تصاعد التوتر على الحدود بين الجارتين النوويتين
لقي جنديان باكستانيان، على الأقل، مصرعهما، أمس، إثر إطلاق نار متبادل، عبر الحدود، مع القوات الهندية، على حدود إقليم كشمير المتنازع عليه، شمال شرق البلاد. وفق مصادر إعلامية.
وأشار الجيش الباكستاني، إلى أن الاشتباكات اندلعت في قطاعات بهمبر وهوسبرنج وكيل وليبا. واستمرت لست ساعات.
وأكد أن ادعاء الهند، بأنها نفذت «ضربة دقيقة» عبر الحدود بين البلدين، في إقليم كشمير، هو من قبيل الخداع. معتبرا أن ما حدث لا يعدو «إطلاق نار عبر الحدود». مضيفاً: «إن فكرة الضربة الدقيقة المرتبطة بقواعد مزعومة للإرهابيين، خداع متعمد من جانب الهند لتحقيق آثار زائفة».
من جهة أخرى، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية، نفيس زكريا، عن أسفه إزاء قرار الهند عدم المشاركة في القمة المرتقبة لرابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي سارك ، المقرر عقدها في تشرين الأول المقبل، في إسلام آباد، على خلفية التوترات الأخيرة الحاصلة على حدود البلدين،.
وقال زكريا في حسابه على «تويتر»: «الموقف السلبي للهند له تأثير مباشر على رفاهية هذه المنطقة وتحسنها. وهو أمر مؤسف للغاية». مضيفا: إن «سارك» ستنهض بالأوضاع الاجتماعية – الاقتصادية لشعوب جنوب آسيا.
وفي السياق، قال زعيم جماعة «تحرير بلوخستان» المتمردة، الله نظر بلوخ، الذي تقاتل جماعته لاستقلال إقليم بلوخستان عن باكستان، إنه يرحب بأي أموال، أو مساعدات أخرى، تقدمها الهند. لافتا، أنه رغم رغبته في الدعم الهندي، فهو لم يتلق أي أموال من حكومتها، أو المخابرات الهندية. مضيفاً: «نحن لا نود أن تدعم الهند، فقط، النضال الوطني البلوخي، دبلوماسيا وماليا، بل العالم بأسره».
وفي أول مقابلة له، منذ خمس سنوات، تعهد بلوخ، أيضا، بشن المزيد من الهجمات على محور اقتصادي صيني، تمر مراحل منه عبر الإقليم، الغني بموارده، حيث من المتوقع أن يربط المحور التجاري، المزمع إقامته، والبالغة استثماراته 46 مليار دولار، غرب الصين ببحر العرب، على سواحل باكستان، عن طريق شبكة من الطرق والسكك الحديدية وخطوط أنابيب الطاقة.
يذكر أن العلاقات الثنائية بين باكستان والهند، تدهورت، مؤخرا، عقب هجوم وقع في وقت سابق من شهر أيلول، على معسكر للجيش الهندي، في أوري، بالشطر الهندي من إقليم كشمير، أسفر عن مقتل 17 جنديا هنديا وإصابة آخرين، في أخطر هجوم مسلح من نوعه ضمن سلسلة هجمات مسلحة مماثلة.
وتصاعد العنف في كشمير، مع تزايد حدة التوتر الاجتماعي والمشاعر الانفصالية، في الولاية ذات الأغلبية المسلمة، التي ظلت على مدى عقود بؤرة للصراع الاستراتيجي بين الهند وباكستان.