القلم الأنثويّ… نشاطاً أدبياً في جرمانا
استحوذ القلم الأنثوي على النشاط الأدبي الذي أقامه المركز الثقافي في جرمانا ـ دمشق، عبر مشاركة الكاتبتين آمال شلهوب وهدى الجلاب اللتين قدّمتا أنماطاً أدبية مختلفة.
وبينما ذهبت شلهوب إلى الجملة المرمّزة في حياكة الجُمل المؤدّية إلى حدث دراميّ، اعتمدت الجلاب الصورة البانية وصفاً لا يخلو من الشاعرية، ولكن القاسم المشترك لدى نصوص الكاتبتين كان تصوير ما يعايشه السوري من آلام بسبب الحرب الإرهابية التي تُشنّ على بلده.
في قصتها «الثمن»، تتناول الجلاب جرائم التنظيمات الإرهابية التي طاولت كلّ سوريّ يسعى إلى بناء وطنه وجني قوت يومه لتعيش أسرته كريمة، فتطاول أيدي الإرهاب في قصتها ربّ أسرة وهو في طريقه عودته من عمله، حيث يُقلّ في سيارته أشخاصاً طلبوا منه توصيلهم، ليتبين في ما بعد أنهم عصابة خطف، فضربوه وكبّلوه بأبشع صورة.
وتظهر الجلاب من خلال قصتها ظواهر التستّر بالدين الذي يختبئ خلفه، أولئك الظلاميون الذين يمتصّون بأنيابهم المسمومة دماء الطهر والبراءة.
وحاولت الجلاب خلال أدوات البناء القصصي في نصّها صوغ أسلوب تغمس ريشتها في الواقعية التي لا تخلو من توصيف شيّق لا يترامى، بعيداً عن مساحة الأقصوصة المتشرّبة بعفوية وعاطفة صادقة، غذّت خلالها الحدث القصصي.
وتفتح القاصة شلهوب عبر بنائها القصصيّ نافذة إلى ما وراء الموت الذي يعيشه الشهيد، في حياة لا تنقطع عن وطنه وأحبابه وأهله، لتخلق في أقصوصتها فضاءين تعبيريين بين الواقع والماورائي، لتضفي عليها جمالية مشهدية تبنّت الحدث القصصيّ كمونولوج دراميّ.
أما في أقصوصتها «بيت العنكبوت» فتريد شلهوب بتشخيصها الذاهب إلى بناء حكائيّ مواجهة الإنسان للخطوب واجتناب الهروب من الواقع ومواجهة أزماته والعمل على بناء حياة أفضل. فـ«سرمد» و«رفيق»، بطلا قصتها انطلقا بدافع الحظّ بحثاً عن بديل أفضل لحياتيهما، ليعود «سرمد» مع صورة أخيه المخطوف منذ سنتين.