حزب الله: لاستعادة الحوار بجميع أشكاله وإيصاله إلى خواتيمه المرغوبة
رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة وزير الصناعة حسين الحاج حسن في احتفال تخريج طلاب في بلدة العين البقاعية، أنّ «لبنان يمرّ في فترة متوتّرة، والاستحقاقات معروفة وهي انتخاب رئيس للجمهوريّة وعودة مجلس النوّاب إلى العمل، وكذلك الحكومة بعد التوتّرات السياسيّة القائمة، وصولاً إلى الأزمات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والأمنيّة والبيئيّة والتحدّيات التي تواجهها».
وتوقّف عند «إنجازين للجيش اللبناني والأمن العام والقوى الأمنيّة بكشف الشبكات وتوقيفها وتجنيب البلد ويلات كان يعدّ لها الإرهابيّون والداعشيّون».
وقال: «نحن في حاجة إلى التبصّر والحوار والنقاش والتواصل من أجل ترميم الواقع السياسي اللبناني وحلّ العقد، وهذا يحتاج إلى جهود وتواصل من الجميع بما يؤمّن الخروج من التأزّم الذي نعيشه وينعكس على مؤسّسات الدولة وحياة الناس ومعيشتهم على أبواب الشتاء والمدارس، في ظلّ الواقع الاقتصادي المأزوم، والبطالة والتحدّيات الماثلة بين الليطاني والبحر بالنفايات، وكلّها تضغط على الناس، وإذا لم تكن هناك حكومة تتحمّل مسؤوليّاتها، ومجلس نوّاب يشرِّع ورئيس جمهورية لمعالجة القضايا الطارئة والمتراكمة، فستتفاقم الأزمات».
من جهته، أكّد عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي في كلمة خلال الاحتفال الجماهيري الذي أقامه حزب الله لمناسبة «عيد الغدير» في صور، أنّ «بالأمس تمكّن الجيش اللبناني من تحقيق انتصار يُحسب له ويُهنّأ عليه، حين تمكّن من إلقاء القبض على أمير من أمراء التكفيريّين، فاكتشف اللبنانيّون أنّ بلدهم لا يزال عرضة للاستهداف التكفيري، ومن هنا فإنّنا إذ نهنّئ الجيش اللبناني كما الأمن العام والقوّات المسلحة بعامة على إنجازها في مواجهة التكفيريّين، فإنّنا نلفت عناية اللبنانيّين إلى أنّ سلامتهم ووحدتهم الوطنيّة وكيانهم مهدّد بالخطر التكفيري الذي ينبغي أن نتعامل معه، لا من موقع الدفاع فحسب، وإنّما من موقع نزع الفتيل من قبل أن تنفجر العبوة».
أضاف: «أنّنا نريد لبلدنا أن يبقى مستقرّاً وآمناً ويعيش بمنأى عن بحر الدم الذي تتلاطم أمواجه من حوله، ولكن لا بُدّ للاستقرار أن يستند إلى تفاهم سياسي راسخ، الذي ومع الأسف لم يتبلور حتى الآن، وهو ما يطرح علامات استفهام بشأن الأيام المقبلة. ومن هنا، فإنّنا نكرّر دعوتنا القوى السياسية إلى التفاهم في ما بينها إلى استمرار الحوارات الجارية، واستعادة الحوار بجميع أشكاله، وإيصاله إلى خواتيمه المرغوبة».
من جهةٍ أخرى، استقبل مسؤول العلاقات الفلسطينيّة حسن حب الله في مبنى المجلس السياسي لحزب الله، وفداً قياديّاً من «الجبهة الشعبيّة – القيادة العامة»، ضمّ مسؤول الجبهة وعضو المكتب السياسي أبو عماد رامز ونائبه في الجبهة حمزة البشتاوي، في حضور معاون مسؤول العلاقات الفلسطينيّة الشيخ عطاالله حمود، نقل خلاله الوفد باسم أمين عام الجبهة التبريكات لقيادة حزب الله بعيد الأضحى المبارك.
وقال رامز: «نأتي اليوم إلى قيادة حزب الله لنؤكّد تضامننا الكامل وتضامن الشعب الفلسطيني إلى جانب حزب الله والمقاومة الإسلامية، التي قدّمت الشهداء على مذبح الحريّة في لبنان وسورية لصدّ الهجمة التكفيريّة ودرء الأخطار الصهيونية، هذه المقاومة التي انتصرت في العام 2000، وأجبرت العدو الصهيوني على الانكفاء دون قيد أو شرط».
وأدان المجتمعون، بحسب بيان للحزب، «سياسة القتل والتهويد التي تمارسها قطعان المستوطنين وقوات الاحتلال من إعدامات يوميّة وحرق للمنازل، مندّدين بالجريمة النكراء التي ارتكبها الكيان الصهيوني بحقّ الأسير الشهيد ياسر حمدونة، الذي تُرك لمصيره يصارع الموت داخل زنزانته بعد منعه من العلاج»، مؤكّدين «التضامن مع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني، الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية ضدّ الجرائم الموصوفة التي ترتكبها إدارات السجون بحقّ الأسرى المرضى، ومنعهم من الاستشفاء الذي أقرّته الشّرعة الدوليّة لأسرى الحرب في مؤتمر جنيف».
وأدان الطرفان «اغتيال الكاتب والصحافي ناهض حتر، الذي قُتل على أيدي التكفيريّين لأنّه نطق بالحقيقة»، وأكّدا دعمهما «للانتفاضة الباسلة، ووقوفهما مع المقاومة ومحورها الذي يتعرّض اليوم لأشرس حملة استعماريّة بهدف إسقاطه، إلّا أنّ إرادة الشرفاء والقيّمين على هذا المحور استطاعوا دحر المشروع الصهيو – أميركي في استعادة زمام المبادرة».
إلى ذلك، عبّر «حزب الله» في بيان، عن بالغ الحزن لوفاة الأسير حمدونة في سجون الاحتلال، وحمّل «العدو الصهيوني المسؤوليّة الكاملة عن جريمة قتله عبر ممارسة سياسة الإهمال الطبّي في حقّه، وفي حق آلاف الأسرى الفلسطينيّين المعتقلين في المعتقلات الصهيونية».
ولفتَ إلى «أنّ إصرار العدو على اعتقال الأسير حمدونة المحتجز منذ العام 2003، والاستهتار بتقديم العناية الطبيّة إليه خلال الفترة الماضية، أدّيا إلى هذه النتيجة المأساويّة، ما يؤكّد أنّ سلطات الاحتلال تمارس سياسة إبادة صامتة في حقّ الأسرى، ويطرح السؤال عن مصير الموجودين تحت سلطة هذا العدو الجائرة من أسرى ومعتقلين».
واعتبر أنّ «صمت المجتمع الدولي ومؤسّسات حقوق الإنسان في المنطقة والعالم عن هذه السياسة الصهيونيّة الحاقدة هو الذي يعطي العدو الجرأة للاستمرار في ممارسة التعسّف الطبي في حق أبناء الشعب الفلسطيني، ولا سيّما المعتقلين منهم، فضلاً عن حصاره الشامل لأبناء هذا الشعب في الضفة الغربية وغزة ومختلف المناطق الأخرى».
وتقدّم «حزب الله» بأحرّ التعازي لأهل الشهيد المظلوم ومحبيه»، ودعا إلى «رفع الصوت عالياً في مواجهة الإرهاب الصهيوني المتعدّد الأوجه والأشكال، والذي لا يسلم من شرّه الحجر والبشر».