سجال في مجلس الأمن والجعفري يحذّر من هجمات إرهابية كيميائية
أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، الدكتور بشار الجعفري، أن الدول الثلاث التي دعت إلى جلسة مجلس الأمن، أفشلت 13 مرة إصدار بيان رئاسي، في المجلس، يدين تفجيرات إرهابية في سورية.
واعتبر الجعفري، خلال جلسة عاصفة لمجلس الأمن: أن دعوة بعض أعضاء الدول الدائمة لجلسة مجلس الأمن، اليوم، رسالة إلى «جبهة النصرة» الإرهابية والمجموعات المرتبطة بها، بأن الدعم لهم مستمر.
ولفت الجعفري، إلى أن إرهابيي «أحرار الشام» يخططون لشن هجمات بمواد كيميائية، يرتدون فيها لباس الجيش السوري، ويقومون بتصويرها، من أجل توجيه الاتهام إلى الدولة السورية وقوات الجيش السوري. موضحا أنه «وصلتنا معلومات بأن إرهابيي «أحرار الشام» ينوون شن هجمات بمواد سامة، لاتهام الجيش السوري بها. وهذه المواد موجودة في منطقة سراقب، شمال سورية، التي زارتها خبيرتان أميركيتان. مؤكداً أن «خبيرتين أميركيتين، زارتا مكان تخزين المواد الكيميائية، من قبل المجموعات الإرهابية، في ريف إدلب وغادرتا بعدها عبر الأراضي التركية».
وجدد الجعفري، التزام سورية بمحاربة الإرهاب، بمختلف أشكاله. مشددا أن «على الآخرين التوقف عن استغلال الشعب السوري. وأن تسييس الأزمة الإنسانية، لن يؤدي سوى إلى إطالة أمد الأزمة، وزيادة معاناة السوريين والمساهمة في انتشار الإرهاب».
من جهته، طالب المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، أطراف الأزمة السورية وقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة، لإيصال المساعدات الإنسانية لأهالي حلب.
وأعلن دي ميستورا، أن الاتفاق الروسي الأميركي بشأن الهدنة في سورية، دخل دائرة الخطر. مضيفاً: أن أعداد القتلى، جراء الأعمال القتالية في ريف حلب، منذ توقف سريان الهدنة، بلغ 213 شخصا. مشيراً الى أن الأحداث المأساوية، التي تمر بها حلب، حاليا، غير مسبوقة.
المبعوث الأممي، شدد على أن حوالى نصف المسلحين المتواجدين في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، ينتمون لتنظيم «جبهة فتح الشام» جبهة النصرة ، مؤكداً أن وحدات المعارضة السورية، تستخدم صواريخ تقتل المدنيين.
وأكد أن الهدنة التي أعلنت في سورية في 12 أيلول، وفقا للاتفاق الروسي – الأميركي، أدت إلى تراجع ملموس للعنف في البلاد. لكن الأوضاع تدهورت، بصورة حادة، بعد تعرض قافلة مساعدات إنسانية لقصف قرب بلدة أورم الكبرى، قرب حلب.
ولفت إلى أن تدمير البنية التحتية في شرق حلب، أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية المأساوية. مضيفا، إن محاصرة طريق «الكاستيلو» أسفرت عن توقف إيصال الأغذية إلى حلب. معتبرا، أن فرص حل الأزمة السورية، لا تزال قائمة.
من جهتها، إتّهمت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة، سامنثا باور، روسيا، باساءة استخدام مقعدها الدائم في مجلس الأمن الدولي وحق الفيتو. واعتبرت، أن روسيا لديها القدرة على تخفيف المعاناة في مدينة حلب «إلا أنها تفعل عكس ذلك».
باور، إتّهمت موسكو ودمشق، بشن «هجوم واسع النطاق» على حلب الشرقية. مضيفة: «من دون أدنى شك، إن روسيا ستقول اليوم أنها تنفذ العمليات لمكافحة الإرهاب. لكن ذلك هراء». قائلة، إن عشرات المدنيين قتلوا هناك، خلال الأيام الثلاثة الماضية، جراء غاراتهما الجوية.
وقالت: إن الولايات المتحدة، ستجهد لإعادة نظام وقف إطلاق النار في سورية «بكل ما لديها من الأساليب». متهمة الرئيس السوري بشار الأسد بأنه «لا يؤمن إلا بالحل العسكري، في بلاده» بحسب تعبيرها.
وجددت دعوات واشنطن إلى موسكو، لاستخدام تأثيرها على دمشق، لوقف الأعمال القتالية في حلب. وبحسب باور، فإن العملية العسكرية في شرق حلب، تتناقض مع دعوات موسكو إلى الحل السلمي للأزمة السورية.
بالمقابل، أكد المندوب الروسي، فيتالي تشوركين، دعم الولايات المتحدة لمجموعات إرهابية في سورية بالسلاح. مشيراً، إلى أن مجموعات من المعارضة عرقلت تنفيذ اتفاق الهدنة، وواشنطن لم تفعل شيئا إزاء ذلك.
ورأى تشوركين، تضاربا في التصريحات الأميركية بخصوص الغارات على دير الزور وقافلة المساعدات الانسانية، في ريف حلب. مشيراً إلى ضرورة إجراء تحقيق مفصل بخصوص حادثة القافلة الانسانية. داعياً إلى عدم تداول الاشاعات.
في غضون ذلك، رفض ما يسمى «ائتلاف قوى المعارضة السورية» وفصائل «الجيش الحر»، أمس، اعتبار الدولة الروسية طرفا راعيا للعملية التفاوضية في سورية.
وقال الطرفان في بيان مشترك، إن «العملية التفاوضية، وفق الأسس الراهنة، لم تعد مجدية ولا معنى لها، في ظل القصف والقتل والتدمير الذي ينبغي أن يتوقف بشكل فوري وكامل، وذلك وفقاً للقرارات الدولية»، مؤكدا على «عدم قبول الطرف الروسي كطرف راع للعملية التفاوضية».
وكان وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي وأميركا، دعوا في وقت سابق، كل فصائل المعارضة السورية إلى وقف تعاونها مع «جبهة النصرة».
وجاء في بيان باسم وزراء خارجية كل من: الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، ألمانيا والمفوضة ومنسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي: «نؤكد موقفنا المشترك، أن «جبهة النصرة» هي فرع لتنظيم «القاعدة» في سورية وهي تنظيم إرهابي وعدو للمجتمع الدولي».
وأشار البيان إلى أن «جبهة النصرة» «جبهة فتح الشام» حاليا ترفض التحول السياسي المتفق عليه، وتهدد أي مستقبل ديمقراطي في سورية. ودعا كل المجموعات المسلحة، التي تحارب في سورية، إلى وقف أي شكل من أشكال التعاون مع «جبهة النصرة».
ودعا البيان، روسيا إلى الضغط على الحكومة السورية، لضمان إيصال المساعدات الإنسانية. معتبرا، ذلك، شرطا ضروريا لاستئناف المفاوضات. كما دعا مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتسوية الأزمة السورية.
إلى ذلك، دخلت، الفرطاقة الروسية «الأميرال غريغورفيتش» المزودة بصواريخ «كاليبر»، مياه البحر الأبيض المتوسط، أمس، متجهة نحو السواحل السورية. في وقت تستعد فيه روسيا، لإرسال حاملة الطائرات الروسية «الأميرال كوزنيتسوف» إلى السواحل السورية، من أجل دعم العملية العسكرية الروسية ضد الارهاب.
وفي وقت سابق، أفادت مواقع إخبارية تركية، بأن سفينة الإنزال الروسية «غيورغي بوبيدونوسيتس» عبرت مضيقي البوسفور والدردنيل، ودخلت مياه البحر المتوسط، متوجهة إلى ميناء طرطوس السوري، مركز الدعم اللوجستي والتموين للبحرية الروسية.
وأشارت المواقع، إلى أن سفينة الإنزال الروسية، تحمل على متنها شحنات ثقيلة، نظرا لدرجة غوص جسمها في الماء.
ميدانياً، استهدف الجيش السوري، بالقصف المدفعي والصاروخي، تجمّعات ونقاط انتشار المسلحين في مخيم حندرات، شمال حلب، بعد معاودة الجماعات المسلحة سيطرتها على المخيم، إثر شنّها هجوماً من ثلاثة محاور.
وكانت جبهة «فتح الشام»، أعلنت عبر حسابها على «تويتر»، أنها تمكنّت من استعادة السيطرة على ما يقرب من نصف المخيم. وأن الإشتباكات لا زالت مستمرة. فيما ذهب نشطاء معارضون إلى القول باستعادة السيطرة على كامل المخيم.