تلفزيون لبنان
ضاع موسم التفاح والأمل في تطبيق قرار وزير الزراعة منع استيراد هذا النوع من الفاكهة.
وإذا كان موسم التفاح قد ضاع مرة، فإنّ موسم الانتخاب الرئاسي ضائع لخمس وأربعين مرة آخرها غداً اليوم . وهذا ما هو متوقّع في ظلّ عدم التوافق، وعدم نزول أعداد كبيرة من النوّاب وبينهم المرشّحون للرئاسة إلى جلسة البرلمان. ومن المفيد القول إنّ هناك محاولة جديدة غير مضمونة بعد.
وبصراحة، فإنّ الرئيس سعد الحريري قال للمرشّح النائب سليمان فرنجية، إنّ الكرة في ملعب حلفائك. وبصراحة أيضاً، فإنّ المرشّح النائب ميشال عون حصل على ضمانة من حلفاء بارزين بأنّه مرشّحهم الوحيد، وبصراحة أيضاً، فإنّ الرئيس الحريري قد يكون حصل على ضمانة بأنّ رئاسة حكومة العهد الأولى من نصيبه. وبصراحة كذلك، فإنّ الرئيس نبيه برّي ينتظر ضمانة من نوعٍ آخر، وهي آليّة السير بخطوات ما بعد الانتخاب الرئاسي، والمتعلّقة مثلاً بقانون الانتخابي النيابي. وبصراحة أخيرة، اللبنانيّون يقولون لأهل السياسة ماذا تنتظرون لتنتخبوا رئيساً لجمهوريّة مستهدفة.
ويقولون أيضاً، ألم تسمعوا رئيساً سابقاً للاستخبارات الأميركيّة يعلن بكل وضوح أنّ ثلاث دول في الشرق الأوسط ستزول عن الخارطة، هي سورية والعراق ولبنان.
في أيّ حال، إذا كانت عجلة الاتصالات محليّة فإنّها في جانب منها إقليميّة وقد عاد الوزير أبو فاعور من الرياض.
«او تي في»
عشيّة الجلسة الخامسة والأربعين المحدّدة لانتخاب رئيس، وعلى وقع الترقّب المشوب بالتفاؤل الحذر… التحليلات والتفسيرات، والتمنيّات والتأويلات تسابق الوقائع السياسيّة والثوابت الوطنية. فالوقائع هي حتى الساعة على الشكل التالي: عاد سعد الحريري إلى بيروت، تشاور مع دائرته الضيقة، ثمّ أطلق سلسلة مشاورات مع دائرة أوسع، قادته ليل أمس أمس الأول إلى بنشعي، ومن المرتقب أن تقوده في الساعات المقبلة إلى سائر أركان المروحة السياسيّة في لبنان. علماً أنّ وتيرة الزيارات وترتيبها مؤشّران يرصدان، إضافة إلى مؤشّر ثالث هو موعد الجلسة الرئاسيّة السادسة والأربعين، الذي يملك رئيس المجلس النيابي وحده مفتاحه. وفي الوقت المستقطع بين لقاء ولقاء، فتح رئيس المستقبل أبواب بيت الوسط لكتلة المستقبل، مطلعاً أعضاءها في اجتماع مطوّل – لم يخرج بأي تسميات لا قديمة ولا مستجدة – على أنّه في صدد مشاورات مع كلّ الأفرقاء بهدف تسريع انتخاب رئيس. أمّا لناحية الثوابت الوطنيّة، فهي ما أعاد رئيس التيار الوطني الحرّ تأكيده اليوم إثر اجتماع تكتّل التغيير والإصلاح في الرابية، حيث طمأن «كلّ من يريد لبنان موطناً للشراكة الوطنيّة والميثاقيّة وبناء الدولة، أنّنا كنّا وسنكون مدافعين عنه كدفاعنا عن أنفسنا، منبّهاً في الوقت نفسه كلّ من يسعى إلى تخريب البلد عبر تخريب الوفاق الذي نشهد محاولات لإحقاقه، بأنّنا سنتصدّى له بكلّ ما أوتينا من قوة … حتى الشهادة».
«أن بي أن»
فتحت مشاورات الرئيس سعد الحريري الأبواب الرئاسيّة على كلّ الاحتمالات، لتبقى السلّة هي عنوان التفاهمات وأساس المعادلة الرئاسيّة العتيدة.
جولة الشيخ سعد بدأها من بنشعي في جلسة امتدّت لأربع ساعات، بدّدت شائعات عن تخلّي الحريري عن ترشيح النائب سليمان فرنجية، فلا رئيس المستقبل أعلن التخلّي ولا زعيم المردة تراجع، الحريري يتابع جولاته السياسيّة المفتوحة بعد أن رصّ صفوف الكتلة الزرقاء حول تفعيل العمل لانتخاب رئيس للجمهوريّة، فهل تنتج خطوات الشيخ سعد؟
إذا كانت المشاورات قطعت مسافة، فإنّ الأهم هو آخر متر منها، العنوان سلّة والهدف تفاهمات تعبّد طريق الرئاسة والرئيس وتخدم البلد إنتاجاً لا تعطيلاً جديداً، فهل تكون الطروحات على هذا الحجم أم وفق التباينات في جوهر المشاورات الداخليّة؟
وزير الصحة وائل أبو فاعور العائد من السعودية كان يُنتظر منه أن يحمل جديداً، لكنّه ذهب مختاراً وعاد مختاراً. على أيّ حال، فإنّ الرئيس نجيب ميقاتي نفى للـ«أن بي أن» علمه بأنّ السعودية ترسل إشارات لا سلبيّة ولا إيجابيّة، مشيراً إلى أنّ الكلام لم يرقْ بعد إلى المستوى الجدّي وهو دونه عقبات، ولفتَ إلى أنّ الأهم من الرئيس هو الاتفاق على رزمة تفاهمات لإنجاحه.
التبانة اليوم أمس فتحت بابها للدولة واستقبلت المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، في مشهد أسقط كلّ الحملات التحريضيّة والمذهبيّة، وأثبت أنّ المنطقة ليست لشادي المولوي ولا أسامة منصور، بل أرض متعطّشة للفتة من دولتها.
بالانتظار، التطوّرات ترصد على الساحات السوريّة هجوم عسكري على أربع جبهات حلبيّة حضّر له الجيش السوري جيداً. التقدّم العسكري هو العنوان، وتندرج ضمنه تفاصيل على مختلف الميادين، فيما الميدان الأميركي ينشغل بالمناظرات الرئاسيّة التي تقدّمت في محطتها الأولى هيلاري كلينتون على دونالد ترامب .
«الجديد»
بين إفلاسين اختار الرئيس سعد الحريري العماد ميشال عون مرشّحاً لرئاسة الجمهورية، لكنّ إعلان هذا الخيار كان أصعب من تبنّيه، فزعيم تيار المستقبل يُجري عمليّة فكّ ارتباط تدريجيّة مع سليمان فرنجية لم يبلغه سحب الترشيح، لكنّه مهّد للخطوة بتبريرات تبيح المحظورات، وتفتح الأفق على خيارات رئاسيّة متعدّدة يتقدّمها ميشال عون، على أنّ الهبوط الاضطراري للحريري سيحتاج إلى عمليّة تزييت داخل البيت الأزرق، وعمليّات استطلاع سياسيّة فوق الأجواء السعوديّة. ففي العقبة الداخلية، تبرز تيارات زرق معادية للتطبيع مع الرابية، وترى في ترشيح عون خسارة سوف تتراكم على كاهل المستقبل شعبيّاً، فضلاً عن أنّ للحريري خصوماً باتوا زعامات وأقطاباً، مهمة الحريري ستكون في إصلاح ذات البين. وفي الانتظار تكون الرؤية السعوديّة قد انقشعت، والتي قد تترك له حرية الخيار وأن يتدبّر أمره السياسي بنفسه، وهنا نقطة الغموض العالقة التي كانت اليوم أمس محور تساؤل جامع بين معظم المقارّ السياسية، وأحد لم يملك الجواب، لذلك جرت عمليّات مطاردة دؤوبة للوزير وائل أبو فاعور الذي زار السعودية، وما كان غامضاً مع الحريري جاء أكثر غموضاً مع وزير الصحة لناحية الرأي السعودي في ترشيح عون إذ إنّ وزير خارجية جنبلاط إلى الرياض «طاوع» الحال السياسية المتكتّمة، وجال على عين التينة والسرايا من دون إفصاح عن التدولات السعودية.
على هذا المشهد، فإنّ غداً اليوم هو يوم تعطيل عادي، وجلسة الثامن والعشرين من أيلول ستضيف رقْما بلا رئيس، على أن تسلك خطة الحريري مسارات التشاور بين برّي أولاً وعون ثانياً، على أنّ الرابية أدّت مناسكها السياسيّة اليوم أمس وكأنّ ترشيحاً لم يكن، وأعطى رئيس التيار جبران باسيل التفاح اللبناني ميثاقيّة وأهميّة فاقت أكلة تفاحة الرئاسة الرئاسيّة في انتظار قطفها.
هو كساد سياسي لن ينتج تصريفاً للأزمة مع إغلاق الأسواق العربية أبوابها على لبنان، وما على اللبنانيّين سوى التصرّف على مبدأ المتاجرة الداخلية كمن «يعبّي الرئيس بالسلّة»، ومع الخاسر الأول سعد الحريري تصبح عمليّة البيع والشراء كسوق «أبو رخوصة»، والمزاد سيبدأ من رئاسيّة أولى إلى رئاسة ثانية للتموضع تحت سقف الرئاسة الثالثة.
«المنار»
بميزان الوقت تُقاس الحركة السياسيّة اللبنانيّة على النوايا الرئاسية، وإن داهم موعد جلسة الثامن والعشرين من أيلول الانتخابية جميع الأفرقاء، فإنّها قد تكون محطة لا تبني حلاً، لكن يُبنى عليها.
حراك سياسي بلا تصريحات مليء بالتلميحات، دون أن يلوح بعد الدخان الأبيض من قصر بعبدا، مع المثل القائل، أنّ لا دخان بلا نار.
نار حامية وضعت عليها المشاورات الرئاسيّة عند تيار المستقبل، ففتحت كتلته جلساتها لمتابعة مساعي رئيسها، فيما صدى كلام رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بعد اجتماع تكتّله مطمئنّاً لكلّ من يريد البلد موطناً للشراكة والميثاقيّة ولبناء الدولة، بأنّ يكون إلى جانبه بوجه من يحاول تخريب الوفاق، الذي يشهد محاولات لإحقاقه كما قال باسيل، محاولات يؤمل أن تأتي بخواتيم تنقذ البلاد والعباد من ترنّح أغرق الوطن أو يكاد.
أمّا الإرهاب الذي أراده البعض لإغراق لبنان بالدماء والنزاعات، فقد منيَ اليوم أمس بضربة جديدة مع تمكّن الجيش اللبناني من قتل أحد قادة «داعش» في وادي خالد المدعوّ مصطفى محمد الأحمد الملقب بـ«مصطفى عوض».