هل يبلغ الجنون بواشنطن حدّ استخدام النووي؟
نشرت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية تقريراً تناولت فيه ريبورتاجاً لقناة «سي بي إس نيوز» التلفزيونية الأميركية عمّن وكيف يتّخذ قرار استخدام السلاح النووي؟ وما هي عواقبه على الحضارة؟ وقالت الصحيفة إنّ القناة بثّت تقريراً مصوّراً عن المنشآت العسكرية السرية في الولايات المتحدة، حيث التقت قائد القيادة الاستراتيجية الأميركية الأدميرال سيسيل هايني، الذي تخضع لأمرته الغواصات الذرية والقاذفات النووية، وكذلك الصواريخ البالستية العابرة للقارات.
ديفيد مارتن، الذي أعدّ الريبورتاج لبرنامج «ستون دقيقة»، حاول أن يشرح للمشاهدين مدى عَظمة جبروت المقدرة النووية للولايات المتحدة. والمثال الأول لذلك غواصة «كنتوكي»، المحملة بترسانة تتألف من 200 رأس نووية. ويروي بحماسة قائد الغواصة العميد بحري براين فريك: الرؤوس النووية، التي تستطيع حملها صواريخي، جبارة جداً. إنها أقوى بكثير من تلك القنبلة ، التي ألقيت على هيروشيما.
ويؤكد معدّ الريبورتاج أن غواصات عدّة من هذا النوع وفي وقت واحد تختبئ في نقاط مختلفة من المحيط العالمي.
وحول سؤال عمّن يملك الحق باستخدام السلاح النووي الأميركي؟ وكيف يتخذ القرار بتوجيه ضربة نووية؟ قال قائد القيادة الاستراتيجية للولايات المتحدة سيسيل هايني إن رئيس الولايات المتحدة وحده يملك الحق بإعطاء مثل هذا الأمر.
إلى ذلك، تطرّقت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية إلى مشروع قانون أميركي يقضي بتمديد العقوبات على موسكو إلى حين إعادتها شبه جزيرة القرم إلى كييف. وقالت الصحيفة إنّ الغرفة الدنيا من الكونغرس الأميركي مجلس النواب أقرّت بالإجماع قانونا حول «دعم الاستقرار والديمقراطية في أوكرانيا»، والذي يتم بموجبه تمديد العقوبات ضد روسيا، ما لم تُعد القرم إلى أوكرانيا. كما تتضمن الوثيقة فقرة تشير إلى أن مدة العمل بالقانون هي خمس سنوات من بدء سريان مفعوله. أي أن تعديل أي شيء خلال هذه المدة سيكون مستحيلاً. وحذّر عضو مجلس الشيوخ أحد مقترحي مشروع القانون إليوت أنغل قبل التصويت عليه من الانخداع بنوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي داس على سيادة جيرانه، وخلق تهديداً حقيقياً للولايات المتحدة. وقال: لعلّ أكثر جرائمه فظاعة، احتلال روسيا غير الشرعي للقرم وقسماً من شرق أوكرانيا. وبحسب كلمات أنغل، فإن العقوبات تنظر تعقيد حصول روسيا على المعدّات العسكرية أو الخدمات من دول الناتو، وكذلك معاقبة الروس، المشتبه في انتهاكهم حقوق الإنسان. بيد أن أنغل لم يستبعد إمكان تخفيف الإجراءات الموجهة ضدّ روسيا. ولذلك يجب على موسكو الالتزام باتفاقيات مينسك.
«روسيسكايا غازيتا»: حديث عن جاهزية الولايات المتحدة لتوجيه ضربة نووية عالمية
تناولت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية ريبورتاجاً لقناة «سي بي إس نيوز» التلفزيونية الأميركية عمّن وكيف يتّخذ قرار استخدام السلاح النووي؟ وما هي عواقبه على الحضارة؟
وجاء في المقال: بثّت قناة «سي بي إس نيوز» التلفزيونية الأميركية ريبورتاجاً عن المنشآت العسكرية السرية في الولايات المتحدة، حيث التقت قائد القيادة الاستراتيجية الأميركية الأدميرال سيسيل هايني، الذي تخضع لأمرته الغواصات الذرية والقاذفات النووية، وكذلك الصواريخ البالستية العابرة للقارات.
ديفيد مارتن، الذي أعدّ الريبورتاج لبرنامج «ستون دقيقة»، حاول أن يشرح للمشاهدين مدى عَظمة جبروت المقدرة النووية للولايات المتحدة. والمثال الأول لذلك غواصة «كنتوكي»، المحملة بترسانة تتألف من 200 رأس نووية. ويروي بحماسة قائد الغواصة العميد بحري براين فريك: الرؤوس النووية، التي تستطيع حملها صواريخي، جبارة جداً. إنها أقوى بكثير من تلك القنبلة ، التي ألقيت على هيروشيما.
ويؤكد معدّ الريبورتاج أن غواصات عدّة من هذا النوع وفي وقت واحد تختبئ في نقاط مختلفة من المحيط العالمي.
وحول سؤال عمّن يملك الحق باستخدام السلاح النووي الأميركي؟ وكيف يتخذ القرار بتوجيه ضربة نووية؟ قال قائد القيادة الاستراتيجية للولايات المتحدة سيسيل هايني إن رئيس الولايات المتحدة وحده يملك الحق بإعطاء مثل هذا الأمر.
وقد جذبت انتباه ديفيد مارتن في مركز العمليات الاستراتيجية الأميركية لائحة إلكترونية مكتوب عليها: ضربة حمراء. وقت الضربة الزرقاء. المسافة الآمنة. وأوضح العسكريون الأميركيون في المركز أن الضربة الزرقاء تعني ـ كل هجوم أميركي مضاد.
ويقول معدّ البرنامج ديفيد مارتن إن المقدّم كريستوفر غيلان على استعداد لتقديم خيارات للضربة النووية الانتقامية، وكما يذكر، فإن المقدم كريستوفر خبير مختص في اتخاذ التعليمات التوجيهية لدى اتخاذ قرار استخدام السلاح النووي ومعاينة مستوى الجاهزية العسكرية لكافة أشكال القوى النووية الأميركية بشكل عام.
و يقول المقدم كريستوفر غيلان إن «الكتاب الأسود» يضمّ في طيّاته سرداً لكل شيء بشكل محدد ودقيق، مثل: أي أنواع الأسلحة يجب أن تستخدم؟ ويضيف: علينا أن نكون جاهزين للإجابة على أسئلة الرئيس العديدة والمختلفة حين يحلّ الأوان.
وفي نهاية البرنامج، يجري مارتن مقابلة مع ويليام بيري وزير الدفاع الأميركي السابق، والذي كان أحد المطورين الرئيسين للسلاح النووي خلال فترة الحرب الباردة.
وقد علق ويليام بيري حول هذا الموضوع قائلاً إن الرئيس الأميركي يملك من الوقت ما يقل عن عشر دقائق من أجل اصدار أمر استخدام السلاح النووي. وعن سؤال معدّ الريبورتاج عن تزايد مخاطر تفجر الوضع العالمي في هذه المرحلة من الزمن! أجاب ويليام بيري قائلاً: لم يحدث أي تغيّر ملموس، ونحن لا نزال نعتمد كما عهدنا سابقاً مبدأ الإطلاق لدى استلام إشارة التحذير ـ الرد بسرعة البرق. جوهرياً لم يتغير شيء.
واعترض مارتن مقاطعاً: هل تلاشت ترسانة السلاح النووي؟. ويردّ بيري: السلاح يكفي لتدمير ومحو الحضارة الانسانية كلها عن سطح الأرض، ولا يحتاج هذا الأمر إلى الكثير.
نحن، وكما كان سابقاً، لدينا في خدمة الطوارئ ما يفوق 1000 رأس نووية على أهبة الاستعداد من أجل الانطلاق.
«كمسمولسكايا برافدا»: واشنطن تهدي موسكو عقوبات خالدة وأوكرانيا أسلحة قاتلة
تطرّقت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية إلى مشروع قانون أميركي يقضي بتمديد العقوبات على موسكو إلى حين إعادتها شبه جزيرة القرم إلى كييف.
وجاء في المقال: أقرت الغرفة الدنيا من الكونغرس الأميركي مجلس النواب بالإجماع قانونا حول «دعم الاستقرار والديمقراطية في أوكرانيا»، والذي يتم بموجبه تمديد العقوبات ضد روسيا، ما لم تُعد القرم إلى أوكرانيا. كما تتضمن الوثيقة فقرة تشير إلى أن مدة العمل بالقانون هي خمس سنوات من بدء سريان مفعوله. أي أن تعديل أي شيء خلال هذه المدة سيكون مستحيلاً.
وحذّر عضو مجلس الشيوخ أحد مقترحي مشروع القانون إليوت أنغل قبل التصويت عليه من الانخداع بنوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي داس على سيادة جيرانه، وخلق تهديداً حقيقياً للولايات المتحدة. وقال: لعلّ أكثر جرائمه فظاعة، احتلال روسيا غير الشرعي للقرم وقسماً من شرق أوكرانيا.
وبحسب كلمات أنغل، فإن العقوبات تنظر تعقيد حصول روسيا على المعدّات العسكرية أو الخدمات من دول الناتو، وكذلك معاقبة الروس، المشتبه في انتهاكهم حقوق الإنسان. بيد أن أنغل لم يستبعد إمكان تخفيف الإجراءات الموجهة ضدّ روسيا. ولذلك يجب على موسكو الالتزام باتفاقيات مينسك.
يقول المحلل السياسي سيرغي ميخييف إنه من الواضح أن الأميركيين لم يفرضوا العقوبات لكي يلغوها. لا سيما أنها أداة ضغط رائعة، وسيبقونها مدة طويلة. ويضيف ميخييف: ما دام الحديث يدور عن إعادة القرم، فإن ذلك يعني أن العقوبات ستستمر إلى الأبد، وأن روسيا ستفقد كل حافز لتنفيذ اتفاقيات مينسك. والسؤال الآخر الذي يطرح نفسه هل سيوقّع الرئيس كل هذا؟ أنا أعتقد أن أوباما قد يترك وجع الرأس هذا لخلَفه.
في هذه الأثناء، من بين الوسائل التي ينظرها القانون لمساندة أوكرانيا، يُذكر توريد أسلحة فتاكة إليها أيْ أسلحة قتل: أسلحة نارية، دبابات، مدافع. وكانت واشنطن حتى الآن ترسل إلى كييف وسائل الحماية، الألبسة العسكرية والمدربين العسكريين . ومن قبل، تحدث الأمين العام للناتو أنديرس فوغ راسموسين عن مثل هذا الاحتمال، الأمر الذي ردّت عليه موسكو بسلبية فائقة، ورأته خطوة نحو مفاقمة النزاع في دونباس.
من جانبه، علق الخبير العسكري بوريس يولين، قائلاً إن ذلك يعني أن الولايات المتحدة قررت مواصلة الحرب في أوكرانيا، وإن احتياطي الأسلحة السوفياتية، التي كانت لدى كييف بكميات ضخمة، على وشك النفاد.
وأضاف: إذا وافق مجلس الشيوخ والرئيس على هذا المقترح، فإن واشنطن ستبدأ بتوريد الأسلحة إلى طغمة كييف بكثافة أكبر ما يكفل التصعيد المطَّرد للنزاع المسلح.
«روسيسكايا غازيتا»: حرب… لا حرب!
تطرّقت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية إلى الاضطرابات التي تشهدها مدينة شارلوت الأميركية بعد مقتل مواطن أفروأميركي، وسألت: ما هو هذا إن لم يكن حرباً؟
وجاء في المقال: لليوم الثاني تستمرّ الاضطرابات في مدينة شارلوت الأميركية الصغيرة بعد إعلان سكانها العصيان على إثر مقتل الأفروأميركي الأب لسبعة أولاد كيث لامونت سكوت.
ويشير تقرير شرطة المدينة إلى أن رجال الشرطة شاهدوا مساء يوم 20 أيلول الجاري سكوت يخرج من السيارة وبيده سلاح، ما اضطرهم إلى إطلاق عدة عيارات نارية تحذيرية لكي يرمي سلاحه، لكنه لم يحرك ساكناً، عندها أطلق رجال الشرطة النار عليه وأردوه قتيلاً.
وقال رئيس شرطة المدينة كير بوتني للصحافيين إن الأدلة في مكان الحادث تؤكد صحة ما جاء في تقرير رجال الشرطة. ولكنه اعترف في الوقت نفسه بأنه شاهد شريط فيديو كاميرا المراقبة ولم يلاحظ سلاحاً في يد سكوت. وقال إن شريط الفيديو الذي شاهدته لا يؤكد أن سكوت وجّه سلاحه نحو رجال الشرطة. ويمكنني القول إن باقي الأدلة تؤكد ما جاء في التقرير الذي قدّمناه عن الحادث. ومع ذلك، رفضت الشرطة نشر شريط الفيديو من دون مبرّرات خاصة، ولكن بوتني وعد بعرض الشريط على من له علاقة بالتحقيق في الحادث كافة، وكذلك أسرة القتيل.
من جانبهم، يصرّ أقارب القتيل وجيرانهم على رواية مغايرة للحادث. يقول شهود عيان إن رجال الشرطة كانوا يلاحقون شخصاً آخر مشتبه فيه، لكنهم شاهدوا سيارة سكوت الذي كان ينتظر أحد أبنائه أمام المدرسة، والمسدس الذي شاهده رجال الشرطة في يده كما يقولون، في الواقع كان كتاباً لا مسدساً. ويؤكد الشهود أن الشرطة قتلت سكون من دون سبب.
وتثير مثل هذه الحوادث في الولايات المتحدة استياء المواطنين البسطاء الذين لم يعودوا يثقون بالشرطة. وهذه المرة، صبّت ليريك ـ ابنة سكوت ـ الزيت على النار، حين كتبت: لقد قتلوا أبي أمام عيني، وبعد ثوان انتشر في شبكات التواصل الاجتماعي البثّ المباشر وهي تصرخ والدموع تنهمر من عينيها: لقد قتلوا أبي لأنه أسود. لقد كان جالساً في سيارته ويقرأ كتاب أمّي. ولكنهم أطلقوا عليه النار وقتلوه، وهذا ما حدث.
بعد بضع ساعات على هذه الكلمات، خرج أقارب عائلة سكوت وأصدقاؤها وجيرانها إلى الشارع في تظاهرة احتجاجية، كانت في البداية سلمية. ولكن بعد فترة أصبح صعباً السيطرة على التظاهرة، حيث ذهب قسم من المشتركين في التظاهرة إلى الكنيسة لتكريم ذكرى الفقيد، ونصف المشاركين استمروا في الفعالية وبدأوا يحطمون واجهات المحال التجارية ومهاجمة رجال الشرطة بالحجارة والألعاب النارية. وردّ رجال الشرطة على ذلك باستخدام الهراوات المطاطية والغاز المسيل للدموع.
وبحسب بعض شهود عيان، استخدم رجال من الشرطة الأسلحة النارية أيضاً. وبسبب هذه الاضطرابات قرّر محافظ ولاية كارولينا الشمالية بيت ماكروري إعلان حالة الطوارئ في مدينة شارلوت تلبية لطلب رئيس شرطة المدينة بوتني. كما أمر بإرسال الحرس الوطني ودوريات الطرق في الولاية إلى شارلوت لمساعدة شرطة المدينة.
وتشير «رويترز» إلى أن الوضع ما زال متوتراً في المدينة، حيث جرح نتيجة الصدامات مع الشرطة 9 أشخاص واعتقل 44 آخرون في اليوم الثاني للاضطرابات، وفق آخر المعلومات. وقد فند مجلس المدينة الأنباء عن مقتل أحد المتظاهرين، وأكد أنه في المستشفى وحالته حرجة، ولكنه لا يزال على قيد الحياة.
«غارديان»: معسكرا مرشّحَي الرئاسة الأميركية يبدآن القتال القذر قبيل المناظرة المرتقبة بينهما
نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية مقالاً لديفيد سميث قال فيه إن الانتخابات الأميركية تحوّلت إلى نِزال قذر بعدما أظهرت نتائج الاستطلاعات وجود فارق ضئيل من الأصوات بين المرشّحين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، وذلك قبيل مناظرتهما التلفزيونية المرتقبة.
وأضاف أن المرشحين تبادلا التهديدات بينهما، ففي وقت هدّد معسكر كلينتون باستضافة مارك كوبين الذي يعدّ من أشهر منتقدي ترامب، هدّد معسكر المرشح الجمهوري باستضافة جنيفر فلاورز التي يزعم أنها أقامت علاقة غير شرعية مع الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون عام 1980.
ونقلاً عن منظّمي حملة ترامب، فإن فلاورز لم تُدعَا، إلا أنه من الممكن أن تحضر المناظرة كأيّ مواطن أميركي دفع ثمن تذكرة حضور المناظرة.
وأشار كاتب المقال إلى أن ترامب سيواجه أسئلة صعبة حول علاقاته التجارية مع روسيا وثنائه المتواصل على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويرى كاتب المقال أن المناظرات الرئاسية بالنسبة إلى كلينتون أمر بسيط لأنها متمرّسة في هذا المجال، إلا أن الأمر مختلف تماماً بالنسبة إلى ترامب.
«تلغراف»: حزب العمال في ارتباك
تناولت العناوين الرئيسة في أبرز الصحف البريطانية أمس، إعادة انتخاب جيريمي كوربين لزعامة حزب العمال البريطاني، وعلى إثر هذا الفوز على سياسة الحزب الذي يمثل حكومة الظل المعارضة في البلاد.
فقد أشارت افتتاحية «تلغراف» إلى ما يقوله منتقدو كوربين إنه يجب على الحزب الآن قبول النتيجة والمضيّ قدماً بعدما حسمت المعركة الانتخابية لصالحه بحصوله على نحو 62 في المئة من الأصوات أمام منافسه الوحيد أوين سميث، رغم الحملات التي شنّت ضدّه من قبل الإعلام وتصويت غالبية نواب الحزب ضدّه بعدم الثقة.
وألقت الصحيفة بلائمة الفوضى التي يعيشها الحزب على النواب، لأنهم يؤكدون أن الخطأ يكمن في القواعد التي أدخلها زعيم الحزب السابق إد ميليباند لأنها سمحت لكل من هبّ ودبّ بالتوقيع كأعضاء وتعزيز ناخبي الحزب باليساريين الذين أصبحوا غالبية فيه، ثمّ وقعوا في الفخّ الذي نصبوه بأيديهم، وأيّ محاولة أخرى لإقصائه محكوم عليها بالفشل.
وخلصت الصحيفة إلى أن الواقع المرير أن الغالبية العظمى من ممثلي الحزب المنتخبين لا يعتبرون كوربين زعيماً مناسباً لحزبهم ناهيك عن البلد.
أما افتتاحية «فايننشال تايمز» فقد اعتبرت فوز كوربين للمرة الثانية مثبطاً للهمة بقدر ما هو متوقع، ومع ذلك سيستمر أكثر من قبل في بناء حزب معارض.
وأشارت الصحيفة إلى حديث كوربين عن وحدة ورأب صدع الحزب بعد هذه الانتخابات، وأنه يجب عليه أولاً كبح أنصاره الأكثر فصاحة الذين يواصل الكثير منهم الضغط على أولئك المعارضين لمشروعه السياسي، وأضافت أن العلاقة بين القيادة والحزب البرلماني ـ الذي لا تؤيد غالبيته كوربين ـ تتطلب أيضاً اهتماماً كبيراً بإظهار جدّيته بمدّ غصن الزيتون لنواب الحزب.
من جانبها، دعت افتتاحية «غارديان» إلى اجتماع الحزب الذي يمثل المعارضة الرئيسة في البلاد على كلمة سواء، ورأت أنه يتعين على كوربين الآن إظهار كيف سيقود الحزب في الحكومة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا كان هدف الحزب إحداث تغيير في المجتمع وتشكيله ليعكس القيم الأيديولوجية الخاصة به فقد تبدو المعارضة البرلمانية حينئذ في المكان الخطأ.
وفي السياق، كتبت «تايمز» في افتتاحيتها أيضاً أن تأكيد كوربين كزعيم لحزب العمال يبيّن أن المعارضة الآن في قبضة أفراد لا يحترمون المهمة التاريخية للحزب، واعتبرته حزباً جديداً في السياسة البريطانية.
ورأت الصحيفة أن الطفرة في عضوية الحزب الداعمة لكوربين قد غيرته من حزب ديمقراطي اجتماعي رئيس إلى مجموعة احتجاج مؤلفة من خليط مضطرب من اليساريين المتشددين والمثاليين الذين سئموا تقديم التنازلات الضرورية في العملية السياسية الديمقراطية.
«فورين آفيرز»: كيف احتشد الأتراك ضدّ الانقلاب؟
لطالما وُصفت حركات ما يسمّى «الربيع العربي» بأنها ظاهرة علمانية اكتسبت زخمها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي. ومع أن عدداً من الأكاديميين نبّهوا إلى الدور الصامت بالغ الأهمية الذي لعبته المساجد في تلك التحرّكات، فإن هذه السردية التي تُثبت دور المساجد كانت تفتقر إلى الأدلة التجريبية، خصوصاً مع غياب البيانات.
كان هذا بالطبع إلى أن وقعت محاولة الانقلاب في تركيا، وصدعت الجوامع بالأذان في شوارع اسطنبول وتركيا كلها في ما بعد في تسلسل متقنٍ لشحذ الهمم وتنبيه المواطنين وحشدهم. في هذا المقطع، تتبارز أصوات الآذان مع الصوت الهادر لطائرة نفاثة تطير على ارتفاع منخفض في سماء ليل تركيا.
تحلّل «فورين آفيرز» البيانات التي جمعتها عن أحداث محاولة الانقلاب، في محاولة لفهم كيف خُلق الحراك الشعبي التركي ضد الانقلاب، بين المسجد و«الهاشتاغ».
محلّل مشهد محاولة الانقلاب التركية قد يعتقد للوهلة الأولى أن وسائل التواصل الاجتماعي أنقذت عنق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد ظهوره عن طريق تطبيق «FaceTime» على قناة «CNN Turk»، وتغريداته التي كتبها على «تويتر». لكن التحليلات الشاملة التي أجرتها «فورين آفيرز» التقطت حراكاً ضدّ محاولة الانقلاب، بدأ على شبكة الإنترنت، ثمّ انتقل إلى شبكات المساجد، ومنها إلى أرض الواقع، قبل وقتٍ طويل من ظهور رئيس الوزراء بن علي يلدريم أو أردوغان.
بالتأكيد كان للظهور الإعلامي المباشر دور كبير في تأجيج الحراك الشعبي ضد الانقلاب، لكن الأمر لم يكن في أصله استجابةً لمطالبات الرئيس التركي، إنما بالأحرى كان ردّ فعل سياسياً طبيعياً للشعب التركي.
يذهب التقرير إلى أنّ الحدث الذي أشعل الموجة الأولى من المقاومة على شبكة الانترنت كان غلق جسر البوسفور في الساعة العاشرة بتوقيت شرق أوروبا. لم يلبث الارتباك حول الأمر طويلاً، إذ بدأت حسابات عدّة على «تويتر» بتسميته صراحةً بالانقلاب، مستخدمة هاشتاغ « DarbeyeHay r» لا للانقلاب . وتبعته هاشتاغات أخرى تصاحب كل حدثٍ تقوم به قوات الانقلاب، مثل غلق مطار أتاتورك، والاستيلاء على التلفزيون الرسمي. في الوقت نفسه، كانت الشبكات الإقليمية لحزب العدالة والتنمية قد بدأت في الحشد استجابةً للتحركات غير المتوقّعة للقوات، عن طريق المكالمات الهاتفية والرسائل النصية. وكذلك فعل عدد من الطرائق الدينية التركية في اسطنبول، المتركّز في حي فاتح وأوسكودار، وهو ما اجتذب عشراتٍ من المحتجين الذين سترتفع أعدادهم في خلال ساعات إلى آلاف نجحوا في شلّ والتغلّب على تحركات القوّات سيئة التنظيم.
بعدئذ انتقل الحشد ضد محاولة الانقلاب من أروقة التواصل الاجتماعي إلى المآذن. كانت المساجد، كما يصف المقال، «أجراس إنذار وكذلك منافذ تشخذ همم المحتجين على الأرض». تُظهر الخريطة التي وضعتها «فورين آفيرز» المدى الصوتي التقريبي لكل جامعٍ في شبكاتِ الجوامع التركية، وتُقارنها بشبكاتِ الحشد عن طريق شبكة الانترنت. تُظهر التحليلات أن المناطق التي بها شبكة محكمة من المساجد التي صدعت بالأذان، وشهدت نشاطاً ملحوظاً على مواقع التواصل الاجتماعي كانت أبرز المناطق التي تحرّكت ضد محاولة الانقلاب ونجحت في إحباطه.
استخدمت «فورين آفيرز» كذلك استطلاع رأي شارك فيه 1875 من أصل سبعة إلى ثمانية ملايين شخص شاركوا في «حرس الديمقراطية»، التجمّع الاحتجاجي الذي هدف إلى إبقاء الحشد الشعبي متواجداً في الشوارع لإحباط أي محاولات تالية للانقلاب. وبعرض أماكن سكنهم وأماكن مشاركتهم على خريطة شبكات المساجد والنشاط الإلكتروني، خرجت نتيجة مشابهة تظهر دورها في تحريك المواطنين ضد الانقلاب.
الأمر كما يصفه سونر جاغابتاي، مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن، هو مثال على «انتصار العصر الرقمي على الانقلاب الأنالوغي». الطرق القديمة في التحرّك والسيطرة التي اتبعها الانقلاب لم تصمد أمام التكتيكات المبتكرة التي استخدمها مناهضوه. في الانقلابات السابقة كانت السيطرة على شبكات التليفزيون الرسمي عنصراً رئيساً في نجاح الانقلاب. لكن هذا، يقول جاغابتاي، ليس القرن العشرين. هناك عدد من القنوات غير الرسمية والمعارضة إضافة إلى شبكات التواصل الاجتماعي. هذا بالطبع إضافة إلى المساجد التي دقّت أجراس الإنذار.
وفقاً للمقال، لم تقع قوى الانقلاب وحدها في فخّ الاعتماد على وسائل أنالوغية غير مناسبة للعصر الرقمي، فالرئيس ومستشاروه لم يستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي على النحو الأمثل. وقبل تواصل إردوغان مع «CNN Turk» القناة المعارضة، لسخرية القدر كانت هناك محولات فاشلة لبثٍ حي عن طريق تطبيق «Periscope».
ما يميّز البيانات التي خرجت في الخامس عشر من تموز الماضي، أنّها تظهر إلى حدٍّ كبير كيف يتداخل الدين والسياسة والديمقراطية في تركيا الحديثة. تركيبة ماهرة من الشبكات الاجتماعية الرقمية التي وسّعت دوائر الاتصال والشبكات الدينية التي أعطتها الزخم والعمق والروح. ومع أنّ نوايا الحشد عن طريق المآذن لم يكن من الواضح كونها حمايةً للإسلام كما أصرّ بعض أتباع الطرائق أم للديمقراطية، فإن الامر ربّما يعطينا لمحة عن الكيفية التي يمكن بها للصلاة و«تويتر» أن يتعايشا معاً، من أجل فهم أفضل لمنطقة الشرق الأوسط، والحركات السياسية والاجتماعية فيه.