بغداد: القوات التركية في العراق «احتلال»
تواصلت ردود الفعل العراقية المنددة بقرار البرلمان التركي، تمديد بقاء القوات التركية في العراق وسورية.
وساد جدل ورفض سياسي رسمي عراقي، لتمديد البرلمان التركي بقاء قواته في العراق، فترة أخرى. وسرعان ما ردت الخارحية العراقية على القرار التركي واعتبرته انتهاكاً لسيادة العراق وتجاوزاً لمبادىء حسن الجوار، داعية أنقرة إلى إثبات حسن النوايا في محاربة الإرهاب ورافضة أي تواجد تركي على الأراضي العراقية، تحت أي مسمى.
في هذا المجال، وافق مجلس النواب العراقي أمس، بالأغلبية، على رفض قرار البرلمان التركي تمديد بقاء قوات تركية في العراق، لمدة عام.
وأكد المجلس في قراره، رفض توغل القوات التركية في الأراضي العراقية. كما رفض وجود أي قوات أجنبية أخرى مطالبا الحكومة العراقية اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والدبلوماسية، لحفظ سيادة العراق وإعادة النظر في العلاقات التجارية والاقتصادية مع تركيا.
وطالب المجلس، الحكومة، باستدعاء السفير التركي في بغداد وتسليمه مذكرة احتجاج ورفض لوجود قوات بلاده و«وجميع الاعتداءات على الأراضي العراقية».
ودعا البرلمان إلى اعتبار القوات التركية داخل العراق «قوات محتلة» ومعادية. واتخاذ ما يلزم لإخراجها، إذا لم تستجب للمطالب العراقية. مديناً تصريحات الرئيس التركي أردوغان، التي اعتبرها «تثير الانقسام بين مكونات الشعب العراقي».
يذكر أن أردوغان، قال في حوار، إن الموصل لأهل الموصل وتلعفر مدينة قرب الموصل يقطنها التركمان لأهل تلعفر. ولا يحق لأحد أن يأتي ويدخل هذه المناطق. مضيفا: يجب أن يبقى في الموصل، بعد تحريرها، أهاليها فقط من السنة العرب والسنة التركمان والسنة الأكراد.
وجاء تصريح أردوغان هذا، بعد تمديد البرلمان التركي، السبت الماضي، للتفويض الذي منحه للحكومة التركية، لتنفيذ عمليات عسكرية في العراق وسورية، لمدة عام آخر، تنتهي بنهاية تشرين الأول 2017.
وكانت تركيا نشرت جنودا في معسكر زليكان، على مشارف الموصل. مدعية أن ذلك، جاء بناء على طلب من محافظ نينوى السابق الهارب «أثيل النجيفي»، الأمر الذي تنفيه الحكومة العراقية. ويقدر عدد القوات التركية الموجودة في المعسكر، بنحو 1200 عنصر.
وفي السياق، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أمس، إن عملية تحرير الموصل في العراق، محاطة بالتهديدات. ونحن غير متفقين مع حلفائنا، حول هذه العملية.
وأعرب يلدريم، في مؤتمر صحافي، بحضور نوابه، إلى جانب مدراء مؤسسات حكومية، في قصر جانقايا بالعاصمة أنقرة، عن خشيته من اندلاع اشتباكات طائفية في الموصل، بعد تطهيرها من «داعش».
وأشار يلدريم، إلى أن بلاده لا توافق على أي عملية تؤدي إلى تغيير ديموغرافي في سورية والعراق. مؤكدا أن التدخل التركي في سورية، سيستمر حتى هزيمة «داعش» في مدينة الباب ومحيطها. مضيفا، أنه إذا تحقق الاستقرار السياسي في سورية والعراق، فسينعكس ذلك إيجابيا على تركيا، لذلك قمنا بعملية درع الفرات. بحسب تعبيره.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال في مقابلة مع قناة «روتانا خليجية»، بثت الأحد، أن بلاده تهدف إلى تطهير 5 آلاف كلم مربع، شمالي سورية من الإرهاب، لتكون منطقة آمنة يحظر فيها الطيران. وأن بلاده تعاونت مع المعارضة السورية المعتدلة. وتمكنت من تطهير مدينة جرابلس، شمالي سورية، من تنظيم «داعش». رغم أن «داعش» انسحب من المدينة، من دون اطلاق رصاصة واحدة.
وفي سياق متصل آخر، بدأ العراق بثاً إذاعياً أمس، لمساعدة سكان الموصل على البقاء آمنين، خلال الهجوم العسكري المقبل لطرد «داعش» من أكبر مدينة خاضعة لسيطرتهم.
وستعطي الإذاعة تعليمات للسكان، بشأن الطرق المحتملة للخروج الآمن والأماكن التي يتعين تجنبها وأين يمكن إيجاد المساعدة وأرقام الهواتف التي يتصلون بها عند الطوارئ، خلال الهجوم.
وسيكون مقر إذاعة «جمهورية العراق»، في الموصل، في بلدة القيارة، التي تبعد 60 كيلومترا جنوبي الموصل. والتي توجد فيها قاعدة جوية، ستعمل كمركز لقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، لدعم الوحدات العسكرية العراقية.
ويسير التخطيط الإنساني، بالتوازي مع الاستعدادات العسكرية، مع توقع الأمم المتحدة أن يفر مليون شخص من المدينة، في كل الاتجاهات.
والموصل، هي آخر مدينة رئيسية ما تزال خاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» في العراق. وقد تشير السيطرة عليها إلى هزيمة التنظيم في هذا البلد.
ميدانياً، أعلنت قيادة عمليات الأنبار، أمس، تحرير منطقة الطرابشة شمالي الرمادي ورفع العلم العراقي فوق أبنيتها.
وقال مصدر في عمليات الأنبار، إن قطعات من الفرقة العاشرة وفوج من عمليات الأنبار، تمكنوا من تحرير المنطقة بعد هروب عناصر «داعش» منها.
يذكر أن القوات الأمنية، بإسناد من أبناء العشائر، تواصل، للأسبوع الثاني على التوالي، تحرير مناطق جزيرة الرمادي من مسلحي التنظيم الإرهابي.