قصّة قصيرة… لم تكتمل
قصّة قصيرة… لم تكتمل
نهضت من سريرها بتثاقل وذهبت باتجاه نافذتها، وفتحتها على صوت هدير أمواج البحر الهائج بزرقته وسواده وهذيانه وجنونه. تركت نظراتها تسرح في البعيد، تسبح في المدى هناك عند خطّ الأفق وقت الشفق، وتركت الهواء يعبُّ رئتيها والهواء يداعب وجنتيها. أخذت مرسمها ووضعته مقابل البحر ومسكت ريشتها لترسم لوحتها التي تداعب مخيّلتها ولا تفارقها. بدأت الريشة ترخي بظلالها على أهدابها، وعندما بدأت الخطوط الأولى تشع على بياض لوحتها، رسمت الجبين ومعالم الوجه. توقفت الريشة ولم تُكمل حكايتها. هناك كان شيء من التفاصيل بدأ يضيع من مخيلتها. عادت مرّة أخرى إلى محاولتها، فلم تستطع. وتوقفت الريشة مرّة أخرى. تركت كلّ شيء في مكانه، وذهبت، أغلقت نافذتها من جديد، وعادت إلى سريرها. أطفأت النور وتركت الضوء الخافت يملأ المكان. وضعت رأسها على وسادتها، وغطّت في نوم عميق تاركة على مرسمها ريشتها تبحث عن تفاصيل بدأت تضيع منها، وبقايا كلمات ضبابية. فلوحتها لم تُرسَم، وقصيدتها لم تكتمل، وعلى نافذتها ستائر مخملية تتراقص مع الهواء القادم من هناك، من تموّجات البحر من خلف الأفق بعيون نصف مغمّضة، بين مرسمها الحائر وشهد عينيه وضجيج موجه اللازوردي على أنغام أغنية فيروز «وطني يا جبل الغيم الأزرق».
إلهام سلطان