تكريم قدامى اللاعبين حق وواجب
إبراهيم وزنه
… وهم يودّعون الملاعب تاركين فيها أجمل الذكريات، يأمل الرياضيّون المتألّقون في أيّ لعبة كانت أن تبقى أسماؤهم عالقة في أذهان الرياضيّين الجدد، أجيال المستقبل الواعد، وهذا أضعف الإيمان في تمنيّاتهم، من منطلق أنّ من لا يحفظ تاريخه ستلفظه الأيام لاحقاً، في حين يبدو المشهد مختلفاً في البلاد المتقدّمة، حيث تكون صورة الوفاء لمن اعتزلوا أو رحلوا أكثر نصاعة وإنسانيّة ممّا نراه في بلادنا العربية، وتحديداً في لبنان.
تأمّلوا مثلاً ، أنّ لاعباً من المنتخب الوطني اللبناني في أيّ لعبة كانت، يُمنع من الدخول إلى الملاعب حتى يشتري تذكرة الدخول! وآخر يتمّ التعامل معه وكأنّه نكرة في عالم الرياضة! والمؤسف في المحطّات أنّ الاتحادات الرياضيّة للألعاب الجماعيّة تمعن تجاهلاً لأولئك الذين بذروا الملاعب بعرقهم وعطاءاتهم، وسطّروا بفنّياتهم وأهدافهم إنجازات ما زالت موضع الافتخار والثناء.
وبالانتقال إلى الخارج، تبدو الصورة مختلفة تماماً، ففي معظم دول العالم الحضاري الإنساني، تحمل الملاعب والشوارع أسماء الكثيرين ممّن خدموا بلادهم في الساحات الرياضيّة الوطنيّة، أو حتى ضمن أنديتهم الخاصة، والبعض منهم حظيَ بتمثال يتوسّط البلدة التي عاش وترعرع فيها، والأمثلة على ذلك كثيرة. والجدير ذكره في هذا السياق، أنّ نادي مانشستر يونايتد أقام متحفاً خلّد فيه تاريخ النادي ومسيرته وجميع اللاعبين الذين سبق ودافعوا عن ألوانه عبر التاريخ، وهذا كلّه بهدف ربط الماضي بالحاضر وإيماناً صادقاً بالمبدأ الطبيعي، تكريم القدامى حقّ وواجب.
أيّها المعنيّون بردّ الاعتبار لأولئك المسنّين، تأكّدوا أنّ اللاعبين في بلادنا لا يطلبون منكم الكثير، فهم يعرفون إمكانيّات الاتحادات والأندية تماماً، ويدركون أيضاً تفاصيل الواقع الارتجالي الذي تعيشه رياضتنا ورياضيّونا منذ عشرات السنين، ولذلك نقترح عليكم تشكيل رابطة تجمعهم، ولا بأس من تصنيفهم كلاعبين درجة أولى وفي المنتخبات الوطنية، وذلك بهدف الاستفادة من تجاربهم والوقوف على مقترحاتهم، ولا بأس من تخصيصهم ببطاقات دخول خاصة إلى الملاعب، أو مساعدة أحدهم لتطوير نفسه في الميدان التدريبي فيما لو سعى الى ذلك، ولا بأس من تكريمهم بعشاء سنوي جامع يُصار فيه إلى تحفيز زملائهم القدامى للالتحاق بالرابطة، أو الإطار الجامع لهم، ودور الاتحادات في أن تبقى مرجعيّاتهم الحاضنة … لن أزيد اكثر من ذلك، على أمل أن يدرك أهل القرار والعلم والحضارة والإنسانيّة بأن الوفاء من شيم الكرام.
ختاماً، وبالمناسبة، أودّ أن أتوجّه بجزيل الشكر لبلدية برج البراجنة بشخص رئيسها السابق الأستاذ زهير جلول والحالي الأستاذ عاطف منصور، لحرصهما على إقامة مباراة تكريميّة سنوياً، يُصار على جنباتها إلى تكريم لاعبي كرة القدم القدامى في بلدتهم بالإضافة إلى قدامى البلدات المجاورة.