أول شحنة نفط تغادر ميناء رأس لانوف الليبي
غادرت ميناء رأس لانوف، شرق ليبيا، أمس، ناقلة نفط متجهة إلى إيطاليا. وهي أول شحنة تصدر من الهلال النفطي الليبي، منذ تشرين الثاني 2014.
كما أنها، أول شحنة من النفط يجري تصديرها من هذا الميناء، الذي يعد أحد أكبر موانئ التصدير في ليبيا، منذ سيطرت القوات المناهضة لحكومة الوفاق الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، على الهلال النفطي، الذي يضم أربعة موانىء رئيسية. وستنقل ناقلة النفط «SeaDelta»، التي تحمل علم مالطا، نحو 776 ألف برميل من النفط الليبي، بحسب مسؤول في الميناء.
وكانت قوات حفتر، شنت قبل نحو عشرة أيام، هجوما على المرافئ النفطية. وتمكنت خلال ثلاثة أيام من السيطرة على كامل المنطقة، بعد طرد جهاز حرس المنشآت، التابع لحكومة الوفاق الوطني، منها.
ويفترض، مبدئيا، أن تذهب الأموال التي تدفع مقابل النفط، إلى مصرف ليبيا المركزي في طرابلس. الذي يتبع سلطة حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا.
وكانت دول غربية عدة، حذرت من تحول الصراع على النفط إلى نزاع أهلي مسلح، قد يقوض اتفاق الصخيرات، الذي رعته الأمم المتحدة. ويعيد البلاد إلى المربع الأول.
وهكذا، دقت فرنسا عبر وزير خارجيتها، جان مارك إيرولت، ناقوس الخطر، من أن سيطرة قوات حفتر على المنشآت النفطية، يهدد الاستقرار في ليبيا. وطالبت بأن تتم عمليات تصدير النفط تحت رعاية حكومة الوفاق الشرعية، المعترف بها دوليا. لكنها طالبت، في الوقت نفسه، بتوسيع الحكومة في طرابلس، لتضم أطراف الأزمة الليبية، كافة.
ويعتقد مراقبون، أن الفريق خليفة حفتر، بسيطرته على الهلال النفطي، بات يملك ورقة ضغط على القوى الغربية الكبرى، قد تمكنه من انتزاع مكانة أكبر في الساحة الليبية، خصوصا أنه تعرض لهزائم متتالية خلال الفترة الماضية.
وتقول صحيفة «لوموند» الفرنسية، إن نظرة العالم بدأت تتغير تجاه الفريق حفتر، بعدما بات يتحكم في الشريان الاقتصادي لليبيا. فقد كانت الدول الكبرى تنظر إليه باعتباره جزءا من المشكلة وليس جزءا من الحل. وهي النظرة التي بدأت تتغير، وفقا للصحيفة.
ومنذ الإطاحة بنظام الزعيم الراحل معمر القذافي، يعيش قطاع النفط الليبي تراجعا مستمرا. وأصبحت ليبيا، أغنى دول إفريقيا بالنفط، مع إحتياطي يبلغ 48 مليار برميل، تحقق أدنى إنتاج بين دول منظمة «أوبك».