المعلم: تغيير الرئاسة قرار شعبي سوري ومستعدون لحكومة موسَّعة
أكد الناطق باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، أنه يشعر بقلق بالغ إزاء الوضع في سورية، حيث يستغل الإرهابيون أي وقف لإطلاق النار، لإعادة تنظيم صفوفهم وشن هجمات ضد الجيش السوري.
بيسكوف، قال للصحافيين: الكرملين يرى أن الوضع معقد للغاية. نحن، بالأساس، قلقون من أن يستغل الإرهابيون أي وقف لإطلاق النار، لإعادة تنظيم صفوفهم وإعادة ملء ترسانات أسلحتهم، للإعداد، بشكل واضح، لشن هجمات.
وأكد المسؤول الروسي، أن الولايات المتحدة لم تفي بتعهدها بدفع الجماعات المسلحة، التي تمارس نفوذها عليها، للانفصال عن الارهابيين. وقال: وبسبب عدم الفصل بين المعتدلين والإرهابيين، يواصل الإرهابيون انتهاكاتهم ويواصلون هجماتهم. ومن الطبيعي أن تستمر الحرب على الإرهاب ويجب ألا تتوقف.
وأوضح أنه لا تجري، حاليا، تحضيرات لعقد اجتماع على أعلى مستوى، لبحث الأزمة السورية. وأن هذا الأمر، لا يمكن تحقيقه، إلا بعد تحديد المسؤولين عما يجري حاليا في البلاد.
أضاف: تبقى الأوضاع الآن مبهمة للغاية. ويتعين علينا، في البداية، التوصل إلى تفاهم، على مستوى الخبراء والقادة، بشأن أسباب المشاكل القائمة وتداعياتها، بالإضافة إلى تحديد مَن يتحمل المسؤولية عنها. ومن دون ذلك، سيكون عقد اجتماع، على أرفع مستوى، عديم الجدوى تماما.
وانتقد بيسكوف، التصريحات التي أدلى بها مندوبا الولايات المتحدة وبريطانيا، أثناء الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي، حول سورية واصفا إياها، بأنها: غير مقبولة إطلاقا. وقد تلحق أضرارا بالغة بالعملية السياسية في سورية وبالعلاقات الثنائية لهاتين الدولتين مع موسكو.
من جهته، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن بلاده كانت تأمل أن تستمر عملية القوات الجوية الفضائية الروسية، في سورية، بضعة أشهر. وأنه لا تلوح في الافق نهاية لهذا العمل، بعد. وأعمال واشنطن وتحالفاتها في سورية، غير قانونية.
من ناحية أخرى، أكد بوغدانوف، أنه لا توجد أسباب قانونية لعمل التحالف بقيادة الولايات المتحدة، في سورية. وقال: لا يوجد أي أساس قانوني لهذه الأعمال. ولا يوجد طلب من القيادة الشرعية في سورية. ولا قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. لذلك، هذا التدخل غير مدعوم بأي أساس قانوني دولي.
أضاف، إن «البعض يقول، إن القيادة الحالية في دمشق فقدت شرعيتها، لكن هذه تصريحات عاطفية. وعلاوة على ذلك، في بعض البلدان، مثل فرنسا، تم تسليم سفارة الجمهورية العربية السورية إلى أيدي المعارضة وهذا يعني أنهم هم من قرر من هو الممثل الشرعي، ومن هو ليس كذلك».
وأشار بوغدانوف، إلى أن البعض يقول بأن هناك خطة «ب»، بشأن التسوية السورية. ويعول بذلك، على الحل العسكري للصراع. مضيفا: يقول بعض المسؤولين الأميركيين، أن المعارضة ليست، بحد ذاتها، من فكر بخطة «ب». وأن ما اتفقنا عليه هو لعبة ولنرى ما يحدث، لكن في الواقع، قد يكون أحد بانتظار وصول الإدارة الجديدة، التي سوف تتخذ مواقف أكثر صرامة. وقد يكون الاعتماد على الحلول العسكرية.
وأعلن أن مكافحة الإرهاب في سورية، يجب أن تحافظ على آفاق التسوية السياسية، للأزمة، في هذا البلد. وقال: عمليتنا في سورية موجهة، فقط، لمحاربة الإرهاب. وندعو شركاءنا الدوليين والغربيين والإقليميين: العرب والأتراك، أن ينطلقوا من حقيقة أن محاربة الإرهاب، يجب أن تحافظ على آفاق التسوية السياسية للأزمة.
وأعرب عن تأييد بلاده لتفعيل عمل فريق المبعوث الأممي، مع الحكومة السورية والمعارضة. وقال: لقد تحدث دي ميستورا، مجددا، عن أن المحادثات يجب أن تكون مباشرة، بين وفود الحكومة والمعارضة. مضيفاً: نحن لا نعارض بالطبع، يجب دعمهم. وأردف: لكن هذا يتطلب العمل مع ممثلي القوى السياسية السورية، هذا هو تكليف المجتمع الدولي الممنوح لدي ميستورا وفريقه. لذا، نحن نؤيد أن ينشطوا، أكثر، في العمل بهذا الاتجاه.
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن من السابق لأوانه اعتبار الاتفاق الروسي الأميركي، حول سورية، ميتا. مؤكدا أن موسكو مازالت متمسكة بالحل السياسي وأنه لا يعتقد أن الأميركيين، من جانبهم، يعتبرون الاتفاق ميتا.
لافروف، اعتبر أن خطوات واشنطن، الأخيرة، تدل على رغبتها في طرح شروط إضافية، للبدء في تنفيذ الاتفاق حول سورية. ورفض هذا التوجه، مشددا على أن الاتفاق، بشكله النهائي، يعطي الأولية للفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين.
الوزير الروسي، أكد أن واشنطن لم تعد تلعب دورها غير المنحاز، كأحد الرئيسين المناوبين لمجموعة دعم سورية، بل تلعب «في مرماها» فقط. معتبراً أن الدعوة الأميركية لاجتماع طارئ في مجلس الأمن، جاءت بغية «صرف الانتباه عن الهجمات على الجيش السوري في دير الزور».
وأكد أن موسكو تصر على إجراء تحقيق دقيق، في ملابسات استهداف قافلة المساعدات الإنسانية، في حلب. وقال: لماذا احتاجوا إلى عقد اجتماع جديد لمجلس الأمن؟ يمكننا أن نخمن فقط، لكنني أعتقد أنه ليس من الصعب أن تفترض ما هو السبب. من الواضح أن الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، لا ينجح في تطبيق التزاماته.
أضاف، في معرض تعليقه على الغارة التي استهدفت قافلة المساعدات: لا أريد أن أوجه أصابع الاتهام إلى أحد، لكننا نعرف جيدا مهارات القنوات الغربية ومنها «سي. إن. إن» و «بي. بي. سي» في التلاعب بالوقائع وسنصر على إجراء تحقيق دقيق.
وأعاد لافروف، إلى الأذهان، أن التقارير التي بثتها القنوات الغربية، كانت تظهر شاحنات مدمرة وتزعم أنه تم العثور على بقايا قنبلة روسية الصنع، ألقيت من طائرة حربية، في مكان استهداف قافلة المساعدات. وتساءل قائلا: إذا كان ذلك ضربة جوية، فأين الحفر في الأرض؟ ولفت إلى أن اللقطات الأولى التي بثتها قناة «أي. بي. سي» كانت تظهر، أيضاً، آثار غبار آلومينيوم، تشبه ما تتركه وراءها الذخيرة المستخدمة من قبل الطائرات بلا طيار، من طراز «بريداتور» الأميركية.
واستغرب رد فعل نظيره الأميركي، جون كيري، على مطالب روسيا، بإجراء التحقيق في الهجوم، موضحا: قال زميلي الطيب جون كيري، بصورة لا تشبه أسلوبه العادي، أنه من الممكن إجراء التحقيق، لكنهم يعرفون من فعل ذلك، إما الجيش السوري، أو روسيا. ولذلك، تُعتبر روسيا مذنبة في أي حال من الأحوال! مرجحاً، أن يكون كيري، تحت ضغوط شديدة من جانب «الآلة العسكرية الأميركية».
وبشأن التعاون مع الأميركيين، أعلن لافروف، أنه تلقى تأكيدات كثيرة، حول دعم الرئيس أوباما للتنسيق مع روسيا. وهو أكد ذلك، بنفسه، خلال اللقاء مع الرئيس بوتين، في الصين. وأردف، قائلا: يبدو أن العسكريين الأميركيين لا يصغون للقائد الأعلى أوباما بشكل مطلق.
وقال، أنه لم يعد واثقا، مئة في المئة، باستعداد واشنطن لضرب تنظيم «جبهة النصرة» في سورية. وذكر بأن كيري، يكرر له خلال كل لقاء بينهما، أن «النصرة» تمثل تهديدا لا يقل عن خطر «داعش» لكن رغم تلك التأكيدات، الجيش الأميركي لا يستهدف «النصرة». وذكر بأن إرهابيي «النصرة» استغلوا فترات الهدنة للحصول على تعزيزات وأموال إضافية من الخارج.
واستدرك قائلا: إنها دائرة مفرغة. كل مرة، عندما توجه روسيا، أو الطيران السوري، ضربات إلى مواقع «النصرة»، يبدأون بالصراخ ويتهموننا بأننا نضرب المعارضة الوطنية، وندفعها بذلك، إلى أحضان «النصرة».
وفي سياق متصل، أعرب لافروف عن أسفه لانجرار دي ميستورا وراء مطالب «مجموعة الرياض» للمعارضة، معتبراً، أن هذه المجموعة، تعمل، منذ أيار الماضي، على تخريب عملية التفاوض. وتابع: إنه أمر مؤسف أن ينجر المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، وراء مطالبهم وأن يلقي بالمسؤولية على الروس والأميركيين. إنه موقف عديم المسؤولية.
وتأتي التصريحات الروسية، في وقت أكد فيه وزير الخارجية السورية وليد المعلم، إن «الاتفاق الروسي – الأميركي لم يمت بعد، إذّ ما زالت هناك اتصالات بين وزيري الخارجية الروسي والأميركي. وقد يعقد لقاء بين الوزيرين، إذا قررّت أميركا إخراج ملف الحوار السوري – السوري من موضع كونه رهينة لديها.
ولفت المعلّم، إلى أن الأميركيين والفرنسيين والبريطانيين، دعوا لجلسة مجلس الأمن، دعماً للمنظمات الإرهابية في سورية. في وقت أرادت فيه واشنطن، في مجلس الأمن، إتهام روسيا بعد، أن نجح لافروف في إحراجهم، بتنصلهم من الاتفاق.
وأكّد الوزير السوري، أن الغارات الأميركية ضد الجيش السوري، في دير الزور، متعمّدة وجرى تنسيقها مع تنظيم «داعش»، الذي جاء بعد ساعة للإستيلاء على المنطقة. مؤكداً أن الغارات، أوضحت من دون لبس، النوايا الأميركية، قبل يومين، من إنتهاء الهدنة.
واعتبر المعلم، أن أميركا هي التي «تقود المؤامرة على سورية ومعها دول غربية ودول اقليمية معروفة». مضيفاً: إنها تزوّد الارهابيين بالسلاح وتموّلهم وتدخلهم عبر الحدود بالآلاف. مؤكداً، في الوقت نفسه «أن تركيا دولة محتلة لأراضينا، وهي دولة عدوة، لانها تسهّل دخول الارهاب الى أراضينا».
وذكّر بأن المبعوث الأممي إلى سورية، ليس طرفاً، بل هو وسيط أممي عليه الالتزام بدوره، كشف أنه لم يحدد موعداً للمبعوث الأممي إلى سورية وعزا الأمر، إلى أن الأخير «يماطل، منذ شهر أيار الماضي، في الدعوة إلى إجراء الحوار السوري، بانتظار ضوء أخضر أميركي.
وفي السياق، أكد أنه ألغى موعداً مع الامين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، على خلفية مواقفه ضد سورية. وأتهمه «بالتهجّم على سورية من دون سبب». وبأنه يبحث عن «رضا أميركي لضمان مستقبله السياسي في كوريا».
وفي شأن متصل، قال المعلم: أننا جاهزون لتشكيل حكومة موسعة، تشكل لجنة دستورية لوضع دستور جديد للبلاد. ونؤيد إجراء استفتاء شعبي على الدستور الجديد، ثم تُجرى انتخابات برلمانية. وبعدها تؤلف حكومة جديدة.
وأكدّ أن «تغيير الرئاسة في سورية ليس بيد أحد، بل هو قرار الشعب السوري»، قائلاً: إننا «نحن نمثل الشرعية في سورية ومن يريد أن يمارس مواطنته السورية، عليه ان يأتي الى الركب».
وكانت رئيسة مجلس الشعب السوري، هدية عباس، قد كشفت عن امتلاك دمشق معلومات هامة حول الغارات الأميركية، على دير الزور. وقالت: لدينا أدلة، فيما يخص تعمّد أميركا ضرب الجيش السوري، في دير الزور، سنكشفها في الوقت اللازم. مضيفةً: إنّ الجيش السوري تنصت على المكالمات بين الأميركيين و«داعش» قبل غارات دير الزور. وإنّ القوات الأميركية وجّهت «داعش» لمهاجمة الجيش السوري، بعد تنفيذ الغارات على مواقعه.
إلى ذلك، نقلت مجلة «فوكوس» الألمانية عن قيادي في تنظيم «جبهة النصرة» الارهابي، تأكيده «أن التنظيم ممتعض من تراجع تدفق الأسلحة من الأميركيين». مضيفا: إن المساعدات «ليست بالشكل المرغوب فيه».
وتابعت المجلة، أن القيادي في التنظيم قال للصحافي يورغين تودنهوفر، الذي يعمل لصالح صحيفة «K lner Stadt-Anzeiger»: «أعطونا الصواريخ بشكل مباشر. نحن نقدّر للأميركيين وقوفهم إلى جانبنا». وفي الوقت نفسه، اشتكى من أن التعاون مع الأميركيين يتطور، ليس بالصيغة التي يريدها التنظيم.
وأوضحت المجلة، أن الصحافي أجرى المقابلة مع القيادي في التنظيم منذ عشرة أيام، أي قبل الهجوم الغامض على قافلة مساعدات أممية، في محيط حلب. مشيرة إلى قول، هذا المسلح، آنذاك، إن «النصرة» لن تسمح للقافلة بالدخول إلى حلب، إلا بشرط انسحاب الجيش السوري من مواقعه. وهدد باحتجاز سائقي الشاحنات في حال دخول القافلة للمدينة، بلا موافقة «النصرة».