أولى مناظرات كلينتون وترامب في سباقهما إلى البيت الأبيض
يلتقي المرشحان: الجمهوري، دونالد ترامب والديمقراطية، هيلاري كلينتون وجها لوجه، في مناظرة علنية للمرة ألأولى منذ انطلاق سباقهما الرئاسي، في الولايات المتحدة. ومن المقرر أن تقام الحلقة الأولى، من المناظرة، بين المرشحين في وقت متأخر، أمس، في جامعة هوفسترا بمدينة هيمبستيد ولاية نيويورك .
وبقرار اللجنة المعنية إجراء المناظرة بين المرشحين للرئاسة، ستنقسم الحلقة الأولى، من المناظرة المتلفزة، إلى ست مناقشات قصيرة، تستغرق كل منها 15 دقيقة. في بداية كل مناقشة، سيوجه الصحافي ليستر هولت، مقدم برنامج «المساء» على شبكة «إن بي سي» الأميركية، سؤالا إلى كلينتون وترامب، ليجيب كل منهما عليه، في غضون دقيقتين. ومن ثم ستتاح، لكل منهما، فرصة الرد على مواقف خصمه.
وحسب القواعد، يشارك في المناظرة المرشحون الآخرون، الذين خرجوا من السباق الانتخابي وأظهرت الاستطلاعات الأخيرة، للآراء، أن تأييد الناخبين لهم يزيد عن 15 في المئة. وتجدر الإشارة، إلى أن الاستطلاعات الأخيرة، تشير إلى أن ما بين 45-48 في المئة من الناخبين، يميلون لدعم كلينتون، فيما تراوحت نسبة التأييد لترامب، ما بين 39 و44 في المئة.
هذا، ولن يشارك في المناظرة، المرشحان الآخران في الانتخابات، غاري جونسون، مرشح «الحزب الليبرتاري» الأميركي، الذي يؤيده، حسب الاستطلاعات، 10 في المئة من الناخبين ومرشحة «حزب الخضر» جيل ستين، التي يدعمها أربعة في المئة فقط، من الناخبين.
ويتعين على كلينتون وترامب، أن يجيبا على حزمة من الأسئلة الملحة، في مقدمتها: العلاقات مع روسيا، محاربة الإرهاب ومعالجة قضايا الهجرة. ومن اللافت، أن أول مناظرة علنية بين المرشحين، تأتي بعد احتدام النقاش في الولايات المتحدة، حول مواقف ترامب من العلاقات مع روسيا، إثر تداول أنباء، غير مؤكدة، عن عقد لقاء سري بين كارتر بيج، أحد مستشاري ترامب، والمدير السابق للديوان الرئاسي الروسي، سيرغي إيفانوف. لكن حملة ترامب، سارعت إلى نفي انتماء بيج إلى فريق المرشح الجمهوري، في إطار السباق الرئاسي.
وعلى الرغم من هذا النفي القطعي، سبق لترامب أن تعهد، مرارا، ببناء علاقة بناءة مع موسكو والرئيس بوتين، في حال فوزه بالرئاسة.
بدورها، تتهم كلينتون القيادة الروسية، بأنها «تحاول أن تؤثر على العملية الانتخابية في الولايات المتحدة». لكنها تؤكد، في الوقت نفسه، انفتاحها على الحوار مع موسكو.
ومن المتوقع أن تتناول المناظرة، أيضا، موضوع مكافحة الإرهاب، بعد تفجيرات إرهابية في نيويورك ونيوجرسي، قبل أسبوع، أدت إلى إصابة أكثر من 30 شخصا. كما لا مفر من مناقشة قضايا الهجرة غير الشرعية، لاسيما اقتراح ترامب، المثير للجدل، حول بناء جدار على حدود الولايات المتحدة والمكسيك، لوقف تدفق المهاجرين. وهناك موضوع آخر، ازداد إلحاحا على خلفية الاضطرابات الأخيرة في عدد من المدن الأميركية، في ولايتي أوكلاهوما وكارولينا الشمالية، نتيجة حوادث قتل مواطنين أميركيين سود، برصاص الشرطة.
في غضون ذلك، أفاد الموقع الرسمي للحملة الانتخابية لكلينتون، أن منافسها ترامب، لا يحظى بدعم أي رئيس من رؤساء أميركا، الخمسة، الأخيرين.
وأشار الموقع، في تقرير أصدره، إلى أن ترامب لا يحظى بدعم الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما ولا بدعم الرؤساء الأميركيين السابقين الأربعة، الذين لا يزالون على قيد الحياة، بمن فيهم الجمهوريان: جورج بوش الأب وجورج بوش الأبن.
وذَّكر الموقع بتصريحات لأوباما، أكد فيها أن ترامب ليس مؤهلا لتولي زمام الرئاسة الأميركية، حيث قال، آنذاك، متوجها بكلامه إلى ترامب: طالما لم تجلس في هذا المقعد، لا تعرف كيف يمكن حل الأزمات العالمية.
وأشاد أوباما، في خطاب ألقاه أثناء مؤتمر الحزب الديمقراطي، بمهارات كلينتون، واصفا إياها بالشخصية الأكثر تأهلا في التاريخ الأميركي، لتسلم رئاسة البيت الأبيض.
بدوره، أعرب زوج المرشحة الديمقراطية، الرئيس السابق بيل كلينتون، أثناء أعمال المؤتمر، عن موافقته التامة على ما قاله الرئيس أوباما بحق ترامب، مؤكدا أن هيلاري تلقت تأهيلا غير مسبوق، واستفادت من الفرص المتاحة أمامها، في التقليل من الأخطار القائمة. مثمنا أيضا، مهارات زوجته في الشؤون المالية.
أما الرئيس السابق، الأخر، الديمقراطي جيمي كارتر، فقال إن هيلاري كلينتون كانت تظهر، دائما، الإرادة لمواجهة أخطر التحديات وحل المشاكل الأكثر تعقيدا. ووصف المرشحة الديمقراطية بأنها محام متخصص في حقوق الإنسان، تتميز بقلب قوي ويد أمينة.
من جانب آخر، أشار الموقع إلى أن الرئيسين الجمهوريين السابقين، جورج بوش الأب وجورج بوش الابن، لم يعبرا، حتى الآن، عن دعمهما لترامب رسميا، ممتنعين عن حضور مؤتمر حزبهما الجمهوري، الذي كرس لترشيحه ترامب . ومتجنبين المشاركة في حملته الانتخابية. وهو ما يراه الموقع، دلالة واضحة على وجود شك، لدى الرئيسين، في أهلية المرشح عن حزبهما.