اهتداءات ابن آيا الدمشقي

الشوق

حبيبتي: أقلقتَِي

أين أنتَ، وأين لمثلي أن يدمن الغياب،

أتلمّس صوتك حفيف نورٍ يغتسل في النور،

عزف أغانٍ لعشق القمر،

نسائم عطرٍ، تملأ الأرجاء.

تأتين إلي: ولعينيك لغةٌ، وأنا لا أجيد الكلام،

ترقصين في الجموع عشقاً، وأزاحم بلا أقدام،

لا وجه لي يحدّق، وأنت وجهٌ مخمليٌ،

يملأ الآفاق؟

حبيبتي

أقرأ مرورك في الدنيا،

ربيعاً، ينثر ورداً أشقرَ

وجهاً أين التفت، فاض شلّال سمر

أمشي على البحر وقت المغيب

لأسمع شمساً

تنسلّ من الماء بلا حرس؟

حكاياتك جديدة، وخيالاتٍ غريبة،

عشت فيها أزماناً، معك،

صوراً نقلتها من دنياك،

ومن فيض الكلام؟

ينقلني الشوق إليك

فيطوى الزمن

وتُمحى المسافات في لمح البصر

ويغادر أشباهٌ من كوكبٍ مسبيّ تصحّر، إلى ديارك

جياعٌ، حيارى، بلا عنوان

وأنت البلاد، وكلّ زخات المطر

ذهلوا أمام قامةٍ لا حدود لها ولا نهايات

تمتدّ إلى الأرض والأكوان

فأنت المساحات كلّها

وأنت النجوم، وأنت البهاء؟

توقّفوا وانحنوا

لأنّ الحبّ أنت والحصاد

والتقديس والقدس أنت والمحراب؟

سليم نقولا محسن

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى