القوى المتضررة تُطل برأسها وتحرّض على الفتنة… الجيش يحسم الأمر ويوقف مرافقيْ الشهال ويُحبط مخطط تفجير الخطة الأمنية
حسن حردان
أطلت أمس القوى المتضررة من تنفيذ الخطة الأمنية في طرابلس برأسها، وحاولت إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، فدفعت بعض انصارها للنزول الى الشارع لإثارة الشغب وتعكير أجواء الخطة الأمنية، وإعاقة عمليات الدهم التي يقوم بها الجيش اللبناني بحثا عن المطلوبين من قادة المحاور، وعمدت إلى تحريض بعض الشبان في باب التبابة على النزول الى الشارع وحرق الاطارات وإلقاء القنابل في نهر ابو علي، تحت عنوان الاحتجاج على حملة المداهمات التي يقوم بها الجيش اللبناني في المنطقة، حيث سارع الشيخ داعي الإسلام الشهال للحضور الى مكان التظاهرة محاولاً إثارة الفتنة بين الأهالي والجيش لتعود طرابلس ترزح من جديد تحت هيمنة وسطوة المسلحين وقادتهم المتوارين عن الأنظار.إلا أن قرار الجيش الحاسم في التصدي لمحاولة إعاقة تنفيذ مهامّه الأمنية أحبط المخطط الذي حضرت له قوى الفتنة والرؤوس الحامية لتفجير الخطة والإطاحة بالاستقرار والأمن اللذين سادا المدينة بعد انتشار الجيش ودخوله الى باب التبانة وجبل محسن وقيامه بمداهمات واعتقال مطلوبين ووضع يده على مخازن أسلحة وذخيرة.
وكانت الأحداث بدأت بعد خروج بعض النسوة للاحتجاج على الطريقة التي تجري فيها المداهمات واستغلت من ِقبل الشبان التابعين لتنظيمات سلفية متطرفة، وخرجوا بمسيرة جابت سوق الخضار ، جامع الناصري، الحارة البرانية وأقدموا على إلقاء ثلاث قنابل في مجرى نهر ابو علي وقطع طريق الدباغة سوق القمح بالإطارات المشتعلة.
بعد ذلك أقدم بعض أهالي البداوي بتحريض تنظيمات سلفية متطرفة على قطع طريق طرابلس – عكار في البداوي بالاتجاهين تضامناً مع البرانية وسوق القمح.
وقد تدخل الجيش وفتح الطريق الدولية في البداوي، وتحديداً أمام المجمّع التربوي للمدارس الرسمية ومفترق المنكوبين، حيث انتشر عدد من الملالات والآليات العسكرية على المحاور كافة، وعمل الجيش على تنظيم السير للسيارات المارة على الاوتوستراد إلى طريق بديلة باتجاه السقي الجنوبي للبداوي. وتمكن من اعادة فتح الطريق الدولية بالاتجاهين، عند جسر الملولة – التبانة – طرابلس، بعد نحو ساعة من قطعها.
ولدى وصول الشيخ داعي الاسلام الشهال إلى مكان تجمّع المتظاهرين في الحارة البرانية ،أوقف الجيش أثنين من مرافقي الشهال وصادر أسلحتهما بعد أن تبين انتهاء صلاحية رخصتهما، حصلت على أثرها حالة من الاحتجاج، حيث استغل الشهال التظاهرة لممارسة التحريض ضد الجيش ومحاولة عرقلة استكمال الخطة الأمنية، معلناً أنه لن يغادر منطقة البرانية، لكنه بعد اتصاله بوزيري الداخلية نهاد المشنوق والعدل اشرف ريفي عاد وتراجع عن ذلك وغادر المنطقة، حيث ُعلم أنه تلقى وعداً بحلحلة الموضوع لكن من ضمن الإجراءات القانونية.
بيان قيادة الجيش
الى ذلك ، واصل الجيش مداهماته في باب التبانة ولم يتراجع أمام محاولات العرقلة التي حصلت، وأعلن عن توقيف شخصين مطلوبين في سوق القمح.
وأعلنت قيادة الجيش في بيان لها حول الأحداث التي حصلت أمس في طرابلس: أنه»صباح اليوم أمس ، وعلى إثر إقدام بعض الاشخاص على قطع عدد من الطرقات في محلة الزاهرية وسوقي الخضار والقمح – طرابلس بالإطارات المشتعلة، احتجاجاً على عمليات الدهم التي تنفذها وحدات الجيش والقوى الأمنية لأماكن المطلوبين للعدالة، تدخلت قوة من الجيش وعملت على تفريق المحتجين وإعادة فتح الطرقات، كما أوقفت خلال ذلك شخصين لحيازتهما ثلاث بنادق حربية ومسدسين وذخائر عائدة لها، وقيادتهما سيارتين من دون أوراق قانونية، وقد تم تسليم الموقوفين مع المضبوطات الى المراجع المختصة لإجراء اللازم».
كما أعلنت قيادة الجيش عن قيام قوة أمنية بمداهمة مخزن للأسلحة في محلة سقي البداوي، كما دهمت منازل مطلوبين في محلة البرانية وأوقفت أحد المطلوبين، وصادرت كمية من الأعتدة العسكرية».
الشعار: نعوّل على الجيش
دعا مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعّار أهالي طرابلس الى ان «يُحسنوا التعاون مع الجيش لتنفيذ الخطة الأمنية»، كما وجّه نداءً الى الجيش بان «يُحسن التعامل مع أهله في المدينة»، مؤكداً اننا «نعوّل على حكمة الجيش وأسلوبه في حُسن التعاطي مع الآخرين بمسؤولية، لأنه لا يجوز أن يؤخذ أحد بجريرة الآخر».
وقال في تصربح لـ الوكالة»المركزية» «نتمنى أن تكون خطة طرابلس أمنية وإنمائية عامة وشاملة لإيجاد الحلول لكل أسباب الانفجار التي أدّت الى إلصراع في المدينة. ونأمل أن يعتبر الجيش اللبناني مناطق باب التبانة، القبة، المنكوبين وجبل محسن بأنها منطقته لأنهم ينظرون الى الجيش انه من أبنائهم».
أضاف «لا يُخفى على أحد ان المنازل لها حرمة وأن ما له علاقة بالنساء والأطفال والشيوخ المتقدمين بالسنّ لهم من الاعتبارات ما ينبغي ان يلحظه الجميع حتى لا يحدث صدام مع الجيش أو القوى الأمنية وحتى لا يقع ظلم على أحد».
وأوضح المفتي الشعّار رداً على سؤال أن «الأمور في المدينة مرهونة بالتزام الخطة الأمنية الحل العادل والشامل»، آملاً أن «تكون الخطة الأمنية قائمة على هذا الأساس»، ومذكّراً «بدعوة أهالي المدينة وفاعلياتها الدينية والسياسية لجعل طرابلس مدينة منزوعة السلاح»..
القوى المتضررة تكشف مجدداً عن وجهها
إلى ذلك، سارعت القوى المتضررة من تنفيذ الخطة الأمنية الى إطلاق التصريحات التي تحاول النيل من اجراءات الجيش وتحرّض المواطنين عليه، فطالبت هيئة علماء المسلمين «بمراعاة خصوصيات البيوت وحرماتها أثناء المداهمات».
ودعت الهيئة أن «يرافق دورية الجيش مختار الحي منعاً للتجاوزات التي يمكن حصولها مستقبلاً».
واستنكر رئيس جمعية «إقرأ» الشيخ بلال دقماق الحادثة التي حصلت مع مؤسس التيار السلفي في لبنان الشيخ داعي الإسلام الشهال،لاسيما أن الأخير يُعتبر من رموز مدينة طرابلس».
وأشار دقماق إلى أنه يتفهم وجود خطة أمنية في المدينة، لكنه أكد «أن ذلك لا يمكن أن يكون على حساب أهل طرابلس ورموزها».
وأعلن دقماق أنه أجرى اتصالاً هاتفياً بوزير العدل أشرف ريفي الذي وعده بمتابعة الموضوع.
عمر بكري
وأدعى الشيخ عمر بكري فستق، في بيان له، أنه يتعرض لـ«الظلم بسبب ديني وإيماني وعقيدتي وأحلامي وأماني التي اعبّر عنها بكلمات أصرح بها بكل صدق وشفافية أمام وسائل الإعلام المختلفة، التي تقوم باستضافتي، وسؤالي عما أعتقده أمام الرأي العام، حالي في ذلك حال جميع المفكرين والسياسيين والصحافيين والمنجّمين ومقدّمي البرامج الحوارية والسياسية الساخرة».
وبرر مواقفه بالقول:إن «ما يصدر من بعضهم ويصرح به من نقد أكبر بكثير مما صدر مني وأزعج بعضهم، من تياري 8 و 14 آذار، واتخذوها ذريعة لزج إسمي في كل مشكلة تقع في لبنان، إلى درجة أن إسمي أدرج ظلماً على لائحة أبرزالمطلوبين في الخطة الأمنية، وأصبحت طريداً، وحُرمت كمسلم مستقل عن جميع الفرق والمذاهب والملل في لبنان، من حقوقي الدينية والإنسانية والمدنية، وكل سلاح جريمتي المزعومة، عبارة عن كلمات وأحلام صرحت بها علناً، في بلد يضمن حق المعتقد والتعبير».
أصحاب المحال في التبانة يرحّبون بالخطة
عقدت لجنة المتابعة لحقوق أصحاب المحال الصناعية والتجارية والحرفية في التبانة اجتماعاً برئاسة محمد كردوفاكي وحضور الأعضاء، وتم البحث في الوضع الأمني بعد الخطة الأمنية التي نفذت في المنطقة.
وأعلن المجتمعون في بيان «أنهم أبدوْا ارتياحهم لنجاح الخطة الأمنية، وشكروا لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اهتمامه المباشر بأمن طرابلس عموماً والتبانة خصوصاً، منوّهين بدور قيادة الجيش والتضحيات الكبيرة التي قام بها من أجل عودة الأمن والهدوء والاستقرار إلى المنطقة».
ورحبت اللجنة بزيارة الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير إلى التبانة وتفقده الأضرار وتمنّت عليه «أن يتم التعويض على الشهداء الجرحى وعلى أصحاب المحال التي تراكمت عليهم الديون وأوقعتهم في عجز كبير، غير قادرين على تحمّله نظراً للضائقة الاقتصادية الصعبة التي نعيشها في هذا الوطن».
وطالبت لجنة المتابعة «أن يتبع الخطة الأمنية خطة إقتصادية وإنمائية عاجلة وشاملة للتبانة»وناشدت نواب طرابلس ووزراءها وعلى رأسهم الرئيس نجيب ميقاتي ووزير العدل اللواء أشرف ريفي، أن يعملوا مع الرئيس تمام سلام على استصدار قانون عفو عام من مجلس النواب على الضرائب والرسوم من بلدية ومالية وكهرباء ومياه بمفعول رجعي على اعتبار منطقة التبانة منطقة منكوبة منذ صيف العام 2008».