أوباما: لم تكن حادثاً ولا أمراً حتمياً
بدأت رواندا، مراسم تستمر مئة يوم لإحياء ذكرى حملة الإبادة التي شهدتها عام 1994 وتواصلت للفترة نفسها التي كانت كافية قبل عشرين سنة لقتل نحو 800 ألف شخص معظمهم من أقلية التوتسي.
وتقام مراسم الذكرى العشرين للإبادة تحت شعار «ذكرى ووحدة ونهضة».
ويفيد البرنامج الرسمي أن المراسم تشكل «لحظات لاستذكار الأموات وإبداء التضامن مع الأحياء ولتوحيدنا كي لا يتكرر ذلك أبداً لا في رواندا ولا في أي مكان آخر».
وألقى الرئيس الرواندي بول كاغامي خطاباً في أكبر ملعب في كيغالي بحضور ممثلي العديد من البلدان والمنظمات لا سيما بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة التي ستظل رواندا في تاريخها وصمة عار بعد عجزها في 1994 عن وقف المجازر على رغم انتشار 2500 من جنودها في رواندا.
وقررت فرنسا التي كانت في 1994 حليفة لنظام الهوتو المتطرف الذي يقف وراء حملة الإبادة وما زال دورها في هذه المجازر يثير جدالاً، السبت الماضي، في آخر لحظة عدم المشاركة في هذه المراسم.
وجاء قرار باريس التي أعلنت أن سفيرها في كيغالي سيمثلها، ردّاً على مقابلة صحافية اتهم فيها كاغامي فرنسا بأنها لعبت مع بلجيكا، القوة الاستعمارية سابقاً «دوراً مباشراً في إعداد الإبادة» وأنها شاركت «حتى في تنفيذها».
لكن السلطات الرواندية سحبت اعتماد السفير الفرنسي في كيغالي ميشيل فليش للمشاركة في المراسم ومنعته بذلك من تمثيل باريس.
وكانت وزيرة خارجية رواندا لويز موشيكيوابو رأت أن قرار فرنسا «لا مبرر له» ودعتها إلى «النظر مباشرة إلى الحقيقة» حول دورها في الإبادة. وقالت إنه «لا يمكن لبلدينا المضي قدماً… على حساب الحقيقة التاريخية للإبادة».
وأشاد الرئيس باراك أوباما بضحايا الإبادة مشدداً على أنها «هزت وعي العالم» وأنها «لم تكن مجرّد حادث ولا أمراً حتمياً».
ولطالما استفادت رواندا في علاقاتها الدبلوماسية من الشعور بالذنب لدى المجموعة الدولية التي لم تحرك ساكناً أمام المجازر.
وينتهي الحداد الرسمي في رواندا في الرابع من تموز في ذكرى السيطرة على كيغالي من قبل متمردي الجبهة الوطنية الرواندية بقيادة كاغامي. وشارك عدد كبير من الروانديين في الصلوات في الكنائس من أجل الضحايا.