«المستقبل»: لانتخاب رئيس الجمهوريّة بلا شرط أو قيد «التحرير والتنمية»: الاتفاق على الحكومة غير مطلوب

ما تزال صورة الاستحقاق الرئاسي ضبابيّة بانتظار إعلان الرئيس سعد الحريري موقفاً واضحاً وحاسماً منه، لكنّ هذا الأمر مؤجل إلى حين استكمال الحريري مشاوراته مع بعض العواصم الإقليميّة والدوليّة المعنيّة بهذا الاستحقاق. إلّا أنّ كتلة «المستقبل» التي أيّدت نداء بكركي الصادر أول من أمس، شدّدت على انتخاب رئيس الجمهوريّة من دون أيّ شروط أو قيود.

«المستقبل» تأمل تحريك الركود

وكان الحريري ترأّس أمس في «بيت الوسط» اجتماعاً لكتلة «المستقبل» النيابيّة، وأصدرت بياناً توقّفت فيه عند «أهميّة المشاورات» التي يجريها الحريري داخليّاً وخارجيّاً «بما يؤمل منه أن يسهم وبشكل جديّ في تحريك الركود والجمود الذي أحاط بملف انتخابات رئاسة الجمهوريّة، ولا سيّما بعد مرور ما يقارب سنتين ونصف على الشغور في منصب الرئاسة الأولى».

وأكّدت موقفها «الثابت بأنّ العودة إلى احترام الدستور هي المدخل الأساس والوحيد لتفعيل عمل المؤسّسات الدستوريّة عبر البدء بانتخاب رئيس الجمهوريّة من دون أيّ شروط أو قيود».

ورحّبت الكتلة بالنداء الذي أصدره مجلس المطارنة الموارنة أول من أمس، ولا سيّما «لجهة ضرورة الالتزام بالدستور وأحكامه، وضرورة المسارعة إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة يكون جامعاً للّبنانيّين وقادراً على إنجاز المصالحة الوطنيّة فيما بينهم، طبقاً لأحكام الدستور ووثيقة اتفاق الطائف».

علاقة عين التينة ببكركي

وفي الموازاة، أوضح عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ميشال موسى، أنّ الترحيب ببيان المطارنة الموارنة جاء بعد تأكيده الثوابت الوطنيّة وعلى التقيّد بالدستور، معتبراً «أنّ هذا الدور الأساسي لبكركي والجميع يوافق عليه»، مؤكّداً «أنّ علاقة بكركي وعين التينة مبنيّة على الاحترام والمحبة، وقد يكون هناك سوء تفاهم ينتج عن تفسيرات معيّنة، لكن هذا لا يُفقد في الودّ قضيّة».

وأشار إلى «أنّ موضوع السلّة نوقش على طاولة الحوار»، موضحاً «أنّ هدفها تحقيق نقاط معيّنة في ظلّ الخلاف في البلد ومحاولة حلّ هذه النقاط». وإذ أكّد «أنّ انتخاب رئيس للجمهوريّة هو الأساس ويتقدّم على ما عداه»، شدّد «على أنّه ليس المطلوب الاتفاق على الحكومة، فهذا من صلاحيّة الرئيس».

وعن احتمال لقاء رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي ورئيس «تكتّل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، قال «ما من مشكلة شخصيّة بين الرجلين، وليس هناك ما يمنع حصول اللقاء».

كذلك، أكّد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب هاني قبيسي، أنّ لغتنا في لبنان لغة جمع وتواصل بين كلّ الأطراف، وهذا ما يكرّسه الرئيس نبيه برّي بعمله السياسي».

وقال قبيسي خلال مجلس عاشورائي في بلدة سحمر البقاعيّة، أنّ «ما طرحه الرئيس برّي هو جدول لأعمال الحوار مؤلّف من ثلاثة بنود، الأول أن نتّفق على رئيس للجمهوريّة، والبند الثاني أن نتّفق على قانون للانتخابات النيابيّة، والأمر الثالث هو تشكّل الحكومة وطبيعة هذه الحكومة، والبعض فسّر أنّ هذا اتفاق على الوزارات وعلى المواقع، وهذا أمر غير صحيح».

وختم قبيسي قائلاً، إنّ «من يسعى لتعطيل الحوار يسعى للوصول إلى اتفاقات»، داعياً «من رفضوا الحوار إلى الانضمام إلى هذا الصرح الوطني بأيّ شكل من الأشكال، لأنّ كلّ لبناني يجب أن يتواصل مع الآخر لنحمي هذا الوطن، ونحمي العناوين الأساسيّة التي شكّلت قوة لبنان الجيش والشعب والمقاومة».

وأكّد عضو كتلة «القوات اللبنانيّة» النائب جورج عدوان في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ «انتخاب رئيس للجمهوريّة سيتم بقرار لبناني»، فيما رأى عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب أنطوان سعد، أنّ «طبخة البحص الرئاسيّة» لم تنضج بعد، معتبراً «أنّ القرار الرئاسي خارج الحدود رغم كلّ المبادرات».

في غضون ذلك، لفتَ النائب السابق لرئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي، إلى أنّ «القرار الذي قيل أنّ الحريري يشرف على اتّخاذه في الملف الرئاسي يجب أن يحصل وأن يكمل به إلى الآخر، وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على أنّ هناك عقلاً ذكيّاً اشتمّ الرائحة التي قد تترتّب على بقاء الوضع على ما هو عليه». وقال: «شعروا أنّ الأمور ذاهبة باتجاه تجذير الصراع والاستهدافات، وبالتالي قاموا بالتفاف ما وأنا أثمِّن هذا العقل».

وشدّد على أنّ «لا مجال للكلام عن ترويكا جديدة في لبنان. ففي لبنان رئيس واحد ورؤساء سلطات، وعندما يعلن الحريري موقفه النهائي في الملف الرئاسي نبني على الشيء مقتضاه»، معتبراً أنّ «الحريري على وشك إعلان موقف مهم».

الخازن: النداء وضع الأمور في نصابها

على صعيدٍ آخر، اعتبر رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن أنّ تحوّل بيان المطارنة الموارنة الشهري إلى نداء، لهو بحدّ ذاته مناشدة وطنيّة بامتياز، سرعان ما تلقّفها الرئيس برّي بسِعةِ فهم وترحاب لتبديد الالتباس جرّاء تعطيل كلّ المجالس من داخل الدولة ومن خارجها.

و قال الخازن في تصريح: «لقد جاء النداء في ثوابته المعروفة والمحدّدة ليضع الأمور في نصابها الوطنيّ، الذي غالباً ما كان يتلاقى الرئيس بري مع بكركي وسيّدها في منتصف الطريق، لأنّ رئيس السلطة التشريعيّة يدرك أهميّة البطاركة، ودور الصرح التاريخي منذ نشأة لبنان ككيان ودولة في مؤتمر فرساي، حيث استطاع البطريرك الياس الحويك أن يضع حدّاً وحدوداً للبنان التاريخي في رؤية شاملة لجميع مكوّناته».

وأشار الخازن إلى أنّ النداء «دعا جميع المعنيّين إلى مبدأ الالتقاء على قواسم المشاركة بمفهومها الميثاقيّ، وتبنّي خيار الرئيس العتيد بناءً عليها، خصوصاً في خِضمّ تلاطم المركب اللبناني وسط أمواج عاتية دوليّاً وإقليميّاً تجرف كيانات ودولاً أساسيّة في المنطقة».

كاغ: للوحدة بين اللبنانيّين

إلى ذلك، ناقش مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى مع ممثّلة الأمين العام للأمم المتحدة سيغريد كاغ، الأوضاع السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة في لبنان. ووصفت كاغ الاجتماع بـ«الممتاز»، وقالت: «توافقنا على أهميّة الوحدة بين جميع اللبنانيّين، وشدّد سماحة المفتي على أهميّة أداء دور إيجابي من الجميع. وشكرت سماحته على دوره الإيجابي والحكمة التي يتمتّع بها لإيجاد الحلول، وفي الأمم المتحدة تلاقٍ مع سماحته في العديد من المواقف، كما أطلعته على أجواء زيارتي لإيران».

وتجدر الإشارة إلى أنّ كاغ ستزور قريباً السعوديّة وروسيا للبحث في الملف الرئاسي اللبناني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى