مصير المخطوفين إلى المجهول!

بعد استلام عائلة الشهيد الرقيب علي السيد جثة ابنهم مقطوعة الرأس، دبّ الذعر في قلوب أهالي الجنود المخطوفين. إذ حتى الآن، لم يتلق الأهالي أيّ تطمينات من الحكومة. وبعد تهديد «داعش» بقتل الجنود المحتجزين، ثار أهاليهم وانتفضوا في وسط بيروت مطالبين بالعمل جدّياً على الإفراج الفوري عن أبنائهم، عبر مقايضة أو من دون مقايضة، مشيرين إلى أنهم جميعاً وراء قائد الجيش العماد جان قهوجي.

ولفت بيان بِاسم الأهالي إلى أنّ لديهم مبادرة تتضمن اعتقال جميع الوزراء ومبادلتهم بالجنود المحتجزين عند المسلحين. بيان الأهالي هذا أثار ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، واعتبر بعض الناشطين أنّ هذا الاقتراح هو الأفضل حتى الآن، فيما اعتبر آخرون أنّ هذا الاقتراح يثير تساؤلاً هاماً: في أيّ بلد نعيش؟

Post

حتى الآن، لا بصيص أمل لحلّ أزمة الجنود المخطوفين، والتسوية التي سمحت بفرار المسلّحين وبحوزتهم الجنود، هي التي تؤجج نيران أهالي المخطوفين. نحن اليوم أمام وضع خطِر قد يذهب بنا إلى الأسوأ، فهل تقبل الدولة بمطالب «داعش»؟ أم تواجهه؟

قصة المطامع الأميركية

جون دايفسون روكفلر 8 تموز 1839 ـ 23 أيار 1937 ويعرف أيضاً بـ«جون د. روكفلر الأب» تمييزاً له عن ابنه جون د. روكفلر الإبن 1874 ـ 1960 . كان من كبار رجال الأعمال والصناعيين في الولايات المتحدة الأميركية، لعب دوراً محورياً في تأسيس صناعة النفط وذلك عن طريق شركة «ستاندرد أويل» التي أسّسها عام 1870 في كليفلاند في ولاية أوهايو الأميركية. وتمكّن روكفلر من السيطرة على نحو 90 في المئة من صناعة تكرير النفط في الولايات المتحدة بحلول عام 1879.

نبذة صغيرة عن روكفلر تكفي لمعرفته، لكن ليس المهمّ ممّا ذكرناه التعرّف إلى روكفلر ولا إلى طريقته في السيطرة على صناعة النفط الأميركية. بل ما يهمّنا، هذا التعليق للزميلة ضياء شمس. ربّما من يقرأ القصة يعتبرها عادية جداً، لكنها قصة عميقة تفسّر لنا العقلية الأميركية التي تسعى إلى الأخذ دائماً وبرضى العاطي لتنعم بالكثير. هي جدلية فلسفية تفسّر لنا كيف أن البعض من الحكّام العرب والسياسيين اللبنانيين يسلّمون لأميركا فيعطونها ما تريد من دون أيّ اعتراض أو أدنى رفض، وهي تأخذ برضى تام وبطمع أكبر. لا تحتاج هذه القصة الأميركية إلى الكثير من التفسير، يكفي أن نقرأها بإمعان لنفهم معنى الطمع الأميركيّ.

غزل موسميّ

لكلٍّ طريقته في الغزل، فثمة شخص يتغزّل بحبيبته ذاكراً الشمس والقمر والهواء وجمال الطبيعة. وآخر يستخدم أوصاف المأكولات الشهيّة واللذيذة، وآخر يمدح جمالها وفكرها وحوارها. وكلّ نوع من الغزل له طريقته في التعبير عن المشاعر العميقة التي تختلج صدر أيّ واحد منّا. لكن ماذا عن الغزل الحديث المرتبط بالأوضاع العامّة. يجب ألّا نُفاجأ إن ارتبط التعبير عن الحب بالأزمات التي نعيشها.

هنا تعليق فكاهيّ يعبّر عن الحالة المزرية التي يعيشها اللبناني اليوم في بلد المياه. هذا الناشط، ولكثرة ما يرى شاحنات لتعبئة الماء النظيفة، قرّر أن يقدّر حبّه لحبيبته بعددِ هذه الشاحنات. في الحقيقة، هي ليست نكتة مضحكة، إذ تذكرنا بمأساتنا اليومية في ظلّ غياب أبسط الوسائل المريحة في لبنان. منذ أشهر ونحن نسمع انتقادات المواطنين حول موضوعيّ الماء والكهرباء ولا حلّ لهاتين المأزومتين.

Post

يبدو أنّ كلّ شيء سيتغير من حولنا بدءاً بالتعبير عن المشاعر إلى حلّ الأزمات المحيطة بنا، ولا سبيل لنا إلّا الدعاء في بلد الفراغ من كلّ شيء إلاّ من الموارد الطبيعية المسروقة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى