لافروف يلتقي الحريري: واشنطن لا تلتزم الاتفاقات
استقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الرئيس سعد الحريري في مقر الضيافة التابع لوزارة الخارجية.
وأسف لافروف لأنّ لبنان «يعيش أزمة سياسية»، لافتاً إلى أنّ هناك «بعض الجهود للتغلب على هذه الأزمة». وقال: «أود التعبير عن تأييدنا لجهودكم التي تقومون بها من أجل التغلب على هذه الأزمة السياسية. ونحن متضامنون مع اللبنانيين والشعب اللبناني والصعوبات بالنسبة للأزمة السورية، وخصوصاً مع وجود أكثر من مليون لاجئ سـوري على الأراضي اللبنانية، وهم في لبنان بسبب الإرهابييـن الموجوديـن فـي سورية حالياً. وهذه أعداد هائلة من اللاجئين السوريين، خصوصاً مع وجود عقوبات غربية، ولا سيما أميركية وأوروبية، وهي عقوبات أحادية الجانب وغير عادلة. ونحن نعطي لبنان الدعم المالي والإنساني لكي يتغلب على أزمة اللاجئين، ونعرف أنّ الجيش اللبناني يواجه داعش وجبهة النصرة على الحدود مع سورية، ونؤيد لبنان في هذا المجال. كما أننا نتعاون معه ضمن آلية الجمعية الدولية لدعم سورية التي تمّ تأسيسها من روسيا الاتحادية والولايات المتحـدة، مـن أجل تسهيل الوضع اللبنانـي والأزمــة في سوريــة».
وأضاف: «لقد كثفنا جهودنا مع الولايات المتحدة وجمعية دعم سورية، حيث تمّ تحصين الاتفاقات الأميركية الروسية من قبل الجمعية الدولية لدعم سورية أحياناً، وللأسف الشديد فإنّ بعض الأطراف عملت على تفكيك هذه الاتفاقات الروسية الأميركية. وفي رأينا فإنّ جزءاً من الأشخاص في القيادة الأميركية، وعلمنا ذلك أمس، حيث رفضت الولايات المتحدة هذه الاتفاقات لتسويـة الأمر، وهذا وضع سيئ».
وأعلن أنّ «الولايات المتحدة لا تلتزم الاتفاقات، ليس فقط في ما يتعلق بالتزاماتها بفصل المعارضة المعتدلة عن جبهة النصرة، ولكن أيضاً الالتزامات الخاصة بفتح طريق الكاستيلو قرب مدينة حلب، وهذا شيء مؤسف. ونحن لا نزال نسعى لكي يتم الإيفاء بقرارات الأمم المتحدة، وسنكون نشطاء في الجمعية الدولية لدعم سورية، وسنواصل التنسيق مع الجميع وخصوصاً مع أصدقائنا في لبنان، لوضع حلّ للأزمـة في سـوريـة يصـب فـي مصلحـة الاستقـرار فـي لبنـان».
ثم تحدث الحريري فقال: «أنا لبناني معتدل، مسلم سني، ضد أي نوع من الإرهاب، فالذين يدعون أنّ هذا هو الإسلام من داعش أو النصرة أو القاعدة أو غيرها من المنظمات الإرهابية لا يمثلون أي نوع من الإسلام. الشعوب العربية في المنطقة تنظر إلى روسيا، وخاصة في هذه المرحلة، بأنّ تلاقي الحلّ بشكل عادل للشعب السوري وللمواطن السوري وللأطفال السورييين، وخاصة ما يحصل في حلب. هذه مشكلة كبيرة برأيكم وبرأي كل العالم ونحن نرى أن دوركم السياسي وكذلك ما تقومون به مع الولايات المتحدة والدول في المنطقة، هو أساسي ويجب أن يستكمل لإنهاء هذه الأزمة. وأنا أريد أن أشكركم وأشكر الرئيس فلاديمير بوتين على المساعدات للجيش اللبناني وأيضاً المساعدات المادية التي تأتي للاجئين السوريين، وهذا أمر نحن بحاجة له وخاصة وسط هذه الأزمة».
وعقّب لافروف على كلمة الحريــري قائلاً: «إننا ننطلــق من مبدأ واحـد، أنه إذا كـان هنـاك أزمة أو نـزاع، فيجــب علـى الشعب نفســه وجميـع مكوناتـه الطائفيـة أن تتفــق، وهـذه هــي المبـادئ أيضـاً التـي تأسست عليهـا الدولـة اللبنانيـة بالضبط».
وأضاف: «بالنسبة الى ما يخصّ أنظار العالـم على روسيا، وخصوصاً بالنسبـة الى الوضع في حلـب، لا ينبغـي أن ينظر العالـم والبلـدان العربيـة إلى روسيا فقط، ولكن يجب أن ينظــروا إلى غيرنـا، إلى مـن لا يريد ولا يعمل شيئـا لفصـل الإرهابييـن من المعارضة المعتدلـة، ومن لا يعمـل شيئـا لتحسين الوضع. وعلى العرب أن ينظروا إلى الولايـات المتحـدة وأوروبـا وإلى بلـدان الشـرق الأوسـط الرائـدة».
بعد ذلك، أقام وزير الخارجية الروسي مأدبة غداء على شرف الحريري، حضرها عن الجانب الروسي نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ومدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية سيرغي فيرشيني ونائب مدير دائرة الشرق الأوسط في الخارجية أندريه بانوف وعدد من المسؤولين في وزارة الخارجية، وعن الجانب اللبناني أعضاء الوفد المرافق للرئيس الحريري، الذي ضمّ النائبين السابقين غطاس خوري وباسم السبع ونادر الحريري ومستشار الرئيس الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان، واستكملت خلالها مواضيع البحث.