».
ولفتَ إلى أنّ «هذا العدوان الأميركي كان بمثابة رسالة أميركيّة واضحة تستهدف إسقاط الاتفاق مع روسيا، والتهرّب من الالتزام بتنفيذ بنوده بعدما أصبحت الإدارة الأميركيّة في ورطة نتيجة انكشاف عجزها عن إلزام التنظيمات المسلّحة التابعة لها بالتخلّي عن «جبهة النصرة» الإرهابيّة، والابتعاد عن مناطق سيطرتها وإعلان هذه التنظيمات التمسّك بتحالفها مع النصرة».
وأكّد «أنّ ما حصل إنّما هو دليل جديد على أنّ الإدارة الأميركيّة تمارس سياسة الخداع كسباً للوقت عشيّة الانتخابات الأميركيّة، وفي محاولة منها واضحة لتمكين الجماعات الإرهابيّة من التقاط أنفاسها ورفع معنويّاتها المنهارة إثر الهزائم التي ألحقها بها الجيش العربي السوري وحلفاؤه، الذي أحبط آخر محاولاتها ورهاناتها على فكّ الحصار عن أحياء حلب الشرقية».
وثمّن «الموقف الحازم لروسيا ضدّ العدوان الأميركي، الذي أكّد للمرة الألف أنّ الحرب الإرهابيّة على سورية إنّما هي حرب أميركيّة صهيونيّة، فأميركا اليوم تُنجد «داعش» في دير الزور، والعدو الصهيوني يساند «النصرة» في القنيطرة».
ودعا «شرفاء العالم إلى أن يرفعوا الصوت عالياً، ويتحلّقوا حول سورية في مجابهة العدوان الأميركي الصهيوني الإرهابي في دير الزور والقنيطرة، وفي سائر الأراضي العربيّة السوريّة والعالم».
الداوود
كما ندّد الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداوود، في بيان له، بالعدوان الأميركي الـ»داعشي»، على مراكز الجيش العربي السوري في دير الزور، «والذي لم يكن خطأً تقنيّاً، بل نسفاً للاتفاق مع روسيا لوقف الحرب والتقدّم نحو حلّ سياسي لا تريده أميركا، وأنّه عمل إرهابيّ مدروس ومنسَّق مع تنظيم «داعش» الذي تدّعي واشنطن أنّها تحاربه، في حين تكشف المعلومات والتقارير أنّها هي من صنعته، وللمرشّحة الرئاسيّة هيلاري كلينتون الدور الرئيس في ذلك، وقد اعترفت هي نفسها بدور إدارتها حينما كانت وزيرة للخارجية بتظهير هذا التنظيم الإرهابي وتوأمه «جبهة النصرة» الموصوفة أميركيّاً بالمعتدلة وهي فرع «القاعدة» في سورية».
وأضاف: «أنّ ما أقدمت عليه الطائرات الأميركيّة لم يفاجئنا، والذي نعلم جيداً أنّ السياسة الأميركيّة تُقدِم على ارتكاب المجازر في الخارج، منذ قنبلة «هيروشيما» ضدّ اليابان، والتي تتّصف بالإبادة التي تمارسها الإدارات الأميركيّة المتعاقبة ضدّ الشعوب المستضعفة، وأكثر من أُصيب من الجرائم السياسيّة الأميركيّة هم اللبنانيّون والفلسطينيّون والسوريّون والعراقيّون، وكلّ شعوب العالم العربي، فإن لم يُقتلوا بالطائرات الأميركيّة، قُتلوا بالطائرات «الإسرائيليّة» وهي صناعة أميركيّة، إذ تقدّم أميركا سنويّاً نحو 4 مليارات دولار للكيان الصهيوني للتسليح، حفاظاً على أمنه الذي تضمنه كلّ العهود الرئاسيّة الأميركيّة.
فأميركا كحكم وسلطة، هي شرّ مطلق، وعلى الشعب الأميركي أن ينتفض ضدّ أدوات الشرّ في بلاده، كما ندعو الأحزاب الوطنيّة والقوميّة والتقدميّة، وهيئات المجتمع المدني، إلى وقفة تضامنيّة مع الجيش السوري الذي يقاتل الإرهاب الأميركي الداعشي».
وتقدّم الداوود من الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد كقائد أعلى للقوات المسلحة السوريّة بالتعزية بالشهداء من الجيش السوري وعائلاتهم، الذين سقطوا، وهم بالعشرات، في المجزرة الأميركيّة الـ»داعشيّة».
لحّود
ورأى النائب السابق إميل لحّود، أنّ «الولايات المتحدة الأميركيّة شعرت بأنّ مشروعها في المنطقة فشل، نتيجة فشل حلفائها ممّن موّل وسلّح ورعى التنظيمات الإرهابيّة، ما استدعى تدخّلاً مباشراً منها، علّها تنقذ ما يمكن إنقاذه».
وشدّد في بيان، على أنّه «لم تكدْ تمرّ أيام قليلة على الاعتداء الجوي «الإسرائيلي» على الأراضي السوريّة ودفاع الجيش السوري عنها، حتى وجّه الجيش الأميركي ضربة إلى موقع للجيش السوري، ما يدلّ على أحد أمرين، إمّا أنّ الجيش الذي يصنَّف الأقوى في العالم لا يجيد تحديد أهدافه بدقّة، وإمّا، وهذا هو المرجّح، أنّ هذا الجيش يتبنّى مشروع «داعش» ويدعمه، ولو بطريقة غير مباشرة، عن طريق الدول التي تصنّف صديقة في المنطقة».
وسأل لحّود: «أليس غريباً أن يستهدف الجيش الأميركي الجيش السوري الذي يحارب التنظيم الذي يهدّد العالم والولايات المتحدة الأميركية التي وقعت أكثر من مرة ضحيّة اعتداءات إرهابيّين يبايعونه، أم أنّ الحرص على «إسرائيل» وعلى أصوات اللوبي اليهودي في الانتخابات الأميركيّة يدفع الولايات المتحدة إلى اتّخاذ ما يلزم من تدابير لإلهاء محور المقاومة عن «إسرائيل» بالتنظيمات الإرهابيّة؟».
وقال: «سنضطر، استثنائيّاً، لموافقة النائب وليد جنبلاط في كلامه عن هزيمة المشروع الأميركي في المنطقة، والتخلّي، كالعادة، عن الحلفاء في منتصف الطريق، في وقت نشهد في الداخل اللبناني حالات إفلاس مالي وسياسي وتباين ونفور وخلافات تضرب فريق 14 آذار، الذي شارك من موقعه في المؤامرة على سورية، بلغت أخيراً محاولات الإلغاء المتبادل».
وتوقّف لحّود عند تعيين الأمم المتحدة لفتاة إيزيديّة كانت مسبيّة في منصب سفيرة، مشيراً إلى أنّ «المنظّمة الدولية تحاول أن تكفِّر عن ذنوبها عبر هذا التعيين، في حين كان الأجدى بها أن تقوم بواجبها لمنع ما حصل، ولمنع قطع الرؤوس وارتكاب المجازر الجماعيّة في سورية، ومنع سبي النساء والقضاء على التنوّع المذهبي وتدمير الآثار التاريخيّة في العراق».
وتابع: «والأغرب من ذلك، أنّ الأمم المتحدة عيّنت سعودية رئيسة لهيئة حقوق الإنسان في وقت يعرف القاصي والداني واقع هذه الحقوق في السعوديّة».
وختم: «العالم يتغيّر بفضل صمود سورية والمحور الذي تنتمي إليه، ما يعني أنّه بات على المنظمة الدوليّة، التي لا يقوم أمينها العام سوى بالإعراب عن القلق، أن تغيِّر حساباتها وتنتفض على من يتحكّم بقراراتها ويمنعها من أداء دورها المفترض والذي تنازلت عنه تحت تأثير سيطرة بعض الدول، وفي طليعتها الولايات المتحدة الأميركيّة».
حركة الأمة
استنكر الأمين العام لـ«حركة الأمة» الشيخ د. عبد الناصر جبري، العدوان الأميركي على الأراضي العربيّة السوريّة، فـ»استهداف طيران التحالف الأميركي مواقع للجيش العربي السوري في دير الزور، ما هو إلّا تأكيد على دعم إدارة الشرّ الأميركيّة للتنظيمات الإجراميّة، وهو جزء من سياستها العدوانيّة على شعوب منطقتنا، خدمة لمشاريعها الاستعماريّة».
وأشار إلى أنّ «ممارسات العدو الصهيو- أميركي في المنطقة، وتحليق طائرة تجسّس أميركيّة فوق السواحل اللبنانيّة، تهديد للأمن والاستقرار في لبنان والمنطقة كلّها».
جبهة التحرير
كذلك، دانت جبهة التحرير الفلسطينيّة بشدّة العدوان الأميركي على دير الزور، معربةً عن قلقها من تداعيات هذه التطوّرات لما تحمله من أخطار محتملة ولاحقة على كلّ الأصعدة.
و قال عضو المكتب السياسي ومسؤول إقليم سورية لجبهة التحرير، تيسير أبو بكر، «إنّ العدوان الأميركي يشكّل رسالة خطيرة في التدخّل بالشأن السوري، ولا يساعد على الاستقرار في المنطقة».
وأكّد تضامن ووقوف الجبهة إلى جانب سورية الشقيقة في مواجهة الطاغوت الأميركي، لافتاً إلى «أنّ الشعب السوري الشقيق قادرٌ على صدّ العدوان وإفشال أهدافه، والحفاظ على وحدة سورية وشعبها وجيشها العربي، الذي لم يتوانَ في الدفاع عن سورية والأرض العربيّة».
وقدّم أبو بكر تعازي الجبهة وقيادتها وأمينها العام الدكتور واصل أبو يوسف للقيادة والحكومة السوريّة والجيش والشعب السوري الشقيق بالشهداء الذين سقطوا جرّاء هذا العدوان الإجرامي.